هيمنة غربية مكروهة.. لهذه الأسباب تدعم عشرات الدول توسع تكتل "بريكس"

قسم الترجمة | منذ ٩ أشهر

12

طباعة

مشاركة

تسلط الأضواء على مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا التي تستضيف خلال الفترة بين 22-24 أغسطس/ آب 2023، القمة الـ 15 لتكتل "بريكس" الذي يتكون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

ويجتمع في القمة أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة من دول الجنوب العالمي، الذين يدين العديد منهم منذ سنوات النظام الدولي بقيادة الغرب، ويدعمون نظاما جديدا متعدد الأقطاب، وفق "مركز أنقرة للدراسات السياسية والأزمات" (أنكسام).

توسع لافت

وذكر المركز التركي أن وزير خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور كشف أخيرا أن زعماء 22 دولة قد تقدموا رسميا بطلب للانضمام إلى البريكس، فضلا عن عدد كبير من الطلبات غير الرسمية.

ومن ضمن الدول التي تقدمت بطلب رسمي الجزائر، الأرجنتين، بنغلاديش، البحرين، بيلاروسيا، بوليفيا، كوبا، مصر، إثيوبيا، هندوراس، إندونيسيا، إيران، كازاخستان، الكويت، المغرب، نيجيريا، فلسطين، المملكة العربية السعودية، السنغال، تايلاند، الإمارات العربية المتحدة، فنزويلا، وفيتنام.

وتمت دعوة 67 زعيما من دول إفريقيا ودول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لحضور قمة البريكس، دون الحاجة لتقديم طلب العضوية.

وذكر المركز أن مجموعة البريكس تهدف مع خطوتها هذه إلى تعزيز التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول الأعضاء.

وحقيقة أن زعماء الدول المدعوين إلى القمة الأخيرة يتألفون بشكل عام من إفريقيا والنصف الجنوبي بينما دول الغرب مستبعدة، تخبرنا الكثير عن النظام العالمي الجديد.

فقد أصبحت مجموعة بريكس، بقيادة الصين وروسيا، بمثابة منصة متعددة الأطراف للدفاع عن مصالح الجنوب العالمي.

حيث تهدف بكين وموسكو إلى تشكيل عالم متعدد الأقطاب من خلال معارضة مفهوم العالم الغربي أحادي القطب. 

وعند النظر في الجانب الآخر، نرى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى تصف تصرفات روسيا والصين بأنها "تحد للنظام الدولي" في وثائق إستراتيجيتها الوطنية.

وبينما ينتقد الغرب موسكو وبكين، فإنه مازال يصر على الحفاظ على "النظام الدولي القائم على القواعد".

حيث يرى الغرب نفسه في النظام الحالي على أنه المهيمن ويرفض أي محاولة لتغيير هذا الوضع الراهن.

وفي مقابل الهيمنة الغربية المتمركزة في الولايات المتحدة، تدعم روسيا والصين توسيع مجموعة البريكس كمنصة تعاون عالمية.

شكوك ومخاوف

وأعرب المركز التركي عن مخاوفه من أن استبعاد الغرب من هذه المجموعة يثير الشكوك حول احتمال صعود دول البريكس كقطب أحادي آخر.

ومثالا على هذا الاستبعاد، ذكر انتقاد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف استعداد الرئيس الفرنسي ماكرون لحضور القمة التي ستقام في جوهانسبرج، قائلا إنه سيكون "ضيفا غير مناسب".

وفوق هذا، جاء تأكيد من وزير خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، بصفته مضيفا للقمة، بأن ماكرون لن يحضر القمة.

 فالبلدان التي من المتوقع أن يحضر زعماؤها قمة البريكس كضيوف مدعوين هي الدول التي عارضت تاريخيا السياسات الإمبريالية للغرب، أو أنها الدول التي يصنفها الغرب عموما على أنها "دول العالم الثالث".

كما لفت المركز النظر على أن هؤلاء المشاركين في القمة يتكونون في الغالب من الدول التي شاركت في حركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة.

وبناء على هذا، يمكن القول إن هذه المجموعة ستساعد بشكل أساسي على بناء عالم متعدد الأقطاب.

وعلى ما يبدو فإنّ هذا التشكيل قد يتحول إلى محور آخر يدافع عن الجنوب العالمي ضد الغرب. لذلك، فلا يزال خطر دخول العالم في "عصر ثنائي القطب" لمرة أخرى قائما.

دوافع مختلفة

وشرح المركز وجهات النظر العالمية وجهود العولمة الغربية والصينية مبينا اختلاف الدوافع.

فبينما يُبدي العالم الغربي مقاربة من منظور أمني؛ تُظهر الصين اتجاها سلميا يقوم على الاقتصاد والتنمية.

ويقوم كل من الطرفين بالأمر على طريقته. فبينما تفضل الصين البريكس في تشكيل النظام العالمي الجديد؛ يؤيد الغرب توسع حلف شمال الأطلسي "ناتو".

ويرجح المركز أن الجنوب العالمي قد اتخذ خياره لصالح النمو الاقتصادي والتنمية. كما تُعرِب هذه الدول بقوة عن معارضتها لمفاهيم العالم أحادي القطب أو ثنائي القطب.

أما ألمانيا، فمع بروزها اليوم كممثل أوروبي مهم في الغرب فإنها تقف مع الجهات الفاعلة التي تدافع عن النظام العالمي متعدد الأقطاب.

ويسلط المركز الضوء على أن دول العالم تُظهِر ميلا متزايدا نحو المنصات التي تقودها روسيا والصين لتحقيق التوازن مع الغرب.

وأشار إلى أن كلا البلدين يهدف إلى نشر التعددية ورفض مفهوم الهيمنة الذي يتبعه الغرب وبناء مجتمع قائم على مفاهيم مربحة للجانبين من خلال منصة بريكس.