الأرمن قتلوا نصف مليون مسلم.. فلماذا يروج بايدن "أكذوبة الإبادة" ضد تركيا؟

12

طباعة

مشاركة

أثار غضب الناشطين على تويتر، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، أحداث 1915 التي وقعت خلال عملية تهجير الأرمن من أراضي الدولة العثمانية -ضمن سياسة عسكرية متبعة في كل دول العالم- إبان الحرب العالمية الأولى التي بدأت 1914، بـ"إبادة جماعية" ضد الأرمن.

واعتبر الناشطون عبر مشاركتهم في وسم #أكذوبة_الإبادة_الأرمنية، ما فعله الرئيس الأميركي محاولة لإنكار الحقائق وتشويه التاريخ، مؤكدين أن أميركا أكبر دولة إرهابية لها سجل حافل بجرائم الحرب والإبادات الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.

وذكر ناشطون أميركا بجزء من جرائمها في عدد من الدول، وأشاروا إلى مجازر تورطت بها، وألمحوا إلى أن نبش التاريخ ليس في صالح الجميع، لأن الأرشيف مليء بالأحداث، مستنكرين استخدام الإدارة الأميركية الجديد لملف حقوق الإنسان كورقة ضغط سياسية.

وأكدوا أن أميركا إذا أرادت الحديث عن أحداث 1915 عليها تصحيح روايتها بأن ما حدث كان إبادة الأرمن للأتراك والمسلمين، مشيرين إلى أن الوثائق الأميركية والبريطانية والفرنسية تثبت أن الضحايا على يد الأرمن بلغت أكثر من 700 ألف شخص تركي وكردي.

وأرجع ناشطون أسباب مناهضة بعض الدول لتركيا، لنهضتها وتطورها، مشيرين إلى أن أنقرة كلما برزت وانتصرت داخليا وخارجيا، ضيقوا عليها واستهدفوها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا، واليوم يختلقون الأكاذيب لتشويه سجلها الحقوقي وإنهاكها ماليا بتعويضات باهظة.

وفي تخل عن الدبلوماسية الحذرة التي تتبعها واشنطن في التعامل مع بعض الملفات حفاظا على العلاقات، وصف بايدن، السبت 24 أبريل/نيسان 2021، أحداث 1915 بـ"الإبادة الجماعية" في تلبية لوعوده الانتخابية واستجابة لضغوط الجماعات الأميركية الأرمينية.

بدورها، انتقدت تركيا وصف بايدن، وقالت وزارة الخارجية التركية "هذا البيان الأميركي الذي يشوه الحقائق التاريخية لن يقبله ضمير الشعب التركي وسيفتح جرحا عميقا يقوض الصداقة والثقة المتبادلة بيننا"، مؤكدة أنها "ترفض وتستنكر البيان بأشد العبارات".

واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أطرافا ثالثة بالتدخل في شؤون بلاده، قائلا في رسالة بعث بها السبت، إلى بطريرك الأرمن في إسطنبول: "لا أحد يستفيد من تسييس أطراف ثالثة للجدل - الذي ينبغي أن يتولاه مؤرخون - وتحويله أداة تدخل ضد تركيا". 

جرائم أميركا

وسخر ناشطون من أن أميركا التي تأسست على إبادة أمة من الهنود الحمر ترفض ردة فعل الدولة العثمانية على جرائم الأرمن وتحاول تشويه تاريخ تركيا، وإخفاء جرائم الأرمن وما فعلوه بحق من حولهم، مذكرين أميركا بتاريخها الدموي وأياديها السوداء، وهو ما ينطبق عليه المثل العربي "رمتني بدائها وانسلّت".

ونشر الخبير التركي في شؤون الشرق الأوسط، أيوب صاغجان، صورا لجرائم أميركا في الدول الأخرى، قائلا: "دعني أذكرك بتاريخك الإرهابي 4 ملايين في فيتنام، 3 ملايين في كوريا، مليون شخص من كمبوديا ولاوس، 1.5 مليون من أفغانستان، ملايين المسلمين في العراق وليبيا وسوريا والعديد من الدول الإسلامية، وأنتم أميركا القاتلة التي قتلت 15 مليون هندي".

فيما قال المغرد محمد صلاح عبدربه: إن "من ارتكب مجازر وإبادات جماعية لشعوب بأكملها يحاضرنا اليوم ويزيف التاريخ الذي يثبت أن الأرمن من ارتكبوا مجازر جماعية".

وأضاف أن "الجيش العثماني كان يحارب الجيش الروسي والجيش الأرمني الرديف له، وأن العصابات الأرمنية قتلت ما يزيد عن نصف مليون مسلم تركي بحسب صاحب كتاب مذابح الأرمن ضد الأتراك".

وسخر المغرد حسام قائلا: "أميركا التي دمرت العراق وأفغانستان وأطلقت القنبلة النووية على هيروشيما تتحدث عن إبادة الأرمن !!.. تبا لكم". وأشار المغرد محمد عمراني، إلى "قتل أميركا ملايين  الهنود الحمر، وقصف اليابان بالسلاح النووي وأبادت أكثر من 4 مليون فيتنامي، وغيرهم الملايين في كمبوديا والعراق وأفغانستان، ولم تترك أرضا إلا وأسالت فيها دماء الأبرياء".

أهداف الأكذوبة

وعدد ناشطون الأهداف الحقيقة من وراء إعادة استخدام أحداث 1915 والادعاء بأنها "إبادة جماعية" من جانب أميركا.

وأوضح الناشط السياسي التركي محمد أردوغان، أن "الأرمن تم استخدامهم للتخريب والقتل ومحاولة اغتيال السلطان عبدالحميد، للإطاحة بالدولة العثمانية التي مثلت تحديا كبيرا للعالم المسيحي شرقه وغربه (الروس والغرب) كوحدة وقوة إسلامية".

ورأى أن "اليوم بعد حوالي قرن تذكروا استخدامهم ثانية ضد تركيا لما لاحظوا بوادر عودتها كقوة عالمية، لكنها أكذوبة لا إبادة".

وأشار الإعلامي اليمني أنيس منصور، إلى أن "تركيا تبقى قلب الأمة النابض وواحة المستضعفين وقبلة اللاجئين من البغي والطغيان، وسط هذا الهوان والضعف وتكالب كل قوى الشر على الأمة وخيانة وتواطؤ وعمالة وتصهين معظم الحكام". وأكد المغرد إبراهيم علي، أن "ما يحدث حرب تستهدف تشويه سمعة الجمهورية التركية في وجدان الشعوب، ماضيها وحاضرها، قيادتها وشعبها"، لافتا إلى أن "أميركا الدولة التي تأسست على إبادة أمة من الهنود الحمر ترفض ردة فعل الدولة العثمانية على جرائم الأرمن وتحاول تشويه تاريخ تركيا". وأشار المغرد أبو بكر العلي، إلى "فشل كل الطرق لمحاولة إخضاع تركيا وأردوغان وخابت كل محاولاتهم واليوم وجدوا كذبة جديدة فاشلة أسموها إبادة الأرمن".