"محبب لنا جميعا".. صحيفة عبرية: هذه مهام أول سفير إماراتي في إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن تعيين أول سفير إماراتي في تل أبيب، يعني بشكل "لا لبس فيه" أن ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل "لن يتم".

وأشارت صحيفة "واي نت" إلى أنه حتى قبل وصول أول سفير لدولة الإمارات العربية المتحدة محمد آل خاجة (فقط بعد تفشي كورونا، أو كضيف على طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عند إقلاعه من الخليج) أوصى بقراءة الأشياء التي كتبها زميله سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة.

ووصف الموقع العتيبة بأنه دبلوماسي بارز بالتأكيد وهو الذي تم اختياره وليس موظفين آخرين في الإمارات للكشف عن مجالات نشاط سفير أبو ظبي لدى إسرائيل ليقوم بمتابعته، وفق ما نشرت صفحة السفارة الإماراتية في واشنطن على تويتر في 14 فبراير/شباط 2021.

وتابعت الصحيفة: "علمنا أن مهمته ستركز على تعزيز البرامج الاقتصادية والصادرات والواردات وعلاقات الشحن والتعاون في مجالات الصحة والغذاء والماء وسيعمل على نقل البضائع من الخليج عبر إسرائيل إلى الدول الأوروبية وكذلك إلى الدول العربية والتركيز على التكنولوجيا والطاقة والعمل على برامج التعليم المشتركة وتنظيم زيارات كبار الوزراء والمسؤولين وإيجاد وقت للتبادلات الثقافية".

خطة الضم

وتجدر الإشارة أيضا إلى تأكيد خاص في بيان (لم يكشف عن تاريخ نشره) للسفير الإماراتي في واشنطن والذي يشير بشكل قاطع إلى أن الضم الإسرائيلي للضفة الغربية، على حساب الفلسطينيين لن يتم.

فعندما تصمت الحكومة الإسرائيلية، تأخذ أبو ظبي الحق في الكلام ولو أصرّ بنيامين نتنياهو على الضم، بحسب العتيبة، لما وصل السفير إلى تل أبيب.

وكانت إسرائيل تعتزم ضم منطقة غور الأردن وجميع المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة لسيادتها، وهو ما يعادل نحو 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية. وكان من المقرر أن تشرع الحكومة الإسرائيلية في عملية الضم، في الأول من يوليو/تموز 2020، لكن لم يصدر أي قرار بهذا الشأن.

ويؤكد العتيبة أن الإمارات تنوي العمل من أجل حقوق الفلسطينيين والعمل من أجل التطبيع والجزء المهم حقا هو الإنكار الشامل للضم، وفق الصحيفة العبرية.

وأشارت المراسلة في الصحيفة سمدار بيرّي إلى أن العتيبة، الذي تلقى تحيات لا حصر لها من كبار المسؤولين الإسرائيليين، يعد بزيارة "قريبا" إلى تل أبيب.

وترى أن الفترة القادمة ستمثل تعاونا بين إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات خاصة مع قدوم الرئيس الأميركي جو بايدن. وعند وصوله يتوقع بطبيعة الحال أن ينضم آل خاجة إلى سفيري مصر والأردن في تل أبيب لكن مهمته مختلفة.

وبينما ينتظر رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني فقط التقارير السياسية من ممثليهم في إسرائيل، فإن في أبو ظبي تركز على الأعمال في الغالب.

ومن ذلك نقل سفن الشحن وطائرات النقل ونقل رجال الأعمال وإبقاء الحدود مفتوحة، خاصة بعد فيروس كورونا، حيث أن الصفقات التجارية مع القاهرة وعمان بوساطة خليجية يمكن أن تهز بشكل إيجابي الوضع الاقتصادي الصعب وتضيف آلاف العاطلين عن العمل إلى سوق العمل.

ورأت بيري أنه من المتوقع أن يكون السفير الجديد من الخليج محبب لنا جميعا: فهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من بوسطن ودرجة الماجستير في إدارة الطاقة من جامعة فيينا ويبلغ من العمر 40 سنة.

وقالت: "يبدو رائعا ومتزوج ولديه أربعة أبناء وأيضا هوايات من شأنها أن تضمن له المعجبين معنا: كرة القدم وركوب الدراجات الهوائية والنارية والتزلج على الماء".

توافد السفراء

ولفتت إلى أنه بعد استقرار الأمور، من المتوقع أيضا أن يصل سفير من البحرين، يليه آخر من المغرب وربما من السودان أيضا, وهي دول طبعت علاقاتها جميعا مؤخرا.

على الرغم من اختلاف العلاقات مع المملكة العربية السعودية، فإن الموظفين الخاصين في مكتب ولي العهد محمد بن سلمان لن يتابعوا عن كثب فحسب، بل سيرسلون الطلبات أيضا من خلال سفارة الإمارات، وفق تقدير الصحيفة.

وتقول: "من المثير للاهتمام أن نلاحظ حقيقة أخرى، في حين أن ممثلينا الدبلوماسيين في الإمارات (إيتان ناء) وفي المغرب (د. ديفيد جوبرين) حصلوا على لقب وكيل أو مفوض مؤقت، فإن الإمارات عينت سفيرا".

وخلصت بيري إلى القول: "في المقابل، يأتي ممثل طيران الإمارات (لم تكشف عن اسمه) إلى هنا ليستقر على الأقل في السنوات الأربع المقبلة".

وفي نفس السياق, أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى أن آل خاجة أدى القسم خلال مراسم لحاكم دبي ورئيس وزراء دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم.

ويأتي تعيين آل خاجة بعد موافقة مجلس الوزراء الإماراتي على إنشاء سفارة الإمارة في تل أبيب في يناير/كانون الثاني 2021. ومن المتوقع أن يصل في الأيام المقبلة وفد إماراتي إلى إسرائيل لبدء الاستعدادات لإنشاءها. 

ورأت الصحيفة أن اختيار الإمارات تعيين دبلوماسي كبير شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية عبدالله بن زايد منذ عام 2010، يمكن أن يدل على الأهمية التي يعلقونها على العلاقات مع إسرائيل وعلى الاتصالات مع القيادة والجمهور الإسرائيلي.

ولفتت يديعوت إلى أنه في حفل تنصيبه، استقبل حاكم دبي السفير الجديد وتمنى له التوفيق في مهمته وطالبه بالعمل بأمانة على تعزيز الصداقة والتعاون مع إسرائيل وتعزيز ثقافة السلام والتعايش والتسامح بين البلدين وشعوب المنطقة. وحضر الحفل عدد من الوزراء في مجلس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين بوزارة الخارجية الإماراتية.

وأشار إيتمار إيخاينر الكاتب في الصحيفة إلى أن آل خاجة الذي ينحدر من عائلة أرستقراطية, ومن المتوقع أن يحظى باهتمام كبير في تل أبيب، وفقا لسيرته الذاتية.