رغم تهديدها بانتزاع السوق منها.. ما سبب تصدير إيران الغاز إلى تركيا؟

منذ ٤ أشهر

12

طباعة

مشاركة

ترغب تركيا في الاستمرار في الحصول على الغاز الرخيص من إيران إلى درجة انتزاع هذه السوق التقليدية منها في الشرق الأوسط.

ويقول موقع  "آفتاب يزد" الإيراني إن إيران وتركيا ترغبان في الوصول إلى حجم تجارة يبلغ 30 مليار دولار، فيما يحضر الحديث عن الغاز من جديد.

وتحصل تركيا على الغاز الإيراني الرخيص بموجب عقد ينتهي سنة 2026، ثم تبيعه بسعر أعلى في الأسواق العالمية، وفق خبراء الطاقة.

سياسة ناجحة

ويشير الموقع الإيراني إلى أن "علاقات الغاز بين البلدين مرتبطة بعقد مدته 25 عاما، وأُبرم هذا العقد، الذي سينتهي في 2026، خلال فترة نجم الدين أربكان".

وبسبب العقوبات المفروضة عليها وعدم وجود خطوط أخرى لتصدير الغاز على نطاق واسع، تعد إيران تركيا إحدى الجهات الأساسية التي تستورد الغاز الإيراني.

وإضافة إلى الغاز الإيراني، ينوه الموقع أن تركيا حاولت، بسياسة طويلة الأمد، استقبال واستيراد جزء من الغاز من روسيا وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان.

علاوة على ذلك، يشير الموقع الإيراني إلى أن الأتراك ينتجون كمية من الغاز في بلادهم للاستخدام المحلي، مخططين لتصدير الفائض من هذا الغاز إلى بلدان أخرى.

وبحسب الموقع، نفذ الأتراك هذه السياسة في السنوات القليلة الماضية وحققوا نجاحا ملحوظا.

وفي الوقت الحالي، تسعى تركيا بالفعل إلى إبرام اتفاقية تصدير الغاز إلى العراق.

وهي بذلك تخطط لتأمين جزء من الغاز العراقي الذي كان يُورد حتى الآن من قبل إيران، وفق الموقع الإيراني.

ومع رغبتهم في الاستحواذ على الأسواق التقليدية من إيران، يقول الموقع إن "الأتراك يمتلكون رفاهية الحصول على الغاز بالسعر الذي يريدونه".

ويعود ذلك إلى إيران مضطرة لتصدير الغاز (إلى تركيا) دون وجود الكثير من الأسواق تحت تصرفها. 

وفي الوقت نفسه، يلفت الموقع إلى خطوط الأنابيب التي أُنشئت أخيرا، والتي تُستخدم لتصدير الغاز إلى تركيا فقط.

وفي هذا الصدد، يوضح أن "تركيا لن تقبل فكرة إمكانية تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أراضيها، لأن ذلك سيضع تحكمها في السوق تحت الشك".

ولذلك، يؤكد أنه "يبدو أن تركيا ستظل مستهلكا للغاز الإيراني وستظل إيران موردا لها"، لافتا إلى كون الأتراك ناجحين وفعالين تماما في هذا المجال. 

معاملات مستمرة

وقال رئيس غرفة التجارة الإيرانية التركية المشتركة، رضا كامي: "فيما يتعلق بمناقشة النفط والغاز على المستوى الكبير، فإن التخطيطات والقرارات تُتخذ". 

وتابع: "مع ذلك، في ظل الظروف الحالية ونظرا لتاريخ العمل الإيراني والتركي، فإنه من غير المرجح ألا ترغب تركيا في تلقي الغاز من إيران أو ترفض الثانية تصديره للأخرى".

وأضاف -بحسب الموقع- أنه "نظرا للاتجاهات الأخيرة لحكومتي البلدين، التي تهدف إلى تحقيق حجم تجاري بين إيران وتركيا بقيمة 30 مليار دولار، من غير المرجح أن تحدث تكهنات حول عدم تجديد اتفاق الصادرات".

وأشار كامي إلى أن "تركيا تعتمد على هذا الغاز الذي تتلقاه من إيران في استثماراتها".

ومن ناحية أخرى، لفت إلى أنه "قد تُطرح مسائل ومناقشات حول الأسعار في اتفاقية الغاز مع تركيا، حيث يمكن توقع مثل هذه القضايا في المعاملات الاقتصادية". 

وبين أن "التفاوض هو جزء من العمل، حيث يرغب المشتري في الشراء بأسعار منخفضة، والبائع يسعى لبيع المنتج بسعر أعلى". 

ولذلك، يشدد الموقع الإيراني أنه "من غير المرجح أن تتوقف معاملات الغاز بين البلدين بسبب مثل هذه القضايا".

وبحسب ما ذكره رضا كامي، يبدو أن تركيا، بناء على خططها الاقتصادية وبخلاف القضايا الداخلية، تحتاج إلى الغاز وأي نوع من الطاقة.

ولأنها تسعى أيضا للمشاركة في الملفات المتعلقة بالنقل، يستبعد المسؤول الاقتصادي أن تتحدى تركيا إيران فيما يتعلق بموضوع الغاز. 

وفي النهاية، يخلص الموقع إلى أن "الظروف الإقليمية وازدياد أهمية قضية الطاقة، بالإضافة إلى التقارب الجيد بين البلدين، يشيران إلى أنه لا يُفترض أن تتوقف صفقة الغاز بين إيران وتركيا".