نصف سكان العالم مدعوون للتصويت.. هذه أهم الانتخابات في 2024

منذ ٤ أشهر

12

طباعة

مشاركة

يشهد العام 2024، إجراء أكبر عدد من الانتخابات في التاريخ، إذ من المقدر دعوة أربعة مليارات شخص، أي نصف سكان العالم، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية ورئاسية وبلدية في 76 دولة، وفق تقرير نشرته مجلة "الإيكونوميست" البريطانية.

ونوهت صحيفة إيطالية إلى أهمية بعض هذه المواعيد على المستوى الدولي على غرار الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، وفي تايوان في منتصف يناير/كانون الثاني، وفي أوكرانيا خلال الربيع.

 وفي أوروبا، أشارت صحيفة "إيل بوست" إلى أن عدة بلدان على موعد مع محطات انتخابية ستبرز مدى ارتفاع نسبة الإجماع حول الأحزاب اليمينية المتطرفة خاصة في بلجيكا والنمسا.

وتجزم بأن النتائج ستكون محسومة إلى حد ما "في أماكن أخرى خاصة في البلدان غير الديمقراطية مثل روسيا، ورواندا، وبيلاروسيا، وإيران، وإلى حد أكبر كوريا الشمالية، نظرا لغياب المعارضة والحريات السياسية".

كما ترجح أن تكون بعض المواعيد الانتخابية في إندونيسيا والهند وربما أيضا الولايات المتحدة مصحوبة باحتجاجات وأعمال عنف واتهامات بالتزوير.

خريطة الانتخابات 

فازت رئيسة الوزراء البنغالية الشيخة حسينة (76 عاما) بولاية خامسة في السلطة، بعد انتخابات تشريعية أجريت في 7 يناير قاطعها حزب المعارضة الرئيس ووصفها بأنها "صورية".

وفي 13 يناير، ستجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تايوان، حيث تتصدر مسألة العلاقات مع الصين الحملة الانتخابية خصوصا أن بكين تعدها جزيرة تابعة لها.

وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم لاي تشينج-تي، لا يزال الأوفر حظا للفوز.

ينتمي الحزب الديمقراطي التقدمي إلى يسار الوسط ويتخذ موقفا عدائيا إلى حد ما تجاه الصين وهو مقرب من الولايات المتحدة.

ولهذا السبب تتوقع الصحيفة الإيطالية أن تستقبل الصين فوز مرشح الحزب الحاكم باستياء شديد. 

وستعقد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مملكة بوتان (بلد غير ساحلي في جنوب آسيا) في 9 يناير والانتخابات الرئاسية في جزر القمر في 14 من ذات الشهر.

وفي جزيرة توفالو الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ، سيختار السكان نوابهم في 26 يناير، فيما سيختار الفنلنديون رئيسهم المقبل في 28 من الشهر نفسه. 

وقد أعلنت أذربيجان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 7 فبراير، بناء على مرسوم أصدره رئيس الجمهورية إلهام علييف في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2023.

ويتمتع علييف حاليا بشعبية كبيرة بفضل انتصاره العسكري في إقليم قرة باغ المتنازع عليها مع أرمينيا.

ومن المقرر أيضا أن تُعقد انتخابات برلمانية في 8 فبراير في باكستان التي تعرضت لأزمات سياسية واقتصادية مختلفة في السنوات الأخيرة.

وفي 14 فبراير، ستُعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية في إندونيسيا التي اتُهم رئيسها المنتهية ولايته، جوكو ويدودو، في السنوات الأخيرة بتقويض الديمقراطية وتوظيف سلطته لضمان انتخاب خليفته الجنرال السابق برابوو سوبيانتو.

ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في بيلاروسيا في 25 فبراير وهي الأولى بعد احتجاجات كبيرة استمرت لأشهر على نتائج رئاسيات 2020 وأدت إلى اعتقال آلاف الأشخاص. 

في ذلك الوقت، اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي حكم البلاد بيد من حديد منذ وصوله إلى السلطة في عام 1994، بالتلاعب بعمليات الاقتراع. 

