رغم فائدة أوكرانيا الكبيرة للصين.. لماذا تدعم بكين موسكو ضد كييف؟ 

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة صينية عن أسباب دعم بكين لروسيا "رغم أن أوكرانيا أكثر فائدة"، متسائلة عن مدى إمكانية التعاطف مع كييف التي تتعرض لحرب منذ عام.

وتطرقت صحيفة "سوهو" هنا إلى الجلسات الرسمية للنسخة الـ 53 من المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، في 16 يناير/ كانون الثاني 2023.

وحضر تلك الجلسات عدد من الشخصيات البارزة التي ترتكز عليها السياسة العالمية، فقد ظهرت إيلينا زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في هذا الاجتماع للمطالبة بالمزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

مشهد معقد

ووصفت الصحيفة هذا المشهد بأنه "معقد للغاية"، وتساءلت ما إذا كان ينبغي للصين التعاطف مع أوكرانيا أو حتى دعمها؟

وفي إجابتها على هذا السؤال، قالت: "في الواقع، أثناء عملية تنمية الصين، وخاصة في عملية التطوير العسكري، وقفت أوكرانيا بجانب الصين وقدمت لها المساعدة أكثر مما قدمته روسيا". 

وأضافت: "بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (عام 1991)، كان موقف روسيا القلق من الصين واضحا للغاية، إذ رفضت بيع العديد من الأسلحة والتقنيات إلى بكين".

وفي المقابل، كان موقف أوكرانيا على النقيض تماما، إذ باعت الكثير من الأسلحة إلى الصين، مما أدى إلى تحقيق بكين خطوات كبيرة في مجال التطوير العسكري، حسب الصحيفة.

وأكدت أنه إضافة إلى مساعدات كثيرة، فإن "حاملة الطائرات فارياغ ومقاتلات سو-33 وحدهما كافيتان لتحديد الأكثر فائدة للصين من بين الدولتين".

إذ أصبحت حاملة الطائرات فاياغ الآن سفينة لياونينغ التابعة للبحرية الصينية، كما أن مقاتلات سوـ33 فتحت الطريق أمام امتلاك الصين مقاتلات جيه-15 الخاصة.

وفي هذا السياق، أثارت الصحيفة الصينية عدة تساؤلات حول الدافع وراء مساعدة أوكرانيا لها.

فتساءلت: "هل سبب مساعدة أوكرانيا للصين هو الصعوبات الاقتصادية التي كانت تعاني منها الأولى مما دفعها لبيع أي شيء؟".

ولكن من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن الوضع الاقتصادي لروسيا كان صعبا في البداية أيضا، لكنها لم تستبدل بعض المعدات العسكرية للخروج من مأزقها الاقتصادي.

وأتبعت: "في التحليل النهائي للمشهد، كانت روسيا -بصفتها الوريث الأكبر لإرث الاتحاد السوفيتي- حذرة من الصين في البداية لخوفها من أن تتجاوزها وتتفوق عليها".

وعلى حد وصف الصحيفة، فإن "ما فعلته أوكرانيا جعلها أكثر قيمة، فقد تعرضت لكثير من الضغط الغربي بسبب تصديرها العديد من المعدات العسكرية للصين".

وأردفت: "ورغم هذا الضغط، لم تتردد أوكرانيا قليلا في موقفها، وعكس ذلك لم تكن ستصل الصين إلى هذا التطور التكنولوجي في المجال العسكري". 

حرب على الهيمنة

وبعد الإقرار بهذه الحقائق من قبل الصحيفة، أثارت تساؤلا آخر، فقالت: "على الرغم من تقديم أوكرانيا الكثير من المساعدة للصين سابقا، لماذا تدعم الكثير من الأصوات الصينية -على الإنترنت ووسائل التواصل- روسيا؟".

في الواقع بشكل بسيط للغاية، تعتقد الصحيفة أن "الصين ستدعم وتؤيد أي محارب يجرؤ على إعلان الحرب على الهيمنة الأميركية، سواء كانت دولة كبيرة مثل روسيا، أم دولا أقل حجما مثل إيران وفنزويلا". 

وأتبعت: "تعد الصين الولايات المتحدة عدوها الأكبر، بسبب قمع الولايات المتحدة لتنمية بكين، واستخدامها اليابان لخلق التوتر على أعتابها، واستفزازها المستمر بشأن قضية مضيق تايوان".

وأردفت: "بالإضافة إلى أن الناتو (حلف شمال الأطلسي) الذي تقوده الولايات المتحدة مدين للصين، فبعد الهجوم المباشر على السفارة الصينية في يوغوسلافيا، لم يقدم الحلف اعتذارا صادقا على الإطلاق".

وفي 7 مايو/أيار 1999، استهدف قصف لحلف شمال الأطلسي السفارة الصينية في بلغراد، مما أسفر عن مقتل أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.

وبأخذ كل ما سبق في الاعتبار، "يؤثر عدم الرضا عن الهيمنة الأميركية بشكل مباشر على موقف الصين تجاه أوكرانيا"، وفقا لـ "سوهو".

وبالتالي، فإن "تعاون زيلينسكي مع الخطة الأميركية لإضعاف روسيا هو أحد المعرقلات الرئيسة التي تمنع الصين من الوقوف بجانب أوكرانيا".

وعلى حد وصف الصحيفة، "سواء كان توسع الناتو باتجاه الشرق، أم تجاهل الغرب للمعارضة الروسية، أو هجمات زيلينسكي المستمرة على منطقة دونباس (شرقي أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو)، فإن كل ذلك يظهر أن كييف ليست ضحية، بل هي شريكة في الهيمنة الأميركية".

وأوضحت: "تحويل زيلينسكي أوكرانيا إلى شريك بين الولايات المتحدة والغرب، يجعل الصين غير راغبة في التعاطف مع أوكرانيا، ناهيك عن دعمها".

ومن أجل هزيمة روسيا، شن الغرب عقوبات شاملة ضد روسيا، ومن ناحية أخرى ضخّم زيلينسكي وزوجته الوضع بين روسيا وأوكرانيا في مناسبات مختلفة حول العالم، وفق وصف الصحيفة.

وفي هذا الصدد، تقول: "إذا كانوا يريدون القتال من أجل كسب التعاطف، فهذا يجعل تكوين الصين انطباعا جيدا عن أوكرانيا صعبا للغاية".

واختتمت: "إن الغرب، الذي لايزال داعما لأوكرانيا، منهك بعض الشيء، وكذلك الذين استهلكوا قوتهم لصالح أوكرانيا أو زيلينسكي".