صحيفة إيطالية: نظام السيسي يخنق النازحين في غزة من أجل الدولار

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه وهجماته ضد المدنيين المنهكين في قطاع غزة، يحاول مئات الأشخاص في رفح على الحدود المصرية، إخراج أصدقائهم وأفراد عائلاتهم العالقين على الجانب الآخر من الجدار إلى بر الأمان.

في هذا الإطار، استنكرت صحيفة إيطالية استغلال وكالة السفر المصرية شركة "هلا للاستشارات والخدمات السياحية"، المشرفة حصرا على عملية نقل المسافرين من قطاع غزة وإليه، أهالي وأصدقاء الراغبين في العبور إلى الأراضي المصرية.

 خصوصا أنها تطلب مقابل ذلك خمسة آلاف دولار للشخص الواحد في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المصري من أزمة شديدة.
 

مجازر مروعة
 

وقالت صحيفة نيغريسيا، إن "رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، المتهم بالتواطؤ في تسهيل الحصار والمجازر، يستعد لأسوأ السيناريوهات بينما تمد له الإمارات يد العون للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية".

في الأثناء، استؤنفت المحادثات في الرابع من مارس/آذار في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بينما أعلن الاحتلال أنه لن يوفد وفدا حتى يحصل على قائمة كاملة بأسماء الأسرى الذين مازالت تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعرب في الأيام الأخيرة عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين حماس والاحتلال بحلول شهر رمضان.
 


 

تأتي الجولة الجديدة من المحادثات في الوقت الذي أُعلن فيه ارتفاع حصيلة عدد الشهداء منذ بداية العدوان على قطاع غزة في أكتوبر إلى أكثر من 30 ألف شهيد، بينما لا يزال ارتكاب المجازر متواصلا.

وكانت قوات الاحتلال قد ارتكبت في الأول من مارس مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات من المدنيين خلال انتظارهم تسلم المساعدات الإنسانية بشارع الرشيد شمال القطاع المحاصر.

وبعد يومين، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة جديدة بقصفه فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية قرب منطقة دوار الكويت، جنوبي مدينة غزة ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.
 

5 آلاف دولار 
 

وفي المرحلة الحالية، يحاول مئات الأشخاص نقل عائلاتهم وأصدقائهم من غزة إلى مصر عبر معبر رفح.

 وتظهر صور ومقاطع فيديو تجمع المئات على أبواب مكاتب شركة هلا المصرية التي تطلب من الفلسطينيين تسعيرة عبور بحوالي 5 آلاف دولار لكل منهم "للخروج من جحيم غزة".

استنكرت الصحيفة الإيطالية تواصل اغلاق المعبر "بينما يشارك النظام المصري بشكل أكبر في حصار غزة من خلال السماح لعدد قليل فقط من الفلسطينيين من حاملي الجنسية المزدوجة وبعض الجرحى بعبور الحدود".

وذلك على الرغم من العدد الكبير للغاية من الفلسطينيين، وهم قرابة المليون ونصف المليون، الذين أجبروا على اللجوء إلى جنوب القطاع جراء تواصل الهجمات الإسرائيلية.

نقلت الصحيفة عن الأستاذ في جامعة ملبورن غسان الحاج قوله إن "السيسي صعد للسلطة بانقلاب أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي الذي كان بإمكانه أن يفعل أي شيء لكن دون المس بغزة". 

وتابع "في المرحلة التي انفتح فيها مرسي على الإسلاميين في غزة، حدث انقلاب 2013"، متهما "السيسي بضمان الآن إدامة حصار غزة".

ذكرت الصحيفة الإيطالية أن الموقف الرسمي للسلطات المصرية ظل هو نفسه المتخذ في 18 أكتوبر/تشرين الأول.

وجاء على لسان السيسي خلال مؤتمر صحفي في نفس التاريخ المذكور إلى أنه "إذا كان من الضروري نقل مواطني القطاع خارجه حتى انتهاء العمليات العسكرية، فيمكن لإسرائيل نقلهم إلى صحراء النقب" مطالبا بعدم تهجيرهم إلى سيناء.

وبحسب الحاج، "هناك حدود لا يقبلها الشعب (المصري) على الرغم من أن السيسي بإمكانه أن يفعل كل شيء كديكتاتور، ومنها تهجير الفلسطينيين إلى سيناء".
 

وحدات إيواء
 

في الأيام الأخيرة، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بناء السلطات المصرية جدارا تعلوه أسلاك شائكة في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة.

وهو ما يوحي بأنها بصدد تجهيز مكان لإيواء الفلسطينيين حال نفذ الاحتلال الإسرائيلي تهديداته باجتياح بري في رفح.

حصلت مؤسسة سيناء على مواد مصورة جديدة تؤكد ما نشر أمس عن قيام السلطات المصرية ببناء منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية شرق سيناء.

وتظهر المواد الجديدة ما أكدته مصادر المؤسسة بالبدء في إنشاء منطقة معزولة محاطة بأسوار على الحدود مع قطاع غزة بهدف استقبال لاجئين حال… pic.twitter.com/EzeI4XDX34

— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) February 15, 2024

من جانبها، نفت السلطات المصرية هذه الفرضية وما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن إعداد وتشييد وحدات لإيواء الفلسطينيين.

بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، أظهرت صور ومقاطع فيديو التقطها ونشرها أعضاء مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان أعمال البناء الجارية في المنطقة.

وقالت في تقرير لها إن ما جمعته يظهر سياجا يضم جدرانا بارتفاع سبعة أمتار يجرى تشييده الآن في المنطقة.

ونقلت عن مصدر وصفته بالمطلع على الأمر قوله إن ما يجرى بناؤه يهدف إلى "استقبال اللاجئين من غزة في حالة حدوث نزوح جماعي لسكان القطاع".

وكان وزير خارجية النظام المصري سامح شكري قد نفى في مقابلة مع الشبكة البريطانية، أن تكون بلاده بصدد اتخاذ خطوات لإقامة منطقة عازلة أو معسكرات للاجئين محتملين من قطاع غزة.
 

الإمارات تساعد
 

ولاحظت الصحيفة في الأثناء استمرار الأزمة المالية وارتفاع التضخم في ضرب النمو الاقتصادي المصري.

 في هذا الصدد، ذكرت إعلان رئيس الحكومة مصطفى مدبولي في فبراير/شباط 2024 أن أبو ظبي ستضخ "35 مليار دولار استثمارات مباشرة"، تزامنا مع تعويم البنك المركزي المصري الجنيه للمرة الرابعة منذ عام 2022.

لذلك قد تسهم هذه الخطوة، التي من المنتظر أن تؤدي إلى مزيد من ارتفاع معدل الفقر، في استكمال صرف أقساط القرض المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي البالغ 12 مليار دولار.

وتخطط أبوظبي لاستثمار 24 مليار دولار في تطوير مشروع منطقة رأس الحكمة الساحلية و11 مليار دولار أخرى في مشاريع البناء العقارية في البلاد.

واستنكرت "نيغريسا" في ختام تقريرها بأنه "في الوقت تدخل المحادثات من أجل وقف إطلاق النار مرحلة صعبة مجددا وذلك بسبب موقف القاهرة الذي لا يتمتع بمصداقية كبيرة، تنطلق من ناحية أخرى، المتاجرة بعملية عبور النازحين".

وأكدت أن السلطات المصرية تسمح لعدد قليل من العائلات الميسورة بمغادرة غزة مقابل دفع آلاف الدولارات.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشتد فيه الأزمة الاقتصادية أكثر على المصريين مما دفع دول الخليج إلى تنفيذ استثمارات غير مسبوقة في البلاد.