وعي بألاعيب الإعلام.. هل ينزل المصريون إلى الشارع في 25 يناير؟

القاهرة- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ترهيب وتزييف للحقيقة وقلب للحقائق، هكذا يصف مصريون الحالة الإعلامية في بلادهم، قبل ذكرى ثورة 25 يناير 2011، التي أسقطت نظام حسني مبارك، ويخشى نظام عبدالفتاح السيسي الحالي أن تتجدد الروح فيها، في محاولة لإسقاط دولة العسكر الحاكمة.

ودشن ناشطون هاشتاج برز فيه الحديث عن أهمية التوعية بمخططات النظام في استخدامه للتخويف من أي محاولة للثورة عليه، في ظل دعوات للحشد إلى ثورة جديدة في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، وسط رصد لجرائم النظام الحالي.

وعبر وسم #نازلين_يوم25، ذكّر الناشطون بالمعتقلين والمعتقلات داخل سجون النظام، معربين عن أملهم في ثورة تقتلع رموز النظام الحالي وتستبدله بشخصيات جديدة وضعوا أسماءها كنماذج يأملوا أن تكون على رأس الوزارات المختلفة بمصر.

دور الإعلام

وكانت السمة السائدة في تغريدات الناشطين هي وعيهم بما يحاك ضدهم من النظام وحالة الاستنفار الإعلامي لتخويفهم من أي محاولة للإعراب عن استيائهم والمطالبة بحقوقهم في العيش والحرية والكرامة الإنسانية، والمطالب الأخرى التي كانت دافعا للمصريين في ثورتهم الأولى قبل تسعة أعوام. 

وتطرق ناشطون إلى ما اتبعه نظام السيسي كل عام في ذكرى ثورة يناير 2011، من إغلاق للميادين والشوارع وحبس الشعب في البيوت بإجازة رسمية مقنعة، ونشر البلطجية في الأحياء، وتهديد الإعلام وتوعد الشباب الذي أعلن نيته النزول للميادين.

وأشاروا إلى أن نظام الانقلاب أصبح كتابا مقروءا لا يأتي بجديد، وأصبحت مزاعمه ضد الرافضين لسياسته محصورة بأنهم من الإخوان المسلمين، ليكون ذلك ذريعة لاعتقالهم أو اتهامهم بالإرهاب أو تلفيق التهم الوهمية لاعتقالهم.

وأكد صاحب حساب "جمال مصر" أن نظام الانقلاب "يطلق أبواقه الإعلامية لتخويف الشعب بالقتل والاعتقال وتهديد أهاليهم".

وجزمت سماح مالك بأن الناس عرفت الإعلام المضلل والناس الفاسدة، والكل بان على حقيقته، مشيرة إلى أن الشعب لا يريد سوى حياة كريمة #نازلين_يوم٢٥

ترهيب مقنع

وأعرب ناشطون عن رفضهم لسياسة النظام بشأن الترهيب المقنع من الثورة واستخدام عبارة "عشان منبقاش زي سوريا والعراق"، التي يرددها أنصار الانقلاب العسكري في مصر للدفاع عن السيسي وسياسته.

وأكدوا أن مصر في عهد السيسي أصبحت أسوأ من تلك البلدان سواء في معدلات الجريمة أو الفقر والبطالة أو مستوى الحريات، أو في انتهاج أنظمتها الحاكمة لاستخدام العنف والاستبداد في التعامل مع شعوبها.

وكتب الناشط رشيد غالي "نزلين علشان معدناش عايشن بقا أي حد يتكلم ترهبوه وتخوفوه وعمرنا ما بقا زي سوريا أو العراق أو ليبيا نزلين علشان حياة بكرامة".

فيما أكدت الناشطة أمة الله الحرة أن تحرر مصر سيتبعه تحرر ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين، قائلة: "أوعوا الثورة تتسرق منكو".

ثورة منظمة

تبنى ناشطون شاركوا في الهاشتاج الدعوة لثورة منظمة، وحثوا على اتباع مخطط الجوكر المصري الذي أطلقه الفنان تامر جمال المعروف بشخصية "عطوة كنانة"، والذي نادى بتجديد الحراك في الشارع المصري، ودعا الشباب لتكوين خلايا ثورية.

