كامالا هاريس تكشر عن أنيابها للإطاحة بعجوز البيت الأبيض.. ماذا فعلت؟

منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

في خطوة أثارت جدلا كبيرا بالولايات المتحدة، أدلت كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن (81 عاما)، بتصريحات عبرت فيها عن استعدادها لخدمة أميركا وروجت لـ"قدرتها على القيادة".

تصريحات هاريس (59 عاما) جاءت ردا على سؤال وُجه إليها حول تقدم الرئيس بايدن في السن، ومخاوف الناخبين حيال ذلك.

وقالت هاريس لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في 12 فبراير/شباط 2024: "أنا مستعدة للخدمة، ليس هناك شك في هذا".

وأصرت على أن كل من يراقب أداءها في منصبها "يدرك تماما قدرتها على القيادة".

ردود فعل عنيفة

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية تقريرا أوضحت فيه أن "تصريحات نائبة الرئيس أثارت ردود فعل عنيفة من النقاد، بما في ذلك أعضاء من حزبها".

وقال هؤلاء إن هاريس لديها بالفعل سجل بالغ السوء في إنجاز المهمات الموكلة إليها، ومن الواضح أن بايدن وهاريس لم يكن بينهما وئام في الأصل كي يضيع الآن.

وقال أحد المطلعين من الحزب الديمقراطي لصحيفة "واشنطن بوست" في 12 فبراير، إن "هاريس يجب أن تعيد تقييم استعدادها (لتولي الرئاسة)".

وذلك "بعد أن تركت بايدن مكشوفا بشأن أزمة الحدود، التي كُلفت هاريس بالمساعدة في حلها لكنها انزوت وابتعدت عنها فيما بعد".

وأضاف المصدر الديمقراطي لواشنطن بوست: "إذا كانت نائبة الرئيس جاهزة للخدمة، فعليها أن تبدأ بدورها الحالي الذي يجب أن تضطلع به كمسؤولة عن ملف الحدود".

وأكد أن "الكارثة التي نراها على حدودنا الجنوبية لا توحي بالثقة في قدرتها على القيادة، حتى بين الديمقراطيين".

ويرى خبير إستراتيجي من الحزب الجمهوري أن "تصريحات هاريس تشير إلى أنها تعتقد بأن بايدن يعاني من صعوبة في أداء مهامه، ويجب أن يعرف الناس ذلك".

وأضاف أن "هاريس نطقت بما في نفسها، لتشير إلى المانحين والمندوبين من الحزب الديمقراطي بأن بايدن غير مناسب للمنصب بشكل واضح، وإذا حدث له شيء ما، فستكون مستعدة للتدخل".

وقال الخبير: "المشكلة في ذلك هي أن كل قضية تطرقت إليها هاريس، جعلتها أسوأ، سواء كان ذلك يتعلق بالحدود أو عدد من القضايا الأخرى التي حاولت معالجتها أثناء عملها كنائبة للرئيس".

وأردف أنها "السياسية الوحيدة في أميركا التي يمكنها في الأساس أن تجعل بايدن يبدو شبه كفء".

واستدرك: "لكن هذا أمر من المستحيل القيام به أيضا؛ لأن بايدن الرئيس الأقل كفاءة وقدرة ذهنية على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة".

وقال خبير آخر من الحزب الجمهوري لصحيفة "واشنطن بوست": "يحتاج كل ناخب في أميركا، سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، إلى أن يسأل نفسه أثناء توجهه إلى صناديق الاقتراع هذا العام، ما إذا كان خطر وصول هاريس للرئاسة أمرا يمكنه تحمله".

"زمن الهواة"

وأشارت "نيويورك بوست" إلى أن "هذه التعليقات تأتي في أعقاب كتاب صدر، في يناير/كانون الثاني 2024، بعنوان "زمن الهواة: كامالا هاريس في البيت الأبيض" (Amateur Hour: Kamala Harris in the White House).

وورد في الكتاب الذي ألفه الصحفي الأميركي المخضرم، تشارلي سبيرينغ، أن بايدن يعلم جيدا أن هاريس "ليست على مستوى منصب" القائد الأعلى للبلاد.

وكشف الكتاب أن "بايدن، في واقع الأمر، كان يفضل حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشن ويتمر، لتكون نائبته في انتخابات عام 2020، قبل أن يذعن للضغوط العامة".

