وعي بألاعيب الإعلام.. هل ينزل المصريون إلى الشارع في 25 يناير؟
ترهيب وتزييف للحقيقة وقلب للحقائق، هكذا يصف مصريون الحالة الإعلامية في بلادهم، قبل ذكرى ثورة 25 يناير 2011، التي أسقطت نظام حسني مبارك، ويخشى نظام عبدالفتاح السيسي الحالي أن تتجدد الروح فيها، في محاولة لإسقاط دولة العسكر الحاكمة.
ودشن ناشطون هاشتاج برز فيه الحديث عن أهمية التوعية بمخططات النظام في استخدامه للتخويف من أي محاولة للثورة عليه، في ظل دعوات للحشد إلى ثورة جديدة في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، وسط رصد لجرائم النظام الحالي.
وعبر وسم #نازلين_يوم25، ذكّر الناشطون بالمعتقلين والمعتقلات داخل سجون النظام، معربين عن أملهم في ثورة تقتلع رموز النظام الحالي وتستبدله بشخصيات جديدة وضعوا أسماءها كنماذج يأملوا أن تكون على رأس الوزارات المختلفة بمصر.
دور الإعلام
وكانت السمة السائدة في تغريدات الناشطين هي وعيهم بما يحاك ضدهم من النظام وحالة الاستنفار الإعلامي لتخويفهم من أي محاولة للإعراب عن استيائهم والمطالبة بحقوقهم في العيش والحرية والكرامة الإنسانية، والمطالب الأخرى التي كانت دافعا للمصريين في ثورتهم الأولى قبل تسعة أعوام.
وتطرق ناشطون إلى ما اتبعه نظام السيسي كل عام في ذكرى ثورة يناير 2011، من إغلاق للميادين والشوارع وحبس الشعب في البيوت بإجازة رسمية مقنعة، ونشر البلطجية في الأحياء، وتهديد الإعلام وتوعد الشباب الذي أعلن نيته النزول للميادين.
وأشاروا إلى أن نظام الانقلاب أصبح كتابا مقروءا لا يأتي بجديد، وأصبحت مزاعمه ضد الرافضين لسياسته محصورة بأنهم من الإخوان المسلمين، ليكون ذلك ذريعة لاعتقالهم أو اتهامهم بالإرهاب أو تلفيق التهم الوهمية لاعتقالهم.
وأكد صاحب حساب "جمال مصر" أن نظام الانقلاب "يطلق أبواقه الإعلامية لتخويف الشعب بالقتل والاعتقال وتهديد أهاليهم".
كل مناسبة بيحتاطوا لها ويخرجوا اعلاميا يخوفوا الناس ويهددوهم بالقتل والاعتقال هما واهاليهم هو فيه شعب يعيش كده مهدد دائما فى حياته ومتلكاته لو طالب بحقه ورفع الظلم الواقع ليه الطبيعى انه ينتفض ويخرج اهالى الشهداء والمعتقلين جاء الوقت تتحركوا على الارض #نازلين_يوم25
— Gamal Msr2 (@MsrGamal) January 11, 2020
وجزمت سماح مالك بأن الناس عرفت الإعلام المضلل والناس الفاسدة، والكل بان على حقيقته، مشيرة إلى أن الشعب لا يريد سوى حياة كريمة #نازلين_يوم٢٥
الوعي والفهم خلاص الناس عرفت الإعلام المضلل والناس الفاسده الكل بان على حقيقته يااااااارب ملناش غيرك مش عاوزين غير حياه كريمه #نازلين_يوم٢٥
— ŜÃϻÃĤ ỖϻÃŘ ϺÃĹẸЌ (@qiHsnjkHwnEAvvV) January 11, 2020
ترهيب مقنع
وأعرب ناشطون عن رفضهم لسياسة النظام بشأن الترهيب المقنع من الثورة واستخدام عبارة "عشان منبقاش زي سوريا والعراق"، التي يرددها أنصار الانقلاب العسكري في مصر للدفاع عن السيسي وسياسته.
