"مراسل صغير" للإمارات والسعودية.. هكذا يرى يمنيون رئيس حكومتهم

عدن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عقب احتجاجات شعبية شهدتها مدينة تعز اليمنية، في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تنديدا بتدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار، وسط غياب دور الحكومة الشرعية، أطلق ناشطون يمنيون حملة على تويتر، تطالب بإقالة رئيس الحكومة معين عبد الملك.

وأشاروا عبر مشاركتهم في وسم الحملة #إقالة_معين_مطلب_اليمنيين، إلى أن عبد الملك أثبت فشله خلال ثلاث سنوات من تعيينه، بناء على ضغوط سعودية إماراتية، مجمعين على أنه "لم يقدم شيئا لليمن بل ازداد الوضع تدهورا" منذ تعيينه.

ونعته الناشطون بـ"الخيانة والعمالة والابتذال"، لافتين إلى معاناة البلاد من تدهور اقتصادي حاد، وتدهور سعر الريال اليمني ووصوله إلى مرحلة غير مسبوقة في تاريخه أمام العملات الأجنبية، فضلا عن الأزمات المعيشية الأخرى التي تشهدها البلاد.

واقترب سعر صرف الدولار من حاجز 1400 ريال يمني، فيما وصل سعر الريال اليمني مقابل السعودي إلى 363 ريالا، في أسوأ قيمة تاريخية للعملة الوطنية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وسط موجة غلاء فاحش غير مسبوقة وارتفاع جنوني لأسعار السلع الغذائية في عدن ومحافظات الجنوب.

خيبات معين

الناشطون توقعوا المزيد من التدهور في عهد عبد الملك، لأنه أوصل اليمن إلى الهاوية، وصبوا غضبهم على السعودية والإمارات واتهموها بتنفيذ مخططات تدميرية لليمن وتعيينهم لعبد الملك لتمرير مخططاتهم الخبيثة في البلاد.  

واقترحوا حلولا للنهوض باقتصاد البلاد والاستغناء عن الدعم الخارجي السعودي والإماراتي، منها إسقاط حكومة عبد الملك والتخلص من القيادة العميلة الموجودة في فنادق الرياض، وتشكيل حكومة وطنية تحفظ للشعب ثرواته وسيادة أراضيه وتقوم بتصدير الغاز والنفط.

ودعا ناشطون إلى استبدال التحالف بتحالفات أخرى، والاعتماد على القيادات الموجودة بالداخل والتوحد ضد مشروع إيران، وتشغيل الموانئ اليمنية، وفرض الأمن على المناطق المحررة لتشجيع الاستثمار.

عبد الملك وصل أواخر سبتمبر/أيلول 2021، إلى العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد، للمرة الأولى منذ 6 أشهر من مغادرته إلى السعودية بعد اقتحام مقر الحكومة من قبل متظاهرين غاضبين طالبوا بتحسين الوضع الاقتصادي والخدمات العامة.

وفي حوار له مؤخرا مع قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، قال إن حكومته تعتزم اتخاذ إجراءات للعودة بأسعار الصرف إلى مستويات معقولة، منها إطلاق المبلغ المتبقي من الوديعة السعودية، ووحدات السحب من صندوق النقد الدولي، ومبالغ أفرج عنها من بنوك مركزية أجنبية.

الناشطون شككوا في وعود عبد الملك وعددوا الفشل والخيبات والسقطات التي شهدها عهده، مطالبين بإقالته ومحاكمته والتحقيق معه.

الإعلامي اليمني أنيس منصور، قال إن في عهد معين سقطت الدولة وتعقد وضع المناطق المحررة، وتشكلت مليشيا مضادة وتم تثبيتها بتواطؤ من معين نفسه، تماشيا مع أجندات خارجية.

ووصف المغرد عبد الله بن راجح، معين بأنه "مجرد مراسل صغير لمن فرضه على اليمن في هذه المرحلة الحرجة ليتقزم المنصب بهذا القزم الذي زاد وزنه وزاد وزره وسيأتي يوم يقدم للمحاكمة". مغرد بحساب "الحريزي قايدنا"، أوضح أن في "عهد معين انهار الريال من قرابة 600 ريال أمام الدولار  إلى أكثر من 1400 ريال، وسقطت عدن بيد الانتقالي وسقطرى بيد الإمارات، وتوغلت قوات سعودية أكبر في المهرة وجاءت قوات بريطانية إلى المهرة وإسرائيلية إلى سقطرى، ووصل الحوثيون إلى العبدية (بمحافظة مأرب)".

خيانات معين

وبرز حديث الناشطين عن ولاء معين للإمارات والسعودية وخيانته لليمن، وعرقلته لتنفيذ الاتفاقات والإجراءات التي من شأنها أن تحسن أوضاع اليمن وتنهي الحرب.

الناشط أبو عبيدة اليماني، أكد أن "تخاذل الحكومة وتخادمها مع الإمارات والسعودية لتدمير اليمن وعدم السماح بإقامة يمن اتحادي قوي هو السبب وراء هذه المصائب".

أحد المغردين، اتهم معين بـ"عرقلة تنفيذ الشق العسكري والأمني باتفاق الرياض والعمل جاهدا على إبقاء سيطرة مليشيات الإمارات وعدم عودة الحكومة بشكل نهائي إلى عدن، وقطع مرتبات الجيش ومنع الدعم عنه، وعرقلة إحياء الاقتصاد وإعادة إنعاشه"، مؤكدا أن "معين سجل أسود من الخيانة والفشل". المغرد صلاح، وصف عبد الملك بأنه "معيّن باختيار الإمارات، وتصرفاته تدل على الخذلان ولا ينفع أن يكون رئيس حكومة". فيما لعن المغرد عبد الرحمن القرضي معين، قائلا: "يجب إقالة هذا الكائن الخائن لليمن وشعبه، يحمل كامل مواصفات الخيانة والعمالة توجهه الإمارات أينما تشاء، دمر اقتصاد البلد، تقسمت البلاد وتشظت إلى كيانات ومليشيات، خسرت الشرعية أراضي شاسعة". 

حلول للأزمة

الناشطون ذكروا بتعهدات رئيس الحكومة اليمنية عبدالملك، طارحين حلولا للخروج من الأزمة.

الناشطة أشجان سالمين، أشارت إلى قول عبد الملك: "أنا مهمتي وهمي الملف الاقتصادي!!"، متسائلة: "هل يعلم معين أن سعر الصرف للريال اليمني في العاصمة عدن 370 للسعودي و1350 للدولار؟ وعن أي هم يتحدث معين؟".

وتطرق القائم على حساب "شؤون الجعاربة"، إلى قول معين إنه "ليس معنيا بالسياسة ولكنه مهتم بالملف الاقتصادي والخدمي"، قائلا: "بلغوه أن الريال السعودي اليوم بـ 360 ريال يمني". فيما أكد رئيس تحرير صحيفة "المشهد اليمني"، صالح منصر اليافعي، أن "الحل يكمن بإعلان مجلس عسكري وإحالة الشرعية الرخوة وإنهاء دور التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، والتحالف مع تركيا"، قائلا "خلال فترة وجيزة سينتهي الانقلاب والتمرد وتعود اليمن أفضل مما كانت.. ولكم في الصومال وليبيا وأذربيجان مثال!!!".