الأميرة السعودية المغيّبة.. هل تلقى بسمة بنت سعود مصير خاشقجي؟

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة ABC الإسبانية، مقطع فيديو من داخل منزل الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز بجدة، يكشف قيام رجال الاستخبارات السعودية باعتقالها، مشيرة إلى أن الاعتقال جاء بأمر من ابن عمها، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفي التفاصيل، قالت الصحيفة في تقرير نشرته 14 مارس/آذار 2020: إن "الأميرة موجودة في سجن الحائر شديد الحراسة خارج العاصمة السعودية الرياض منذ عام و15 يوما"، مبينة أن "اعتقالها جرى في 28 فبراير/شباط 2019، بعدما منعها أقاربها من السفر إلى سويسرا للعلاج إثر إصابتها بمشاكل بالقلب".

وكانت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية قد كشفت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عن اختفاء الأميرة، ووصفت تغيبها بـ"الاحتجاز"، ورجحت أنها رهن "الإقامة الجبرية"، مع إحدى بناتها في الرياض.

ونقلت الشبكة حينها عن مصدر مقرب من الأميرة لم يرغب في ذكر اسمه لأسباب أمنية، قوله: إنه "بينما كانت الأسرة على اتصال بالأميرة، لاحظت أنها لم تستطع الحديث بشكل منفتح، ذلك لأن اتصالاتها كانت قيد المراقبة".

تلك الخبايا عن الأميرة المحتجزة، دفعت رواد "تويتر"، إلى تداول مقطع الفيديو الذي بثته الصحيفة الإسبانية بشكل واسع عبر حساباتهم الخاصة ومشاركتهم في هاشتاج يحمل اسم الأميرة #بسمة_بنت_سعود.

وربط ناشطون بين اعتقال بسمة وسلسلة الاعتقالات التي يشنها ولي العهد السعودي على أفراد العائلة المالكة، والتي كان آخرها اعتقال الأمراء أحمد بن عبدالعزيز شقيق الملك، وولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيقه نواف بن نايف، في الأسبوع الأول من مارس/آذار 2020.

وسبق أن شن ابن سلمان حملة اعتقالات في 2017 طالت عددا من رموز العائلة المالكة ووزراء ورجال أعمال، واحتجزهم بفندق "ريتز كارلتون" في الرياض، واتهمهم بالفساد والتكسب غير المشروع وانتهت بتسويات مالية.

وعبّر ناشطون عن مخاوفهم بأن تلقى الأمير بسمة مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي ذاته، الذي اغتالته السلطات السعودية داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وحتى الآن لم تتكشف الحقيقة كاملة، ووجهت لابن سلمان اتهامات بإعطاء أوامر بتصفية خاشقجي.

تفاصيل الاعتقال

نشر الأمير السعودي المنشق فارس آل سعود تغريدة سابقة على حسابه في "تويتر" كان قد كتبها في 17 مارس/آذار 2019، أعلن فيها اعتقال الأميرة بسمة، مشيرا إلى أن الديوان الملكي ومحمد بن سلمان أنكروا ذلك حينها. كما نشر صورا من الخبر الذي نشرته الصحيفة الإسبانية، وعلق عليها بالقول: "اليوم يتأكد الرأي العام من صحة إعلاننا".

ولخصت مريم المناعي الأحداث قائلة: "الأميرة بسمة بنت سعود معتقله منذ أكثر من سنة في سجن الحائر بأوامر من محمد بن سلمان عام  ٢٠١٩ عندما تعاقدت الأميرة مع شركة ريدستار للطيران مقابل 80 ألف يورو لنقلها إلى سويسرا للعلاج، رفقة عائلتها ويبدو أنها حصلت على رخصة المغادرة لكن لم تقلع الطائرة".

جريمة جديدة

أشار ناشطون إلى مسيرة الأميرة بسمة ومواقفها المطالبة بالإصلاحات السياسية داخل المملكة خاصة الإصلاحات الدستورية، وتعديل أوضاع المرأة السعودية، وتسليطها الضوء على الفساد وتبنيها للقضايا الإنسانية، واستنكارها لعدم المساواة في توزيع الثروة.

