مهووس ومتغطرس.. كيف يزرع سفير أميركا لدى اليابان الفتنة بين طوكيو وبكين؟

منذ ٤ أشهر

12

طباعة

مشاركة

يواصل السفير الأميركي في اليابان رام إيمانويل زرع الفتنة بين هذا البلد وبين الصين، على الرغم من أن طوكيو تنشغل بأعمال الإغاثة لما بعد الزلزال.

وفي الأول من يناير/كانون الثاني، ضرب زلزال سواحل شبه جزيرة "نوتو" بمحافظة إيشيكاوا بقوة 7.6 درجات على مقياس ريختر تبعها زلازل عديدة تراوحت شدتها بين 5 و7 درجات وذلك بين الأول والخامس من ذات الشهر.

وفي يناير، أعلنت اليابان، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلازل إلى 202 قتيل، مشيرة إلى أن أكثر من 28 ألف شخص يقيمون حاليا في مركز الإجلاء، بينما مازال 3 آلاف و300 شخص محاصرين بسبب الطرق المغلقة.

وبينما تنشغل اليابان بأعمال الإغاثة، فإن السفير الأميركي "لا يؤدي بواجبه" ويواصل أسلوبه الثابت منذ توليه منصبه، وفقا لما يقوله موقع "الصين نت".

ولفت الموقع إلى كون السفير "مشغولا كالعادة بزرع الفتنة بين الصين واليابان". وسرد عددا من الأمثلة لما وصفها بـ "الأكاذيب" التي يطلقها السفير الأميركي بين آن وآخر.

مهووس بالفتنة

وكتب إيمانويل على وسائل التواصل الاجتماعي أن "الصين أعلنت في يوم رأس السنة الجديدة أنها سترسل سفنا إلى جزر دياويو لمدة 365 يوما متتالية، وهذا ببساطة قرار العام الجديد". 

وتدعي كلا من طوكيو وبكين أن الجزر غير المأهولة، والمعروفة باسم "سينكاكو" في اليابان و"دياويو" في الصين، أنها حق لها. وهذه الجزر تديرها  اليابان منذ عام 1972، وقد تسببت في صراع بين الدولتين لمئات السنوات.

كما بالغ السفير في الصعوبات "غير المسبوقة" المختلفة التي تواجهها الصين، باذلا قصارى جهده في محاولات مهاجمة بكين وإدانتها، وفق الموقع.

ومن عجيب المفارقات -كما يصف الموقع- أن منصب إيمانويل، باعتباره سفيرا للولايات المتحدة، يمكن القول إنه "مليء بالأكاذيب".

فبعد المنشور الذي كتبه على وسائل التواصل الاجتماعي، سعت بعض وسائل الإعلام للتحقق من صحة ادعاءاته، لكنها وجدت أن بيان إيمانويل لا يتوافق مع التقارير الحالية ذات الصلة.

إضافة إلى أن المعنيين في وزارة الخارجية اليابانية ذكروا لوسائل الإعلام أنه "لم يُؤكد بعد ما إذا كانت الحكومة الصينية قد أعلنت رسميا عن مثل هذه الخطة". 

ويصف الموقع الصيني ما حدث بأنه "كذبة في حد ذاته" تُطلق عن طريق الشائعات لا يصدقها أحد. 

وعلق أحد مستخدمي الإنترنت قائلا إن "السفير الأميركي لدى اليابان مهووس للغاية بأمور خارج نطاق سلطته، ويعتقد خطأ أنه هو أيضا سفير لدى الصين". 

فمن الغريب حقا -كما يقول الموقع- أن "يروج سفير دولة ما الشائعات بهذه الصراحة، ولا يأخذ الأمر على محمل الجد بعد أن تلقى صفعة على وجهه".

علاوة على ذلك، ينوه إلى أنه "حتى لو كان ما قاله إيمانويل صحيحا، بتقدير أن الصين تتمتع بسيادة لا جدال فيها على جزر دياويو، فمن حق بكين المشروع أن ترسل سفنا لتنفيذ دوريات وفرض رقابة على مياه الجزر".

ولذلك، يخلص الموقع إلى أن "التعليق بشأن هذا الوضع لا يقع على عاتق السفير الأميركي بالأساس".

وأكد أنه "من الواضح أن هدف إيمانويل هو إثارة الصراع والفتنة بين الصين واليابان، والتدخل السلبي في عملية تحسين العلاقات الصينية اليابانية". 

مناهض للصين

ولفت موقع "الصين نت" إلى أن هذه "ليست المرة الأولى التي يستفز فيها إيمانويل بكين". 