وقال الناشط محمد: "أهم حاجة لازم نفكر فيها إنه لما ننزل نبقى مشكلين لجنة أو معروف مين راح يكون موثوق فيه لمرحلة انتقالية".

ودعا إبراهيم محمود قائلا: "يارب يكون فيه تنظيم  عشان منحبطش تاني #نازلين_يوم25".

وألمح ناشطون إلى تخلي الغرب عن السيسي، وهي ليست المرة الأولى التي يثار فيها الحديث بهذا الشأن.

وسبق أن نصح تقرير أمني أوروبي، ألمانيا ودول الغرب بالتواصل مع المعارضة المصرية وبينها الإسلامية في الخارج، تحسبا لسقوط رأس النظام العسكري الحاكم المتمثل في السيسي.

دوافع وأسباب

وتجدر الإشارة إلى أنه برزت في نهاية العام الماضي احتجاجات ومظاهرات تطالب برحيل السيسي اعتراضا على إجراءات التقشف الاقتصادي ومناهضة للفساد الحكومي، الأمر الذي دفع ناشطين إلى تسليط الضوء على الأسباب التي تدفعم للنزول يوم 25 يناير القادم.

وعدد ناشطون الانتهكات التي يتهمون نظام السيسي بارتكابها في حق الشعب المصري. وسرد عصام أشرف بعضها بالقول: "رئيس كذاب، جيش انقلابي، حكومة مجرمة، استخبارات غبية، مستشارون ظلمة، ذباب إلكتروني قذر، إعلام مضحك وفاشل".

واتسم الوسم بحالة وعي بالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر منذ انقلاب السيسي وتوليه الحكم في مصر، إذ قال محمد سالم: "نازلين عشان نرجع الاستثمار تاني ونحاسب الفاسد".

وكانت بيانات رسمية صادرة من البنك المركزي المصري قد كشفت في يناير/تشرين الثاني الماضي، خروج الاستثمارات الأجنبية الماشرة من مصر خلال العام المالي الأخير بقيمة 7.749 مليارات دولار، وبحسب تقارير فهو الرقم الأعلى في هذا المجال خلال السنوات المالية السبع الأخيرة.

المعارضة والمعتقلين

ويرى مراقبون أن من أكبر المشاكل التي تواجه المعارضة المصرية في الخارج هي "التشتت والانقسام"، لذلك برزت عبر الهاشتاجات دعوات لهم للاصطفاف أمام السيسي ونظامه.

وأكد صاحب حساب فارس بلا جواد أنه لا سبيل للخلاص من هذا الحال الذي تعيشه مصر إلا باصطفاف المعارضة والاتفاق على كلمة سواء وتنحية الخلافات (ولو مؤقتا)، داعيا للإصلاح بينهما. 

وتواجه السجون المصرية ارتفاعا في أعداد المعتقلين والمعتقلات، ويتعرضون لمآسي لا تكف المنظمات الحقوقية عن رصدها بين الحين والآخر من حبس انفرادي ومنع من العلاج وإهمال طبي وتعذيب واغتصاب وتحرش، وغيرها من وسائل الابتزاز المختلفة التي يخضعون لها وتدفع بعضهم للانتحار.

وبالرغم من عدم وجود حصر رسمي لأعداد المعتقلين والمعتقلات في مصر، فضلا عن غيرهم من المخفيين قسرا لدى الأجهزة الأمنية، إلا أن هناك إجماعا على ضخامة الأعداد وتزايد الانتهاكات، وكل ذلك وغيره الكثير كان دافعا قويا لتأكيد الناشطين نزولهم يوم 25 يناير/كانون الثاني القادم.

وقالت صاحبة حساب "الأمل في الله": "#نازلين_يوم25 عشان الناس المحترمة معتقلة. عشان البنات معتقلة. عشان الإعدام شغال باستمرار".

وختاما، أعرب ناشطون عن تفاؤلهم باقتراب إسقاط نظام الانقلاب الحالي، إذ قال صاحب حساب المبدع: "يبدأ العد التنازلي لإسقاط الخسيس. لقد استباح الدم وهتك العرض وباع الوطن"، وفق تعبيره.