وقال الناشط بمجال حقوق الإنسان علي: إن "صح خبر اعتقال بسمة بنت سعود ابنة الملك سعود بن عبدالعزيز عم محمد بن سلمان باختطافها من شقتها فهذه جريمة جديدة تقوم بها العصابة الحاكمة بحق شخصية كانت تصنف من الإصلاحيين داخل العائلة السعودية!!"، متسائلا: "متى يستيقظ الشعب وعقلاء السلطة؟".

واعتبر أحمد العيناوي "#بسمة_بنت_سعود ضحية جديدة من ضحايا الاعتقال التعسفي الذي يقوم به مجنون الرياض ابن سلمان، حيث كشفت مصادر إعلامية أميركية وإسبانية بأنها اعتقلت في فبراير/شباط ٢٠١٩، وهي تحاول المغادرة لسويسرا للعلاج وشوهد رجال أمن سعوديون في منزلها قبل الاعتقال، وكانت تطالب هي الأخرى بالإصلاحات في بلادها".

أمراء مخطوفون

وذكر ناشطون بأمراء وأميرات آخرين اختفوا بعدما أعلنوا مواقف معارضة لسياسات السلطة الحاكمة، إذ أشار صاحب حساب "ذا دراجون" إلى أنه تم خطف تركي بن بندر، وسلطان بن تركي الثاني، وسعود بن سيف النصر، كل هؤلاء أمراء من العائلة التي استعبدت شعبا بأكلمه، ابن سلمان لم يكتف بهؤلاء فقط، فالتفت لأصغر بنات الملك سعود، متسائلا: "هل سيكون مصيرها كمصير خاشقجي؟".

وبيّن صاحب حساب "باحث سعودي" أن الأميرة بسمة بنت سعود الكاتبة الصحفية، تنضم إلى الأميرات الأربع سحر ومها وهالة وجواهر بنات الملك عبدالله بن عبدالعزيز. اللائي يعشن تحت الإقامة الجبرية منذ 17 عاما وأكثر، وآخر ظهور للأختين "سحر ومها" كان في عام 2014 يشكون حالهم المرير ومعاناتهم من الإقامة الجبرية.

مصير خاشقجي

وحذر ناشطون من أن تلقى الأميرة بسمة مصير الصحفي خاشقجي نفسه، ويتم تصفيتها، وتساءل ناصر راشد النعيمي: "من خطف #بسمة_بنت_سعود؟ من اغتال جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في تركيا؟".

واستفهم علي فهد الشهواني في تغريدة على حسابه في "تيورت" قائلا: "هل يتكرر سيناريو جمال خاشقجي ..مع الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز؟".

كراهية ابن سلمان

وصب ناشطون جام غضبهم على ابن سلمان، مطلقين أوصافا مختلفة له ولأفعاله منها وصمه بـ"الدب الداشر" الذي يطلقه الناشطون المعارضون لحكم آل سعود وسياساتهم عليه، في إشارة إلى رفضهم واستنكارهم لتصرفاته العدوانية والمتوحشة. وقال صاحب حساب "حاضره العالم": "الدب الداشر خطف بنت عمه بسمة آل سعود".

ونقل صاحب حساب "بوراشيل" الخبر عن الصحيفة الإسبانية، وعلق عليه بالقول: "وتتوالى فضائح أهبل الرياض ،،،،".  وأضاف: "صحيفة إسبانية تنشر فيديو التقطته كاميرات المراقبة من داخل شقة الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود التي قامت بخطفها عصابة محمد بن سلمان".

وأكد صاحب حساب "موجة" أن "محمد بن سلمان بدأ عملية الاعتقالات والاغتيالات للشعب السعودي ليخلق في قلوبهم الرعب والخوف والاستسلام لعملية خلع والده سلمان آل سعود واعتداء كرسي الملكي".

وبث المقطع ذاته، قائلا: "فيديو لاعتقال الأميرة بسمة آل سعود لمجرد أنها غردت عن الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب السعودي".