وبعد أن عزز سلطته وأمر بحظر أو حل أحزاب المعارضة المختلفة، تستبعد الصحيفة الإيطالية إجراء انتخابات حرة. 

في نفس التاريخ ستجرى انتخابات رئاسية في السنغال التي أكد رئيسها الحالي ماكي سال أنه لن يترشح لولاية ثالثة بسبب المنع الدستوري.

إيران وروسيا والهند

وفي الأول من مارس/آذار، ستُجرى انتخابات برلمانية في إيران وستكون الأولى منذ الاحتجاجات الكبيرة على وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول 2022 بعد أن اعتقلتها الشرطة الدينية لعدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح.

أشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات في هذا البلد "الذي يحكمه نظام  استبدادي منذ عام 1979، لا تعد حرة ولا ديمقراطية خاصة بسبب نظام اختيار المرشحين الصارم للغاية".

وتذكر في هذا الصدد بأنه جرى هذا العام إقصاء جزء كبير من المرشحين المعتدلين أو الإصلاحيين أو المعارضين، كما حدث في الماضي.  

وفي نفس الشهر، من المقرر إجراء انتخابات تشريعية في السلفادور 4 مارس، وبرلمانية مبكرة في البرتغال 10 مارس دعا إليها الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا إثر حل البرلمان بعد إعلان استقالة رئيس الوزراء أنطونيو كوستا.

وحددت روسيا الفترة من 15 إلى 17 مارس موعدا لإجراء انتخابات رئاسية تعدها الصحيفة الايطالية "حدثا رمزيا من الناحية العملية، نظرا لأن الرئيس فلاديمير بوتين حصل لسنوات على الأغلبية الساحقة من الأصوات".

 وأشارت إلى أن معظم أعضاء المعارضة يعيشون في المنفى أو في السجون وقُتل بعضهم، فيما اقتصر دور أحزاب المعارضة "المزيفة" في الانتخابات التي جرت خلال السنوات الأخيرة  في إعطاء الانطباع بأن هناك حدا أدنى من المعارضة.

غير بعيد عن روسيا، أشارت الصحيفة الإيطالية بأنه من المنتظر إجراء انتخابات رئاسية لم يحدد بعد تاريخها في أوكرانيا التي تعيش حالة حرب منذ عامين في نفس الشهر. 

وفي الشهرين التاليين أبريل/نيسان ومايو/أيار، ستكون الهند على موعد مع الانتخابات البرلمانية، إذ يأمل رئيس الوزراء المنتهية ولايته ناريندرا مودي أن يجرى انتخابه لولاية ثالثة. 

وعن حظوظه، بينت إيل بوست أن بإمكانه الاعتماد على النمو الذي حققه اقتصاد البلاد خلال السنوات العشر التي قضاها في الحكم، وكذلك على الشعبية التي يحظى بها حزب بهاراتيا جاناتا، القومي الهندوسي في ولايات شمال ووسط الهند.

 إلا أنها أشارت إلى تصاعد المعارضة الداخلية في السنوات الأخيرة ضد حكمه الاستبدادي، بالإضافة إلى قمعه الصحفيين المستقلين ومنتقدي حكومته والمتظاهرين، والمعارضين السياسيين وكذلك المسلمون الهنود، كما يتعرض أيضا لانتقادات شديدة بسبب إدارته للأزمة في إقليم كشمير. 

الانتخابات الأوروبية

وفي الخامس من مايو، ستُجرى انتخابات برلمانية في بنما، وأخرى رئاسية في ليتوانيا في 12 من ذات الشهر.

كما ستكون جمهورية الدومينيكان على موعد مع الاستحقاقين الرئاسي والبرلماني في 19 من الشهر ذاته. 

في أيسلندا، سيجرى التصويت لاختيار رئيس الجمهورية في الأول من يونيو/حزيران، وسيتوجه الناخبون في المكسيك لاختيار أعضاء البرلمان في الثاني من نفس الشهر.

