"سيناء وإثيوبيا أولى".. ناشطون يرفضون تدخل الجيش المصري بليبيا

القاهرة- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

رفض ناشطون على موقع تويتر، تفويض مجلس النواب المصري (البرلمان)، رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، بإرسال قوات عسكرية خارج الحدود باتجاه ليبيا، محذرين من تبعات الدخول في حروب خارجية.

واستنكر ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم #أنا_مفوضتش، #السيسي_يورط_الجيش، #ليبيا_مقبرة_السيسي، تأييد الكنيسة الأرثوذكسية لتدخل الجيش المصري في ليبيا، والتحشيد الإعلامي لذلك وزعم تأييد ملايين المصريين لمشاركة مصر في تلك الحرب. 

وأكد ناشطون أن ضحية تفويض السيسي للتدخل في الشأن الليبي هم الجنود والضباط البسطاء الذين سيزج بهم في حرب خاسرة لا محالة، وسيقعون ما بين أسير وقتيل وجريح، متبرئين من دماء الجيش المصري ورفضهم للتدخل العسكري في ليبيا.

وفي جلسة سرية عقدت في 20 يوليو/تموز، فوض البرلمان السيسي للتدخل من أجل مساندة اللواء خليفة حفتر، المنقلب على حكومة الوفاق الوطني الشرعية في ليبيا.

أولويات مصر

وسخر ناشطون من فشل السيسي في ضبط الأمن بسيناء وتأمين احتياجات بلاده المائية في الوقت الذي يبحث فيه عن تفويض مزعوم للمحاربة في ليبيا، إذ أعقب تفويض البرلمان للسيسي إعلان الجيش المصري مقتل اثنين من جنوده و18 مسلحا أمس الثلاثاء 21 يوليو/تموز في هجوم استهدف أحد الارتكازات الأمنية بمنطقة بئر العبد شمالي سيناء.

كما سبق تفويض البرلمان للسيسي، بأيام، إعلان إثيوبيا رسميا تعبئة خزان سد النهضة على نهر النيل، بعد تعثر الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي توسط فيها الاتحاد الإفريقي، ما يعني تأثر حصة مصر من مياه النيل التي تعتمد عليها بشكل كامل.

وتساءل د. محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق، "متى يتوقف نزيف الدم الذي يسيل في كل ربوع مصر، والذي يسعى المقامرون إلى توسيع رقعته خارج الحدود بالحرب في #ليبيا؟". 

وقال عمر محمد: "أرفض التدخل العسكري المصري في ليبيا ، فليذهب جيشك يا سيسي لسيناء وينجد أهلها من الإرهابيين واترك ليبيا لليبيين، فنحن لا نريد مصر أخرى في ليبيا ولا نريد قتلا ودمارا وقمعا في ليبيا مثل ما فعلته بنا في مصر، يشهد الله تعالى أننا كمصريين نحب ليبيا وأهلها ونرفض تدخل السيسي".

وكتب أبو سارة: "تحارب إثيوبيا لحماية النيل احنا معاك، إنما تحارب فى ليبيا لدعم حفتر الانقلابى ولإرضاء إمارة أبوظبى وتضيع جنودنا في مستنقع ليبيا وفي حرب لا يعلم أحد نهايتها، يبقى أنا أتبرؤ إلى الله منك".

ولفتت الناشطة اليمنية أشواق الصنعاني، إلى أن #السيسي لم ينتصر على ألف مقاتل في #سيناء حتى يذهب القائد العظيم للقتال في #ليبيا التى تعج بعشرات الآلاف من المقاتلين.

تحذيرات وتبعات

وحذر ناشطون من تبعات التدخل العسكري المصري في ليبيا، مذكرين بخسائر الجيش المصري من جراء تدخلات سابقة، وجرائم ارتكبها نظام السيسي بدعوى تفويض الشعب له، والتي تبعها أعمال عنف أودت بحياة الآلاف بزعم مواجهة الإرهاب المحتمل.

وسأل الناشط السياسي التركي محمد أردوغان، المهللين بتدخل الجيش المصري في #ليبيا، قائلا: "هل تجاوزتم عقدة حرب اليمن عام 1962! التي دخل فيها الجيش المصري بـ100 ألف جندي خرج منها بعد 6 سنوات من التسليح والتعبئة، بـ5آلاف جندي فقط بين مبتور ومكسور!".

وذكر بأن مصر أنذاك كانت اقتصاديا أحسن بكثير من اليوم، قائلا: "لكم أن تتخيلوا حجم الخسائر مع السيسي!".

وأشار الصحفي محمد جمال هلال، إلى أن كل مرة يطلع (السيسي) يقول تفويض ويهدر الدماء والأموال ويدمر البلد، مستطردا: "الله يلعن أبو تفويضك نحن فوضنا أمرنا إلى الله في ظلمك وخيانتك وبطشك".