وأكدوا أن مصر في عهد السيسي أصبحت أسوأ من تلك البلدان سواء في معدلات الجريمة أو الفقر والبطالة أو مستوى الحريات، أو في انتهاج أنظمتها الحاكمة لاستخدام العنف والاستبداد في التعامل مع شعوبها.
وكتب الناشط رشيد غالي "نزلين علشان معدناش عايشن بقا أي حد يتكلم ترهبوه وتخوفوه وعمرنا ما بقا زي سوريا أو العراق أو ليبيا نزلين علشان حياة بكرامة".
نزلين علشان معدناش عايشن بقا اي حد يتكلم ترهبوة وتخوفوة وعمرنا ما بقا زي سوريا او العراق او ليبيا نزلين علشان حياه بكرامه #نازلين_يوم25
— Rashed GhaLy (@Rashed25140983) January 11, 2020
فيما أكدت الناشطة أمة الله الحرة أن تحرر مصر سيتبعه تحرر ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين، قائلة: "أوعوا الثورة تتسرق منكو".
عارفين لو #مصر تحررت بجد
— أمة الله الحرة (@Amatalah85) January 10, 2020
هتتحر #ليبيا #سوريا #العراق #فلسطين
اوعوا الثورة تتسرق منكو
#نازلين_يوم٢٥
ثورة منظمة
تبنى ناشطون شاركوا في الهاشتاج الدعوة لثورة منظمة، وحثوا على اتباع مخطط الجوكر المصري الذي أطلقه الفنان تامر جمال المعروف بشخصية "عطوة كنانة"، والذي نادى بتجديد الحراك في الشارع المصري، ودعا الشباب لتكوين خلايا ثورية.
وقال الناشط محمد: "أهم حاجة لازم نفكر فيها إنه لما ننزل نبقى مشكلين لجنة أو معروف مين راح يكون موثوق فيه لمرحلة انتقالية".
اهم حاجه لازم نفكر فيها انه لما ننزل نبقى مشكلين لجنة او معروف مين راح يكون موثوق فيه لمرحله انتقالية مش ننزل وننجح وبعدها نلاقى حالنا صار نفس اللى حصل من قبل #نازلين_يوم25
— mohamed (@NYXa1ek2uPHewvu) January 11, 2020
ودعا إبراهيم محمود قائلا: "يارب يكون فيه تنظيم عشان منحبطش تاني #نازلين_يوم25".
يارب يكون فيه تنظيم عشان منحبطش تاني #نازلين_يوم25
— ابراهيم محمود (@xnXNAatDSAeTnLQ) January 10, 2020
وألمح ناشطون إلى تخلي الغرب عن السيسي، وهي ليست المرة الأولى التي يثار فيها الحديث بهذا الشأن.
وسبق أن نصح تقرير أمني أوروبي، ألمانيا ودول الغرب بالتواصل مع المعارضة المصرية وبينها الإسلامية في الخارج، تحسبا لسقوط رأس النظام العسكري الحاكم المتمثل في السيسي.
دوافع وأسباب
وتجدر الإشارة إلى أنه برزت في نهاية العام الماضي احتجاجات ومظاهرات تطالب برحيل السيسي اعتراضا على إجراءات التقشف الاقتصادي ومناهضة للفساد الحكومي، الأمر الذي دفع ناشطين إلى تسليط الضوء على الأسباب التي تدفعم للنزول يوم 25 يناير القادم.
وعدد ناشطون الانتهكات التي يتهمون نظام السيسي بارتكابها في حق الشعب المصري. وسرد عصام أشرف بعضها بالقول: "رئيس كذاب، جيش انقلابي، حكومة مجرمة، استخبارات غبية، مستشارون ظلمة، ذباب إلكتروني قذر، إعلام مضحك وفاشل".
* رئيس كذاب
— ���� عصام اشرف ���� (@EssamAshraf22) January 11, 2020
* جيش انقلابي
* حكومة مجرمة
* استخبارات غبية
* مستشارون ظلمة
* ذباب الكتروني قذر
* إعلام مضحك وفاشل
* علماء سلطان وظيفتهم تلميع إجرام أسيادهم
* أعوان تجاوزوا كل حدود السفالة والإنحطاط
* شعب مغيب ومستعبد ومنهوب ....