وتحدثت هاريس عن استعدادها لتولي المسؤولية إذا لزم الأمر، خلال مقابلة على متن طائرة الرئاسة، قبل يومين من التقرير اللاذع الذي نشره المحقق الخاص روبرت هور، والذي تناول الحالة الذهنية لبايدن.

وخلص التقرير إلى أن بايدن -البالغ من العمر 81 عاما- احتفظ "عمدا" بمواد سرية للغاية وكشف عنها، ومنها وثائق عن السياسة العسكرية والخارجية في أفغانستان وغيرها من مسائل الأمن القومي الحساسة.

لكن "هور" اختار عدم توجيه اتهامات لبايدن، مستشهدا بسابقة تتعلق بتعاونه، ومضيفا عبارة أثارت جدلا وهي أن هيئة المحلفين من المرجح أن تنظر إليه على أنه "رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة".

ووثّق "هور" عدة حالات لنسيان بايدن خلال مقابلة أجراها الرئيس، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت خمس ساعات.

وقد اعترض حلفاء بايدن بشدة، بما في ذلك محاميه الشخصي، بوب باور، على توصيف المحقق الخاص.

لكن للمفارقة، وخلال لقاء صحفي، في 8 فبراير/شباط 2024، لدحض تصريحات هور، خلط بايدن بين رئيسي مصر والمكسيك.

وأفاد التقرير بأن "بايدن بالفعل أكبر رئيس أميركي يشغل المنصب في تاريخ البلاد، ومن المقرر أن تنتهي فترة ولايته الثانية الافتراضية عند عمر 86 عاما".

وأوضح أن عددا من النقاد الجمهوريين سعوا إلى تصوير هاريس على أنها الشخصية التي ستكمل ولاية بايدن إذا أعيد انتخابه.

إما أنا وإما هاريس

ففي وقت سابق من هذا الشهر، قالت المرشحة المحتملة للرئاسة عن الحزب الجمهوري نيكي هيلي، في تجمع لمؤيديها: "ستكون لدينا رئيسة للولايات المتحدة، فالحقيقة المرّة هي إما أنا، وإما كامالا هاريس".

وفي ذلك -وفق التقرير- تلميح من هيلي إلى أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، لا يمكنه الفوز في الانتخابات العامة، وأن الرئيس بايدن لن يتمكن من إكمال فترة ولاية ثانية، وسيترك هاريس لتتولى المسؤولية.

وأشارت "نيويورك بوست" إلى أن هيلي سخرت من هذا السيناريو الأخير.

وكانت هاريس قد قالت لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، في سبتمبر/ أيلول 2023: "سيكون بايدن على ما يرام، لذا فإن هذا الافتراض لن يحدث".

وتابعت: "لكن دعونا نفهم أيضا أن كل نائب رئيس يفهم أنه عندما يؤدي اليمين، يجب أن يكون واضحا جدا بشأن المسؤولية التي قد يتحملها بتوليه منصب الرئيس، وأنا لست بدعا من ذلك".

وأفادت "نيويورك بوست" بأن هاريس دافعت في الماضي مرارا وتكرارا عن بايدن، عندما سُئلت عن عمره وقدراته العقلية.

ففي يناير 2024، قالت هاريس لشبكة "إيه بي سي" الأميركية: "لقد قضيت الكثير من الوقت مع بايدن، سواء كان ذلك في المكتب البيضاوي، أو في غرفة العمليات، أو أماكن أخرى"، مشيرة إلى أنه "ذكي بشكل استثنائي".

وأضافت أن "لديه القدرة على رؤية ما يُحدق بنا، من حيث التحديات التي قد نواجهها كأمة أو على مستوى العالم".

وأردف التقرير أن "طوال فترة وجودهم في البيت الأبيض، فوض بايدن عددا من المسؤوليات المهمة لهاريس، مثل الاستعانة بها لقيادة التحركات الأميركية المتعلقة بأزمة الحدود".

لكن يقول منتقدون -وفق التقرير- إن البلاد فشلت فشلا ذريعا في قضية المهاجرين.

وأوردت الصحيفة الأميركية أن هاريس -التي هي أول نائبة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة- اضطلعت أخيرا بدور واضح في الدفاع عن الإجهاض، وأجرت جولة داخلية لمناصرة هذه القضية.

وختمت بالإشارة إلى شعبية هاريس وفقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت أخيرا.

فبحسب إجمالي استطلاعات الرأي التي أجراها موقع "RealClearPolitics" الأميركي حصلت نائبة الرئيس على صافي -19.2 نقطة، في حين حصل بايدن على صافي -15.3 نقطة.