وقال الصحفي عمرو خليفة: إن قادة الجيش المصرى يعلمون جيدا‏‎ ‎نقص التدريب، والمعدات المتحجرة إستراتيجيا، في إشارة إلى عدم جاهزيتهم.

 ‎وأشارت مغردة أخرى إلى أن كل طلب تفويض منك يا #سيسي يتبعه كارثة، فوضوك فارتكبت #مذبحة_رابعة والنهضة، وطلبت التفويض تاني عشان تعمل #مذبحة_ليبيا فارتكبت #مذبحة_كمين_رابعة في #سيناء، متسائلة: "هو أنت يا سيسي مشبعتش دم؟!! ".

وأوضح عصام امازيغ أن السيسي طلب التفويض للانقضاض على كرسي الحكم والانقلاب على الديموقراطية في بلده والآن يطلب من مواطنين لبلد غير بلده التفويض ليحارب الديموقراطية في بلدهم.

تفويض مزعوم

واستهجن ناشطون ترويج الإعلام لتأييد بعض الشخصيات السياسية والإعلامية ومؤسسات دينية، تدخل السيسي عسكريا في ليبيا، إذ سخر رمضان السيد: "مبروووك الكنيسة دعمت التدخل فى ليبيا النهار دة، كمان مختار جمعة وزير الأوقاف دعم وأمس على عبعال صاحب البرطمان.. متسائلا: مين اللى ناقص فى الصورة.... ؟".

وتهكم محمد علي قائلاً: "الشعب البرلمان الأزهر الإفتاء الكنيسة والإعلام وسكان الأرض والمريخ وجميع الكائنات الفضائية تفوض الرئيس للقضاء على الإرهاب في سينا #أنا_مفوضتش".

وأشار أيمن سحنون إلى أن "مرتزقة من الجيش  المصري والسوداني منذ 2015 وهم يذبحون الليبيين، وما التفويض إلا بهرجة إعلامية"، حيث تفيد تقارير بمشاركة مسلحين من السودان ودول إفريقية مجاورة منها مصر، وبتمويل من أبوظبي والرياض، في الحرب الدائرة في ليبيا إلى جانب مليشيات قوات اللواء الانقلابي خليفة حفتر.

وقال المغرد عطية: "أنا واحد من 100 مليون مصري ما فوضتش بدخول #الجيش_المصري إلى ليبيا"، وذلك في تعقيبه على زعم الإعلامي عمرو أديب في حلقة سابقة له علق فيها على خطاب السيسي بشأن شرعية التدخل المصري في ليبيا، مدعيا أن السيسي خلفه شعب مكون من 100 مليون مواطن مصري يدعمه في قراراته بشأن الأمن القومي. 

يشار إلى أن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دوليا والمدعوم من تركيا، حقق مؤخرا سلسلة انتصارات مكنته من طرد مليشيا حفتر، من المنطقة الغربية، ويتأهب لتحرير مدينة سرت (450 كم شرق طرابلس).

فيما تواجه مليشيات حفتر هزائم متتابعة في المنطقة الغربية، ووقوع اشتباكات فيما بينها بالهلال النفطي، وتتعرض لمظاهرات منددة بالاختطافات والقتل تحت التعذيب في محافظة الجفرة (وسط وشرق البلاد).

وأفادت تقارير وتصريحات مسؤولين ليبيين وأتراك بأن الإمارات والسعودية وفرنسا وإسرائيل يدفعون السيسي، لخوض الحرب في ليبيا ضد تركيا، ما دفعه لاستخدام ورقة القبائل الليبية وطلب تفويضا منهم وتبعها باللجوء للبرلمان المصري والحصول على تفويض منه.

وهو ما قابله نظيره البرلمان الليبي في طرابلس برفض تام، مؤكدا أنه استند لدعوة غير شرعية ممن ينتحلون صفة مجلس البرلمان (في إشارة لبرلمان طبرق) وممن يدعون تمثيلهم للقبائل الليبية". 

وسبق أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن التدخلات المصرية في الشأن الليبي والخطوات التي تتخذها القاهرة تُظهر وقوفها إلى جانب الانقلابي خلفية حفتر، وانخراطها في مسار غير شرعي، معتبرا موقف الإمارات وإغداقها الأسلحة والأموال على حفتر "قرصنة".

ويتوقع ضباط ليبيون أن يقدم النظام المصري دعما لوجيستيا لمليشيات حفتر ومسلحي القبائل، وربما قصفا جويا محدودا لكن يستبعدون تورطا شاملا في حرب طويلة الأمد بليبيا.