مجلة إسرائيلية: دفء علاقتنا مع السعودية نتاج 20 سنة من المجهودات

12

طباعة

مشاركة

قالت مجلة إسرائيلية، إن دفء العلاقات السياسية بين كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية، هو نتاج 20 سنة من المجهودات، بعد أن تدرجت "تل أبيب" في التموضع بالشرق الأوسط ليس دبلوماسيا وأمنيا فقط، بل أيضا اقتصاديا.

ونقلت مجلة آليانس الإسرائيلية عن النائب التنفيذي لرئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى مالكوم هونلين أن "المهمة اليهودية في المملكة العربية السعودية هي نتـاج مجهودات على مدى عقديْن"، مؤكدا أن جزءا كبيرا من الدبلوماسية تُؤسَّس بمرور الوقت وتحت الرقابة، من خلال بناء علاقات هادفة في جميع المجالات.

وذكّر المقال بالزيارة التي أجراها وفد يتكون من ٣٠ قائدا يهوديا أمريكيا في فبراير/شباط ٢٠٢٠ إلى العاصمة السعودية الرياض، واستقبالهم من قبل مجموعة من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى، في إطار قمة استمرت أربعة أيام نظمها مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى.

حوار مفتوح

وهذه المنظمات هي عبارة عن هيئة تنسيق مركزية للجالية اليهودية الأمريكية. وكان هذا أول وفد يهودي رسمي يزور المملكة الإسلامية السنية منذ ما يقارب الثلاثة عقود.

ولفتت المجلة الإسرائيلية إلى أن زيارة البعثة اليهودية إلى السعودية جاءت بعد أسبوع واحد فقط من نشر تقرير يكشف أن المساعي جارية من أجل تنظيم قمة عامة ثورية بين كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي وقادة الخليج العربي خلال الأشهر القادمة.

كما جاءت هذه الخطوة أيضا بعد وقت قريب من نشر مبادرة "السلام من أجل الازدهار" التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإرساء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو مخطط من المنتظر أن يدعمه العديد من دول الخليج، وفق نص المقـال.

ونقلت المجلة عن رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى آرثر ستارك تصريحه بأنه كان لدى الوفد اليهودي حوار مفتوح مع كبار المسؤولين الحكوميين السعوديين، عبّر خلاله الطرفـان عن مخاوفهما المشتركة.

وأعرب ستارك في هذا السياق عن آماله في مزيد توطيد العلاقة بين الطرفين، مشيرا إلى أن الزيارة هي خطوة أولى في علاقة طويلة ومثمرة وأنها تعكس عديد الزيارات الأخرى التي قام بها القادة اليهود في دول خليجية أخرى، حيث أثبتت حقا أن "إسرائيل" موجودة هنـاك بالفعل، وفق المقـال .

وأكدت المجلة الإسرائيلية أن المملكة حرصت على ضمان أمن أعضاء الوفد اليهودي. كمـا مكنتهم من تناول الكشروت (الأكل المحلّل تناوله عند اليهود) طيلة وجوده هناك، ومن أداء صلواتهم اليهودية اليومية.

نحو التحسن

وقالت "آليانس": إنه "على الرغم من أن الإطار العام للمحادثات لا يزال غير رسمي بعد، فإن هذه الزيارة عكست دفء علاقات المملكة السعودية العربية مع "إسرائيل" ومع إدارة ترامب الأمريكية أيضا من خلال محاولتها إعادة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل الصراع الطويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين من جهة، والردعلى التهديد الإيراني من جهة أخرى.

وذكرت المجلة الإسرائيلية بتصريح ستارك خلال الندوة الصحفية التي انعقدت في القدس المحتلة عقب الزيارة اليهودية إلى السعودية، والذي قال فيه: إن "وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من المنتظر أن يكون في المملكة"، مشيرا إلى أن ذلك تؤكده "التصريحات التي أدلى بها المسؤولون السعوديون بشأن خطة السلام والبيانات العامة الأخرى التي قاموا بها".

وأعرب ستارك عن أمله في أن تستمر العلاقة في مزيد من التحسن"، مصرحا: "نحن سعداء". وأضافت المجلة: أنه "بينما لم يكن هناك أي مسؤول سعودي حاضر خلال إعلان مقترح السلام في المؤتمر الصحفي بالبيت الأبيض، حضر سفراء كل من البحرين وعمان والإمارات العربية المتحدة.

