خبراء روس: تعاون تركيا وموسكو عسكريا يزيد الاحتقان مع أميركا

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع روسي الضوء على آخر التطورات في صفقة شراء أنقرة لمقاتلات "سوخوي57" و"سو35" الروسية، وتبعات ذلك، لا سيما حالة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية.

وقال موقع "تيخنو وور" المختص بالشؤون العسكرية، في مقال للكاتبة ألكساندرا ميلنيك إن "المفاوضات بين موسكو وأنقرة بشأن توريد مقاتلات سو57 وسو35، بالإضافة إلى التعاون العسكري التقني ستؤدي إلى رد فعل سلبي من أميركا".

وأشارت ميلنيك إلى أن المفاوضات بشأن تسليم تركيا مقاتلات الجيل الخامس سو57 والجيل الرابع سو35 يمكن أن تتم قريبا، وفق تصريحات الناطقة الإعلامية باسم المصلحة الفدرالية الروسية للتعاون في مجال الصناعات العسكرية فاليريا ريشيتنيكوفا، والتي قالت فيها إن روسيا منفتحة ومستعدة للحوار والتعاون في صناعة أحدث المقاتلات التركية".

من جهة أخرى، ذكرت الكاتبة تصريحات وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى فارانك التي كان مفادها أن أنقرة تسعى للحصول على "أحدث المقاتلات" من روسيا، مؤكدا أن "الأولوية هي تطوير مقاتلات تركية من فئة الجيل الخامس".

تغيير الوجهة

واعتبرت ميلنيك أن "تركيا تتصرف بما يخدم مصالحها الوطنية، وتظهر بوضوح أنها غير راضية عن العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، حيث تحاول واشنطن إملاء شروطها على أنقرة التي لا تريد أن تكون دولة تابعة لأميركا بل شريكا إستراتيجيا بنفس المستوى".

وأوضحت أن "جميع شركاء الولايات المتحدة في الناتو يقعون في نفس الموقف، إلا أن أنقرة الآن هي الوحيدة التي عارضت قواعد لعبة الجانب الأميركي، وبالتالي فإنها تسعى للتخلص من التبعية لأميركا بواسطة التعاون العسكري التقني مع روسيا".

وأشارت الكاتبة إلى أن "تركيا منذ زمن كانت تسعى لتنفيذ مشروع صناعة مقاتلاتها من الجيل الخامس TF-X، ولكن بدأت في الحديث عن تعاون محتمل مع الجانب الروسي في هذا الاتجاه فقط عام 2021، وموسكو مستعدة للمشاركة في مثل هذا البرنامج إذا تلقت طلبا من القيادة التركية".

وتسرد ميلنيك كلام البروفيسور ألكساندر بيرينجييف بهذ الخصوص: "تركيا كأي عضو في حلف الناتو قامت بشراء طائرات أميركية فاشلة تعتمد في المجال القتالي اعتمادا كليا على الولايات المتحدة، فبهذا تتحكم واشنطن بكل المقاتلات والأسلحة التي يحصل عليها حلفاؤها في الناتو".

وأشار الخبير إلى أن "التعاون مع روسيا سيمنح تركيا تقدما خطيرا مقابل أعضاء حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، كما سيمنح أنقرة وضعا خاصا في الحلف بكونها دولة غير معادية لموسكو بخلاف دول الناتو الأخرى التي ترى أن تطور موسكو العسكري يهدد أمنها القومي". 

فيما أوضحت الكاتبة أن "المقاتلة سو57 تم تصميمها للتعامل مع كافة الأهداف الجوية والبرية والبحرية، كما أنها حازت على إعجاب المختصين في هذا المجال في المعارض والأسواق الحربية العالمية بفضل قدراتها العالية على المناورة، والتحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت، وهذه المواصفات تمنحها تفوقا على منافستها الأساسية الأميركية F35".

أما بخصوص المقاتلة "سو 35" فائقة المناورة فتذكر الكاتبة أن الطلب عليها زاد بوتيرة كبيرة في الفترة الأخيرة، وقد تم بالفعل شراء وحدات منها من قبل الصين، وبناء على معطيات وزارة الدفاع الروسية فإن تصدير قطعة واحدة من "سو35"  كلف الصين 104-105 ملايين دولار.

ورقة ضغط

وأشارت ميلنيك إلى ماقاله البروفيسور بيرينجييف بأن "التعاون المشترك بين روسيا وتركيا في مجال الصناعات العسكرية سيعود بالنفع على الطرفين، كما أنه لا يستبعد أن يدفع ذلك التعاون إلى استقطاب دول أخرى، فالدولتان قادرتان على تنظيم تدريبات ومناورات مشتركة قادرة على جذب حلفاء جدد لتبادل الخبرات".

وأضاف أن "هذا الأمر سيصبح ممكنا في المستقبل القريب بفضل التعاون في مجالات مختلفة بين البلدين والتي كان من بينها مشروع خط الغاز من منطقة أنابا بمحافظة كراسنودار الروسية مرورا بقاع البحر الأسود وصولا إلى الجزء الأوروبي من تركيا".

في ذات السياق، نشرت صحيفة "توب وور" مقالا للكاتب ألكساندر ستافر يذكر فيه تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان التي ألمح فيها برغبة تركيا امتلاك منظومة الدفاع الجوي "إس 400" (تريومف) على حساب مثيلتها الأميركية باتريوت.

وقال أردوغان: إن "أنقرة ستوافق على عقد صفقة باتريوت في حال عرضت الولايات المتحدة الأميركية شروطا منافسة لما تعرضه الفدرالية الروسية، فمنظومة إس 400 الروسية بسعر 2.4 مليار دولار تكلف أقل بكثير من باتريوت وتتفوق عليها من الناحية التقنية".

وأوضح ستافر أن تصريحات أردوغان وتحول وجهة تركيا نحو روسيا "كان سببه الأميركان أنفسهم، حيث استخدم الرئيس السابق دونالد ترامب وإدارته عبارات قاسية ضد تركيا وهددت بفرض عقوبات على أنقرة إذا استمرت الأخيرة بالتفاوض بشأن إس 400".

ويعرج الكاتب على قضية أن "الصفقة تمت بتوقيع العقود واستلام تركيا للمنظومة وبهذا كان من الممكن على إدارة الرئيس الجديد جو بايدن أن تغلق هذا الملف، غير أن الأخيرة أكدت على أن موقفها من المنظومة لم يتغير وأن المنظومة الروسية لا يمكن ان تستخدم في جيوش دول تعتبر أعضاء في الناتو".

ورأى أن الولايات المتحدة "سترفض وتمانع من امتلاك أنقرة وغيرها من الحلفاء في الناتو لأنظمة قتالية لا تستطيع واشنطن التحكم بها".

وختم الكاتب ستافر مقاله بالقول: إن "أردوغان يدخل في مغامرة كبيرة قد تعصف بالاقتصاد التركي بسبب إس 400".