"فورين بوليسي": دروس فيتنام لم تسعف أمريكا في حربها مع أفغانستان

منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عددت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أسباب خسارة الولايات المتحدة للحرب في أفغانستان، مشيرة إلى أن الإدارات المتعاقبة عجزت عن استيعاب دروس تجربة فيتنام.

وأوضح مقال للمدير التنفيذي العالمي لمائدة كوكس المستديرة للرأسمالية الأخلاقية، ستيفن بي يونغ، أن واشنطن لم تحقق النتائج التي كانت تسعى إليها في أفغانستان، لأنها تبنت استراتيجية خاطئة، موضحاً أن أمريكا لم تكن تملك إستراتيجية فعالة لمكافحة التمرد.

وتابع الكاتب "منذ انتهاء الحرب في فيتنام، حددت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي بشكل خاطئ جميع الطرق نحو النصر بأنها عملية تقنية للتخلص من العناصر الفاعلة العنيفة، وكان التحدي الذي واجهته واشنطن في كلٍ من فيتنام وأفغانستان هو الحكومة الفاسدة وغير الكفؤة أكثر من المقاومة المسلحة".

لماذا فشلوا

ويرى ستيفن بي يونغ أن "خبراء الأمن القومي الأمريكي تغاضو عما هو ضروري لتحقيق الانتصار، لأنهم تناسوا تجربة فيتنام، بما في ذلك برنامج مكافحة العصيان المدني ودعم التنمية الريفية CORDS  الناجح في قرى جنوب فيتنام بعد 1968".

وتابع المدير التنفيذي "لم يطبق الجنرالات الأمريكيون أبداً في أفغانستان الاستراتيجيات والتكتيكات، التي استخدمت في فيتنام لهزيمة الفيتكونج، خاصة برنامج CORDS، الذي عزز سلطة سياسية لا مركزية في القرى نجحت في تعبئة الفيتناميين الريفيين ضد المتمردين الشيوعيين".

وأضاف الكاتب "بدأ هذا البرنامج في 1967، من خلال استخدام الانتخابات على المستوى الوطني بموجب دستور جديد وتمويل وحدات الدفاع الذاتي القروية، ومجالس الحكم الذاتي، ومشاريع التنمية الذاتية". وأردف "بحلول عام 1972 انهار الفيتكونج كقوة تمرد فعالة".

وتابع بي يونغ، "بصفتي كنت استراتيجيًّا من المستوى المتوسط في برنامج CORDS وكنت أعمل مع وليام كولبي، الذي كان آنذاك نائب قائد البرنامج في القيادة المساعدة العسكرية الأمريكية، كنت شاهد عيان على نجاح هذه الجهود".

وقال "لقد دمج برنامج CORDS القادة المدنيين، الذين لديهم مهارات سياسية في آلة القتال الأمريكية، وهو أمر لم تفعله الولايات المتحدة في أفغانستان أبدًا. لم يكن الفشل في تكرار البرنامج في أفغانستان هو الخطأ الوحيد"، مشيراً إلى أن "واشنطن تتوقع من الآخرين أن يفعلوا ما كنا نريدهم أن يفعلوه بدافع الخوف من القنابل والطلقات أو بسبب حب القيم الأمريكية".

خلاصات أفغانستان

وذهب المدير التنفيذي إلى حد اعتبار أن "حركة طالبان في أفغانستان خلصت إلى أنها يمكن أن تصمد أمام قدرة أمريكا على استخدام القوة الصارمة، وأن واشنطن لا تملك القوة الناعمة لاستخدامها ضدها، وكانت الحركة محقة".

ومضى قائلاً "الآن أصبح الاستراتيجيون الأمريكيون متعبين ولا يملكون أي فكرة عن كيفية إلحاق الهزيمة بمقاتلي طالبان".

وتابع "لقد أنفقت واشنطن قدرًا كبيرًا من الأموال في أفغانستان، وقد حاول العديد من الأمريكيين أن يساعدوا، لكنهم لم يتمتعوا بأي نوع من القيادة المدنية المطلوبة في المواقف القيادية في مكافحة التمرد أو منظمة مدنية عسكرية موحدة لتعبئة سكان الريف ضد طالبان".

ويرى الكاتب أن "أمريكا اختارت فعليًا حماية الناس من خارج مجتمعاتهم المحلية، وليس تسليحهم لحماية أنفسهم. كما تم تنظيم شبكة من 18 ألف مجلس تنمية محلي في جميع أنحاء البلاد باستخدام منظمات غير حكومية، غير أنها لم تندمج أبدًا في النظام الأمني".

وأوضح أن أمريكا "لم تجد أبدا في أفغانستان طريقة لكبح الخصومات العرقية، أو تدمير زعماء الحرب، أو تجنيد قادة محليين، أو إيجاد قواعد للعدالة تحفز السكان المحليين على محاربة طالبان".