آسيا الوسطى تشكو "قلة احترام" روسيا.. ما أسباب توتر العلاقات التاريخية؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة غازيتا دوت رو الروسية عن استياء رئيس طاجيكستان "إمام علي رحمن" من تعامل موسكو "الذي يعبر عن قلة احترام لتلك الدولة".

بحسب ما ذكره الكاتب "إيفان جوكوفسكي"، حث الرئيس الطاجيكي روسيا على عدم معاملة دول آسيا الوسطى على أنها اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية السابق. 

فقد قال الرئيس "إمام علي" مخاطبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه خلال الاتحاد السوفيتي لم يكن هناك اهتمام بالجمهوريات والشعوب الصغيرة ولم تؤخذ التقاليد والعادات في الحسبان. ورد بوتين بالقول إنه محق إلى حد كبير.

أزمة مع بوتين

"إمام علي رحمن" هو رئيس حكومة طاجيكستان منذ عام 1992 وتولى منصب رئاسة الجمهورية منذ عام 1994. ولُقّب بـ "مؤسس السلام والوحدة الوطنية وزعيم الأمة".

واستضافت كازاخستان في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022 قمة آسيا الوسطى وروسيا التي حضرها رؤساء الدولتين إلى جانب قرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.

وعقد الاجتماع في العاصمة الكازاخية أستانا في الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ودول آسيا الوسطى الخمس.

وألقى "إمام علي رحمن" خلال الاجتماع كلمة أمام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، قائلا: "أعتقد أن هذه هي مبادرتك، فلماذا نحضر اجتماعات ونقول علانية ما نريد؟"

وأردف: "تريد أن تظهر للعالم كله أن روسيا فوق آسيا الوسطى. هل هناك مشكلة في ذلك؟ في الواقع، نعم هناك مشكلة بالفعل. فهم خمس دول".

وأشار الكاتب إلى أن هناك قمما مماثلة بين دول آسيا الوسطى ودول أخرى مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وقريبا على الأرجح باكستان والهند.

ونقل في مقاله تصريحات الرئيس الطاجيكي أن هناك شيء ما ناقص في التعاون بين روسيا وآسيا الوسطى وأنه ليس كالماضي في عهد الاتحاد السوفيتي.

وبحسب الخبراء، فالروس لم يقدموا الدعم لتنمية الدول الخمس على الرغم من مساندتهم وقت انهيار الاتحاد السوفيتي.

فالرئيس بوتين لم يأخذ بالعادات والتقاليد إذ لم يهتم بالجمهوريات والشعوب الصغيرة للأسف، وفق الكاتب. 

كما أعرب الرئيس الطاجيكي عن استيائه من التمثيل الضعيف لروسيا في منتدى (لم يحدده) في طاجيكستان.

فقال: "أصدرت تعليماتي إلى وزارة الخارجية. فلا بد أن تكون حاضرة على الأقل على المستوى الوزاري. لا على مستوى نائب الوزير. هل هذا ما تستحقه طاجيكستان كشريك إستراتيجي؟".

يظن الخبراء أنه في جميع الاحتمالات، كان "رحمن" يشير إلى منتدى الاستثمار الدولي بين طاجيكستان وروسيا والذي حضره نائب وزير التنمية الاقتصادية "دميتري فولفاتش". 

العلاقات المشتركة

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى مشاكل أخرى تتعلق بالتعاون الروسي الطاجيكي.

فأولا تحدث عن أن جمهوريته ليس لديها كتب مدرسية كافية في حين أن اللغة الروسية إلزامية للتعلم من سن رياض الأطفال.

وفي الوقت نفسه، كانت القواعد العسكرية وأماكن التدريب وما زالت كما هي في البلاد. 

وعلى الصعيد الآخر وصل أخيرا إلى طاجيكستان 30 ألفا "لن نسميهم لاجئين، ولكنهم نازحون يتحدثون اللغة الروسية"، وفق الرئيس الطاجيكي.

وقد أوضح رئيس طاجيكستان قائلا: "خُلقنا حتى نصبح دولا، نعم، نحن دول صغيرة، لسنا 100 أو 200 مليون، ولكن لدينا تاريخ وثقافة، نريد أن نعامل باحترام".

وأضاف أن طاجيكستان تحترم دائما مصالح شريكها الإستراتيجي الرئيس.

وحسب الدراسات والإحصاءات، تمتلك طاجيكستان معدلا مرتفعا من القوى العاملة التي تهاجر إلى روسيا.

فروسيا لا تضع الكثير من الاستثمارات في طاجيكستان ولكنها تحتاج إلى عمالة شعبها. 

وعلق بوتين بعد خطاب زميله على السياسة الوطنية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية قائلا: "نعم، في الواقع أعتقد أنه محق إلى حد كبير". 

وأشار إلى أنه بالطبع جرى نشر الكتب في الاتحاد السوفيتي وافتتحت المسارح باللغات الوطنية وطورت الثقافة والاقتصاد.

وأضاف الرئيس "بوتين" أن القمم يجب أن تمتلئ بمضمون ملموس. وحسب ما ذكره، فإن الهدف من هذا الاجتماع ليس فقط التحدث.

ولكن النظر في المشاريع والاحتياجات الإقليمية ودمجها مع الفرص الحالية والترويج ليس فقط في شكل ثنائي، وإنما على نطاق إقليمي، ثم يمكن حل العديد من القضايا بشكل أكثر فعالية.

وحسب بوتين، بشكل عام فإن تفاعل روسيا مع دول آسيا الوسطى "الخمس" لا يمكن إلا أن يسبب الارتياح.

ووفق تقييم الخبراء، على مدى السنوات الخمس الماضية، تضاعفت تجارة روسيا مع دول المنطقة لتصل إلى 37.1 مليار دولار. 

وحسب نتائج النصف الأول من العام، زادت التجارة المتبادلة بنسبة 16 بالمئة. وبلغت 37 مليار دولار على مدى خمس سنوات.

وأوضح الكاتب أن روسيا مستثمر رائد في اقتصاد دول آسيا الوسطى، فإجمالي "حجم استثماراتنا المباشرة حوالي 5 مليارات دولار".