هذه هي مصـر باختصار#نازلين_يوم٢٥#نازلين_يوم25
واتسم الوسم بحالة وعي بالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر منذ انقلاب السيسي وتوليه الحكم في مصر، إذ قال محمد سالم: "نازلين عشان نرجع الاستثمار تاني ونحاسب الفاسد".
نازلين عشان نرجع الاستثمار تاني ونحاسب الفاسد الا محمي من قبل القانون #نازلين_يوم25
— محمد سالم (@SALEMMO01380234) January 11, 2020
وكانت بيانات رسمية صادرة من البنك المركزي المصري قد كشفت في يناير/تشرين الثاني الماضي، خروج الاستثمارات الأجنبية الماشرة من مصر خلال العام المالي الأخير بقيمة 7.749 مليارات دولار، وبحسب تقارير فهو الرقم الأعلى في هذا المجال خلال السنوات المالية السبع الأخيرة.
المعارضة والمعتقلين
ويرى مراقبون أن من أكبر المشاكل التي تواجه المعارضة المصرية في الخارج هي "التشتت والانقسام"، لذلك برزت عبر الهاشتاجات دعوات لهم للاصطفاف أمام السيسي ونظامه.
وأكد صاحب حساب فارس بلا جواد أنه لا سبيل للخلاص من هذا الحال الذي تعيشه مصر إلا باصطفاف المعارضة والاتفاق على كلمة سواء وتنحية الخلافات (ولو مؤقتا)، داعيا للإصلاح بينهما.
لا سبيل للخلاص من هذا الحال الذي تعيشه مصر إلا بالإصطفاف والإتفاق علي كلمة سواء
— فارس بلا جواد (@faresblajwad19) January 11, 2020
وتنحية الخلافات ( ولو مؤقتا ). عن صفوف المعارضة اتحدث ..
فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم .#الثوره_قوه#نازلين_يوم25
وتواجه السجون المصرية ارتفاعا في أعداد المعتقلين والمعتقلات، ويتعرضون لمآسي لا تكف المنظمات الحقوقية عن رصدها بين الحين والآخر من حبس انفرادي ومنع من العلاج وإهمال طبي وتعذيب واغتصاب وتحرش، وغيرها من وسائل الابتزاز المختلفة التي يخضعون لها وتدفع بعضهم للانتحار.
وبالرغم من عدم وجود حصر رسمي لأعداد المعتقلين والمعتقلات في مصر، فضلا عن غيرهم من المخفيين قسرا لدى الأجهزة الأمنية، إلا أن هناك إجماعا على ضخامة الأعداد وتزايد الانتهاكات، وكل ذلك وغيره الكثير كان دافعا قويا لتأكيد الناشطين نزولهم يوم 25 يناير/كانون الثاني القادم.
وقالت صاحبة حساب "الأمل في الله": "#نازلين_يوم25 عشان الناس المحترمة معتقلة. عشان البنات معتقلة. عشان الإعدام شغال باستمرار".
#نازلين_يوم25 عشان الناس محترمه معتقله عشان البنات معتقله الستات معتقله عاجز على كرسي معتقل كفيف معتقل عشان الإعدام شغال باستمرار تسعه اعدامهم بعد كده تظهرالبرئه ليهم القاضي بيجي الورق جاهز للحكم ده قانون ثوره عشان مصر مفيش قانون ولافي إعلام كداب ورئيس ظالم pic.twitter.com/AkW6pH4VXN
— الامل في الله (@AA81rWw0wv5JzF6) January 11, 2020
وختاما، أعرب ناشطون عن تفاؤلهم باقتراب إسقاط نظام الانقلاب الحالي، إذ قال صاحب حساب المبدع: "يبدأ العد التنازلي لإسقاط الخسيس. لقد استباح الدم وهتك العرض وباع الوطن"، وفق تعبيره.
ويبدء العد التنازلى لاسقاط الخسيس
— المبدع(صعيدى ياااابوى) (@ekNv7EfKHrzovop) January 11, 2020
لقد استباح الدم وهتك العرض وباع الوطن#نازلين_يوم25