انتخابات طاجكستان.. تداعيات محتملة لفوز "رحمون" بولاية خامسة

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، مقالا للكاتب أندريه كازانتسوف، سلط فيه الضوء على انتخابات طاجكستان التي جرت في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وفاز فيها الرئيس الحالي إمام علي رحمون بولاية خامسة، بعدما حصل على 90.92 بالمئة، من أصوات الناخبين.

وقال الكاتب في مقاله: إنه "في قيرغيزستان المجاورة، وبعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، التي أجريت في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، اندلعت ثورة شعبية حقيقية في البلاد، انهارت خلالها القوى الحاكمة في البلاد بالكامل تقريبا وحرفيا في ليلة واحدة".

وأضاف: أما في بيلاروسيا، بعد الانتخابات الرئاسية، في 9 أغسطس/ آب 2020، تستمر الاحتجاجات الجماهيرية حتى الآن، وهناك وضع ثوري كلاسيكي. السؤال الذي يتبادر لأذهان المراقبين لشؤون الاتحاد السوفيتي السابق، هل يمكن أن تحدث أحداث مماثلة في طاجيكستان؟

أسباب مؤثرة

من وجهة نظر الكاتب، فقد أثرت المشكلات الاقتصادية العالمية المرتبطة بالشريط الكوري في هذا البلد، حيث جرى نقل المصادر الرئيسية لتكوين الناتج المحلي الإجمالي لها من المهاجرين "العمالة" العاملين في روسيا وأنواع مختلفة من الاستثمارات من جمهورية الصين الشعبية. كل من هذه المصادر تأثرت بجدية.

وأشار الكاتب إلى أن العديد من المهاجرين الطاجيك في روسيا فقدوا وظائفهم، وأجبر بعضهم على العودة إلى ديارهم. ومع سقوط معدل الروبل، فقد قل المبلغ المخزون في المنزل. وواجهت جمهورية الصين الشعبية حاليا مشاكل اقتصادية خطيرة، وتقلصت الفرصة للتعاون مع البلدان الأخرى بشكل خطير.

ولفت كازانتسوف إلى أن العالم لديه انخفاض في الطلب على جميع أنواع المواد الخام التي تؤثر حتما على الصادرات الطاجيكية. ولا تزال الجمهورية بعد الحرب الأهلية المدمرة في الفترة 1992-1997 في وضع اقتصادي خطير إلى حد ما. والآن كل هذه المشاكل قد تفاقمت بالإضافة إلى ذلك، مما يؤدي حتما إلى استياء خطير.

واستطرد الكاتب، قائلا: "إضافة إلى ذلك كله تم الإعلان، عن إجراءات الحجر الصحي، متأخرا، والتي يمكن أن تسرع انتشار الوباء، حسبما أفاد خبراء. إضافة إلى ذلك، فإن النظام السياسي للبلاد هو مؤقت، يعتقد الكثيرون أن الرئيس إمام علي رحمون يستعد لنقل السلطة تدريجيا إلى ابنه رستم إمام علي.

ولفت إلى أن هذا رستم يشجع تدريجيا من قبل الأب بخطوات نمو وظيفي التي تؤدي إلى الرئاسة، إذ إنه شغل من 4 أبريل/ نيسان 2017، منصب عمدة العاصمة، مدينة دوشانبي، ومنذ 17 أبريل/ نيسان 2020، أصبح رئيسا لمجلس النواب.

ارتفاع المخاطر 

وذكر الكاتب أن أنجح مثال على نقل السلطة الناجح من الأب إلى الابن في منطقة ما بعد السوفيتي هو أذربيجان. هناك، انتقلت السلطة من حيدر علييف إلى إلهام علييف في ظروف النمو الاقتصادي المتعلق بتنفيذ "عقود بحر قزوين" في قزتيازي.

وأردف: مع ذلك، حدث هذا ليس بدون بعض الاحتجاجات والصعوبات السياسية الداخلية. أما في طاجيكستان، فإنها تستعد لنقل السلطة في ظروف الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الأكثر حدة، مما يزيد من المخاطر.

من جانب آخر، قال الكاتب: إن "رحمن جاء إلى الانتخابات بحجج قوية لصالحه. الحجة الرئيسية هي إعادة بناء وإنشاء البلاد بعد الحرب المدنية الدامية والمدمرة 1992-1997. تتم إضافة نجاح السياسة الخارجية مؤخرا - إنشاء علاقات رسمية بين دوشانبي مع طشقند (جدير بالذكر أنه ولوقت طويل كان بين البلدين صراع ثقيل على المياه والطاقة، والذي أدى إلى حظر النقل وحصار لطاجيكستان من قبل أوزبكستان)".

ويكمل الكاتب، قائلا: "تم التغلب على جميع المشكلات الآن، إذ إنها جرت بشكل أساسي بسبب سياسات رحمن، ولكن الكثير من المراقبين ينتقدون سياساته سواء الداخلية منها أو الخارجية، إذ يبدي مراقبون روس عدم رضاهم من توجهه من التعامل وتطوير العلاقات مع روسيا إلى التوجه لجمهورية الصين الشعبية.

وتابع: "ولا سيما عدم انضمام طاجيكستان إلى اتفاقية الأمن والتعاون الروسية، من جانب آخر التنسيقات العسكرية للتعاون مع بكين وتنامي النشاطات، مع اتفاقية البديل، وتحديدا الاستشارات الصينية الباكستانية - الطاجيك - أفغانية".

إمكانية للقلاقل

وحسب تحليل الكاتب، فإنه على الرغم من كل مشاكل البلد، فإن حدوث سيناريو قيرغيزستان - البيلاروسي بعد الحصول على نتائج الانتخابات الرئاسية في طاجيكستان أمر غير مرجح كثيرا.

وتسيطر الحكومة على نظام التصويت بشكل تام، وانتصار رحمن محدد سلفا. على الرغم من السخط الموجود في البلاد، لا توجد خيارات بديلة ناجحة بعد ذلك. طاجيكستان هي جمهورية، واجهت بالفعل حربا أهلية دموية، ويفهم الجميع جيدا أن الحكومة الحالية لن تفسح المجال، و تسلم السلطة بسهولة.

 وفي الوقت الذي حصل فيه الرئيس الحالي رحمن على 90.92 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، ليصبح رئيسا للمرة الخامسة، فإن منافسه زعيم حزب "الفلاحين" رستم لطيف زاده، قد حصل على 3.03 في المئة، و زعيم حزب الإصلاحات الاقتصادية رستم رحمت زاده على 2.15 في المئة.

وجرت عملية التصويت، وسط إجراءات مشددة للوقاية من فيروس كورونا، كإجبار الناخبين على ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الجسدي، وقياس درجة حرارتهم. وتابع سير العملية الانتخابية أكثر من 200 صحفي، و150 مراقبا دوليا من مختلف المنظمات الدولية كمنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ويحدد الدستور الطاجيكي مدة الولاية الرئاسية بـ7 سنوات، وقد فاز في آخر دورة الرئيس إمام علي رحمن في انتخابات 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وحصل فيها على 83.92 بالمئة من أصوات الناخبين.