وفي هذا الصدد، اعتبر الرئيس الجديد للمؤتمر ويليام داروف في تصريح لصحيفة "JNS" الإسرائيلية نقلته عنه "آليانس" أن حضور عدد من دول الخليج في مؤتمر الإعلان عن "خطة السلام" (صفقة القرن المزعومة)، دليل على أن العالم العربي بشكل عام بات متعبا من رفض الفلسطينيين المضي قدما"، وفق تعبيره.

فيما اعتبر ستارك من جانبه، أن وجود دبلوماسيّي الخليج في مؤتمر الإعلان عن خطة ترامب أمر مؤثر للغاية، مضيفا في ذات السياق أنه "كما قال الكثير منهم، فإنهم يرغبون في أن يكون ذلك بداية لاتفاق تفاوضي".

ورجحت المجلة الإسرائيلية أنه، إضافة إلى خطة السلام بين إسرائيل وفلسطين، من المحتمل أن تكون المحادثات بين الطرفين السعودي واليهودي قد تطرقت إلى قضايا أخرى على غرار مناقشات الأمن الإقليمي، وسعي إيران للهيمنة من خلال الأسلحة النووية.

ونقلت عن ستارك قوله: إن "هناك اهتماما مشتركا ومصالح متبادلة لإسرائيل وهذه الدول العربية (التي حضرت المؤتمر)"، موضحا "الكل قلق للغاية بشأن إيران".

نموذج اقتصادي

وفي سياق متصل، أشار نص المقال إلى أنه إضافة إلى الدبلوماسية والأمن، فإن دول الخليج بدأت تنظر إلى "إسرائيل" كنموذج اقتصادي للازدهـار في الشرق الأوسط.

وقال آرثر ستارك، في هذا الصدد: "تعلمون جيدا مستوى الابتكار والحداثة الذي حققته إسرائيل تدريجيا"، مؤكدا أن "الدول العربية تنظر إلى أمريكا وإلى إسرائيل كنماذج مشرقة".

وتابعت المجلة أنه في حين فضل معظم المسؤولين السعوديين الحاضرين في الاجتماعت المنعقدة بين الطرفين السعودي اليهودي عدم الكشف عن هويتهم، فإن أحد هذه الاجتماعات عُقد مع محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.

وذكرت الصحيفة أن العيسى حليف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كان قد ترأس مؤخرا وفدا إلى "أوشفيتز" للاحتفال بالذكرى 75 لـتحرير معسكر الاعتقال والإبادة النازية.

ووفق النائب التنفيذي لرئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى مالكوم هونلين الذي ترأس المؤتمر لمدة 35 عاما، فإن وفود العالم الإسلامي تشكل "استثمارا على المدى الطويل بالنسبة للمؤتمر"، مضيفا أن هناك أسبابا للتغير العربي رغم الحساسية الشديدة، من شأنه أن يساعد على تسريع هذه العلاقة.

وأشار هونلين وفق المجلة الإسرائيلية، إلى أن أعضاء مؤتمر الرؤساء اليهود زاروا قطر منذ عقدين، حيث صرحوا: "لقد قمنا بزيارة الدول الإسلامية في آسيا الوسطى على مدار العشرين عاما الماضية. كما قمنا بزيارات إلى العديد من الدول العربية الأخرى، بما في ذلك المغرب ومصر"، مؤكدا أن "جزءا كبيرا من الدبلوماسية تُبنى بمرور الوقت وتحت الرقابة، من خلال بناء علاقات هادفة على جميع المستويات".

وفي رده على سبب الإبقاء على جملة من تفاصيل القمة غير رسمية، قال هونلين: إن "الشفاه الفضفاضة تغرق السفن"، مؤكدا على ضرورة أن يحرص الجميع على يكونوا مسؤولين وبنائين من أجل مصلحة هذه المنطقة.

وختم النائب التنفيذي لرئيس المؤتمر قوله: بأنهم حققوا نجاحا دون أن يتوجهوا لإشهار ما ينفذونه، مؤكدا "نحن نبحث عن نتائج على المدى البعيد ونحصل في الأخير عليها".