"كابوس مزعج".. لماذا تسعى إسرائيل للوصول إلى يحيى السنوار؟

منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقطاع غزة، يحيى السنوار، مازال يشكل كابوسا مزعجا للكيان الإسرائيلي الذي يسعى بكل الطرق إلى الوصول إليه.

وتحدث إعلام عبري عن العوائق التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، متناولا الأسباب التي تجعل الوصول إليه "نقطة حاسمة" بالنسبة للاحتلال في عدوانه المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

موقع مجهول

وفقا لمصادر استخباراتية وأمنية غربية، ذهبت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية إلى أن "تحديد موقع السنوار قد لا يكون صعبا من الناحية التكتيكية أو السياسية".

وأفاد بذلك مسؤول إسرائيلي كبير، حيث قال إن "الصعوبة لا تكمن في تحديد مكانه، بل في القيام بشيء حيال ذلك دون تعريض حياة الرهائن للخطر".

وادعت الصحيفة أن جيش الاحتلال على يقين من أن "السنوار يختبئ في متاهة الأنفاق جنوب غزة، لكنه محاط بدرع بشري -الرهائن- مصمم لردع الجنود عن محاولة القبض عليه أو قتله".

وزعمت أن "هذا بالضبط ما يحبط مساعي إسرائيل لتفكيك التنظيم المقاوم وإنهاء الحرب المستمرة".

وبشأن العدوان على غزة، قال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون في مقابلات إن "المناورات الإسرائيلية في غزة لا يمكن أن تنتهي حتى يُقبض على السنوار أو يُقتل حتى لا يُسمح له بإدارة المنظمة". 

وأكد على ذلك رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، مشددا على "ضرورة القضاء على زعيم حماس"، ومشيرا إلى "مدى اعتماد مآلات الحرب على القضاء عليه".

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، قال نتنياهو في اجتماع لحزب الليكود في فبراير/ شباط 2024: "سنقتل قيادة حماس، يجب ألا ننهي الحرب قبل ذلك الوقت".

أما فيما يخص مكان السنوار، زعمت "ماكور ريشون" أنه "في مخبأ في شبكة الأنفاق أسفل خانيونس، المدينة الواقعة في جنوب غزة حيث ولد عام 1962".

ووفقها، اتفق مسؤولون أميركيون مع التقييم الإسرائيلي بأن "السنوار يختبئ في مكان ما تحت مسقط رأسه ويحيط نفسه بالرهائن، وهي بوليصة التأمين النهائية بالنسبة له"، بحسب زعمهم.

ولعدة أشهر، في محاولة للعثور على السنوار، أشارت الصحيفة إلى أن "الجيش والمؤسسة الأمنية رسموا خرائط لشبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة". 

ولفتت إلى أن"هذا العمل يجري من قبل الجنود العاملين داخل الأنفاق، الذين كشفوا عن المعلومات التي خلفها مقاتلو حماس وراءهم والتي تساعد في العثور على السنوار".

تخمينات سلبية

وفي هذا الصدد، قال وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت في تصريحات إن "الجنود اكتشفوا أدلة تشير إلى أن السنوار ربما كان متقدما عليهم بخطوة". 

وتكهنت بعض المصادر للمسؤولين بأن "السنوار ربما انتقل بضعة كيلومترات إلى رفح، على الحدود المصرية".

لكن في المقابل، نفى مسؤولون أمنيون كبار المزاعم بأن السنوار "فر عبر الحدود"، وفق ما ورد عن الصحيفة.

من ناحية أخرى، يساعد محللو الاستخبارات الأميركية في رسم بعض خرائط الأنفاق، مساهمين بتقنيات تحليلية قوية تدمج أجزاء من المعلومات.


 

وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين صرحوا بأن "وكالات المخابرات الأميركية ساعدت أيضا في تحليل الاتصالات والبيانات التي صودرت من محركات الأقراص الثابتة للكمبيوتر، بالإضافة إلى المعلومات من التحقيقات التي قد تساعد في البحث عن السنوار". 

لكن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين نفوا "وجود أفراد استخبارات أميركيين على الأرض في غزة".

كما أكد بعض المسؤولين الإسرائيليين أن "الأميركيين لا يساعدون إسرائيل في الجهود اليومية لتحديد مواقع مقاتلي حماس ومنشآتهم".

وبعد وصفه الاعتقاد بأنه "في حد ذاته مهين"، قال ضابط سابق في الموساد إن "الإسرائيليين لا يحتاجون إلى مساعدة من الأميركيين".

المفاوضات مستمرة

من ناحية أخرى، أشارت "ماكور ريشون" إلى "الدور القيادي الذي لعبه مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، إلى جانب نظيره الإسرائيلي، ديفيد بارنيا، في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن".

وبحسب ما ورد عن الصحيفة العبرية، "فقد تبادلت الوكالتان منذ فترة طويلة المعلومات الاستخبارية المتعلقة بحركات المقاومة وإيران والمصالح الأمنية الأخرى".

وذهبت الصحيفة العبرية إلى أن "قتل السنوار سيكون بمثابة نصر إستراتيجي ورمزي كبير لإسرائيل". 

ولكن في غضون ذلك، يتساءل بعض الخبراء "عما إذا كان القضاء على زعيم واحد سيقرب الحكومة من هدف نتنياهو المعلن المتمثل في تدمير حماس بالكامل؟"، لافتين إلى أن بعض النقاد يعدونه "هدفا غير محدد وغير واقعي".

وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي الإسرائيلي، ألون بانكاس، إن "قتل السنوار لا يمثل انتصارا، بل سيُعد مكافأة".

وبإلقاء نظرة على الداخل الإسرائيلي، سلطت "ماكور ريشون" الضوء على انتقاد العديد من المواطنين الإسرائيليين نتنياهو لأنه "فضل تدمير حماس على عودة الرهائن المتبقين".

وفي عرض غير عادي للانقسام في أعلى الهرم الحكومي، قال عضو مجلس الوزراء الحربي ورئيس أركان الجيش السابق، غادي آيزنكوت، إن "التدمير الكامل لحماس ليس أمرا واقعيا".

ورغم ذلك، ادعى آيزنكوت بأن "قوات الجيش الإسرائيلي وجهت (ضربة كبيرة) لحماس وقدراتها في شمال غزة"، حيث يزعم خبراء مستقلون أن "أكثر من ثلثي جميع المباني تضررت أو دُمرت".

ولكن، خلصت الصحيفة العبرية إلى أن "مصير السنوار يظل عاملا حاسما في نتيجة الحرب، حتى لو تغير تعريف النصر". 

ورأت أن "قتل السنوار ومساعديه أمر مهم، ولكنه جزء واحد فقط من خطوة أوسع لتدمير القدرة العسكرية لحماس، والتي يُعد الهجوم على رفح جزءا منها". 

وأفادت بأن "القضاء على السنوار لن ينهي الحرب، لكنه قد يسرع من تدمير حماس، كما زعم أحد المقربين من القيادة الإسرائيلية العليا".