ومن المخطط إقامة انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024 في الفترة من 6 إلى 9 يونيو، وتتوقع الصحيفة الإيطالية انتخاب برلمان يميل إلى اليمين نتيجة حملة انتخابية ستركز في العديد من البلدان على طلب مزيد من الشدة بشأن الهجرة. 

ويتوقع أن تمثل الهجرة أيضا إحدى المسائل الرئيسة للحملة الانتخابية لاختيار أعضاء برلمان بلجيكا في 9 يونيو خصوصا أن الحزب المرشح للفوز حاليا هو فلامس بيلانغ اليميني المتطرف.

وستكون الفترة من 15 إلى 16 يوليو/تموز موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في رواندا.

وكان الرئيس الحالي بول كاغامي، الذي يقود البلاد منذ عام 2000، قد أعلن ترشحه لولاية رابعة في سبتمبر/أيلول 2023.

وفي كرواتيا، سيكون موعد الانتخابات البرلمانية في 22 سبتمبر/أيلول، بينما سيتم تنظيم الرئاسية في ديسمبر. 

وتتوقع الصحيفة الإيطالية أن يحقق حزب الحرية النمساوي، اليميني المتطرف الذي يتزعمه المستشار الحالي كارل نيهامر، نتائج جديدة في انتخابات اختيار أعضاء البرلمان في 30 سبتمبر. 

العديد من المدن البرازيلية ستشهد في 6 أكتوبر/تشرين الأول تنظيم الانتخابات البلدية التي ستتم متابعتها باهتمام واسع لفهم ما إذا كان حزب العمال الذي يتزعمه الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قادرا على تحقيق الفوز ضد الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه سلفه لولا جايير بولسونارو. 

وفي التاسع من نفس الشهر، تعقد في موزمبيق انتخابات برلمانية في مناخ من عدم الاستقرار الشديد نتيجة تهديدات الجماعات المسلحة التي تحاول السيطرة على حقول الغاز الطبيعي. 

انتخابات متفرقة

في الشهر التالي وتحديدا في الخامس من نوفمبر، تتوجه الأنظار إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية.

 وتتوقع الصحيفة أن يكون مرشح الديمقراطيين هو الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن الذي من المحتمل جدا أن ينافس الرئيس السابق دونالد ترامب.

وسيحاول الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد الفوز بولاية ثانية في انتخابات 24 نوفمبر، لكن ترجح الصحيفة الإيطالية أن تكون نسبة المشاركة منخفضة للغاية كما حدث في الانتخابات التشريعية العام 2023. 

وسيتوجه الناخبون في غانا، الدولة الإفريقية التي تمر بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، إلى صناديق الاقتراع  في 7 ديسمبر للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم الجديد. 

وستقام الانتخابات البرلمانية في جنوب السودان في ديسمبر وهي الأولى منذ الانفصال في عام 2011. 

وسيختار الجزائريون في الشهر نفسه رئيسا جديدا لبلادهم التي لا تزال تواجه مشاكل في قمع المعارضة والصحافة والجماعات المؤيدة للديمقراطية وحقوق الإنسان، وفق قول الصحيفة. 

من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في جنوب إفريقيا بين فصلي الربيع والصيف.

وقد تشهد للمرة الأولى عدم حصول المؤتمر الوطني الإفريقي، حزب الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، على الأغلبية المطلقة منذ نهاية حقبة الفصل العنصري في عام 1994. 

وفي المملكة المتحدة، أعلن رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك إجراء الانتخابات في عام 2024 على الرغم من أنه لم يحدد موعدا بعد. 

ويتوقع الخبراء أن يحقق حزب المحافظين الذي ينتمي إليه سوناك نتائج سيئة. 

أما الانتخابات الرئاسية في فنزويلا فقد تقام في النصف الثاني من عام 2024 بعد توصل الحكومة والمعارضة إلى اتفاق ينص على حضور مراقبين خارجيين ومستقلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

في الأثناء، لم يجر بعد الكشف عن مواعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ناميبيا، والرئاسية في سريلانكا وسلوفاكيا، وكذلك موعد التصويت لاختيار أعضاء برلمان توغو.