وتابع: "فمنذ أن تولى منصب سفير الولايات المتحدة لدى اليابان في أوائل عام 2022، لم يحِد تركيزه عن الصين أبدا". 

وكما ينقل الموقع عن مقابلة له مع هيئة الإذاعة اليابانية (NHK) قبل وقت قصير من توليه منصبه، ادعى إيمانويل أن الصين ليست "جارة جيدة" لليابان.

ويؤكد الموقع أنه "منذ ذلك الحين، يوجه إيمانويل بشكل متكرر اتهامات كاذبة ضد الصين بشأن مختلف القضايا المتعلقة باليابان، مما أضر بمناخ العلاقات الصينية اليابانية". 

وتابع: "في أغسطس/آب 2023، بعد أن أجبرت الحكومة اليابانية على تصريف المياه الملوثة نوويا في فوكوشيما إلى البحر، أدلى إيمانويل مرارا وتكرارا بتصريحات غير مسؤولة بشأن موقف الصين".

وبسبب حرصه على استفزاز الصين ومهاجمتها، يشير الموقع إلى أنه لُقب أيضا بـ "سفير الولايات المتحدة المناهض للصين لدى اليابان". 

ومن جانبها، يبدو أن واشنطن غير قادرة على تحمل سلوكه المفرط، كما ينوه الموقع. 

ففي سبتمبر/أيلول 2023، ذكرت هيئة الإذاعة الوطنية "إن بي سي" أن البيت الأبيض حذر إيمانويل من "استفزاز بكين بشكل مفرط".

وتعتقد أن "أفعاله تؤثر على جهود الولايات المتحدة لتحقيق اجتماعات رفيعة المستوى مع الصين".

سيئ السمعة

بإلقاء نظرة على تاريخه السياسي، يوضح "الصين نت" أن إيمانويل كان يشغل منصب كبير مستشاري الرئيس في عهد بيل كلينتون، ورئيس موظفي البيت الأبيض في عهد باراك أوباما، كما تولى منصب عمدة شيكاغو.

ولكن في الوقت نفسه، عُرف إيمانويل بسمعته السيئة في السياسة الأميركية، حيث أساء إلى الكثير من الناس بسبب مزاجه السيئ وكلماته الصريحة. 

وبحسب الموقع الصيني، بعد توليه منصب سفير الولايات المتحدة في اليابان، لم يلتزم بواجباته، بل "قفز صعودا وهبوطا" في وسائل الإعلام اليابانية ومنصات التواصل الاجتماعي.

ويلفت إلى أنه تفاخر بقوة بعمله في اليابان، بما في ذلك الادعاء بأنه ساعد البلاد على "تحويل تفكيرها الإستراتيجي" وتحقيق زيادة الإنفاق الدفاعي وتطوير القدرات العسكرية الهجومية.

ومن ناحية أخرى، عمل بنشاط على الترويج لشراء اليابان للأسلحة الأميركية. وخلال هذه العملية، فإن "السلاح السحري" -كما وصفه الموقع- الذي جربه إيمانويل واختبره هو المبالغة في "التهديد الصيني". 

وكما أعلن خلال جلسة تأكيد تعيينه، فإنه يعتقد أن جوهر المهمة هو مواجهة الصين، وبالتالي فإن زيادة اليابان في الإنفاق الدفاعي أمر لا غنى عنه للتحالف بين واشنطن وطوكيو.

ويقول الموقع إن "سلوكيات التباهي المتنوعة التي نفذها إيمانويل في اليابان كشفت عن غطرسة بعض الساسة الأميركيين الذين اعتادوا السيطرة على بلدان أخرى". 

ومن وجهة نظر الموقع، "يبدو أن كلماته وأفعاله السيئة المتعلقة بالصين تحابي اليابان ظاهريا، لكنها في الواقع أفعال منحرفة تتجاوز نطاق سلطته". 

ولفت إلى أنه "بصفته سفير الولايات المتحدة لدى طوكيو، كان دائما يدلي بتعليقات حول العلاقات بين اليابان والدول الأخرى ويبذل قصارى جهده لإثارة المشاكل". 

وكما يؤكد الموقع، فإن سلوكياته تلك "تظهر عدم احترامه للحكومة اليابانية وشعبها، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من التعالي الذي يتبناه بعض الأميركيين ذوي عقلية الإمبراطور المتعالية". 

وفي النهاية، يشدد الموقع على أن "هذا السفير الأميركي المناهض للصين لدى اليابان لا يمثل بأي حال من الأحوال رصيدا حقيقيا لطوكيو".