تقتحم البيوت وتنهبها.. سودانيون يوثقون جرائم حرب "الدعم السريع" ضد المدنيين

الخرطوم - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون سودانيون حملة لتسليط الضوء على انتهاك مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حرمة بيوت المدنيين وتبديد الممتلكات وترويع المرضى بالمستشفيات ونهب البنوك، مؤكدين أن ممارسات الميليشيا ترقى لجرائم الحرب.

جهات إعلامية عدة رصد مراسلوها أيضا احتلال مليشيا الدعم السريع بعض منازل السودانيين وسرقة الذهب والسيارات، واجتياح المستشفيات والمنشآت المدنية، وتحويل الأحياء السكنية إلى ثكنات عسكرية.

ويأتي تفاقم عمليات السلب والنهب في أحياء العاصمة السودانية الخرطوم وإقليم دارفور، في ظل حرب متواصلة منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة حميدتي.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الدعم_السريع_يستبيح_بيوتنا، #جرائم_الدعم_السريع، وثق ناشطون عددا من جرائم المليشيا ضد المدنيين، داعين الجهات الفاعلة والمجتمع الدولي إلى تصنيف المليشيا "إرهابية".

جرائم موثقة

وتفاعلوا مع الحملة بتوثيق وفضح انتهاكات الدعم السريع وارتكابها للجرائم في مختلف مناطق السودان، كما شاركوا قصصهم وقصة معارفهم، لتكون كاشفة لحقيقة المليشيا، عارضين صورا ومقاطع فيديو توثق رواياتهم.

روايات متضررين

فيما اتخذ ناشطون من الوسم منبرا لعرض معاناتهم الشخصية مع نهب مليشيا الدعم السريع لممتلكاتهم وتبديدها وانتهاك حرمات بيوتهم.

وكتب محمد المدثر ساتي: "الدعم السريع نهب منزلنا وسرق سيارات، بالإضافة لنهب مكتب Orooma ومستودع Zajil."

وكتبت إحدى المغردات: "بيتنا في العمارات دخله الدعم السريع يوم السبت 27 مايو (تقريبا) للمرة الثانية، ما عارفين شالوا شنو ولا خلوا شنو، كل العارفينو انو سرقوا العربات وخلوا البيت فاتح ومشوا". وشكت أخرى قائلة: "الدعم السريع مستبيح شقتنا أنا وصحباتي التي تقع غرب كبري ود البشير، قاعدين وفاتحين المكيفات ويمشوا يشتروا العيش"، مؤكدة أن بيوت المدنيين أصبحت ثكنات عسكرية، في ظاهرة لم تحدث أو تُرى في أي حرب".

وعرضت المغردة مينان، صورا يلتقطها جنود قوات الدعم السريع في منازل المدنيين بعد نهبها واحتلالها، وتظهر نومهم على الأرضيات والأريكات بجوار أسلحتهم الفتاكة وهم جاهزون لمهاجمة أصحاب المنازل الأصليين الذين عادوا إلى منازلهم.

وأفاد يوسف النعمة، بأن قوات تابعة للجنجويد اعتقلت بواسطة درجات بخارية عضو لجان مقاومة جنوب الحزام أبوبكر الطاهر حوالي الساعة العاشرة من صباح 31 مايو/أيار 2023، من منزلهم بالمدينة الخيرية مربع 2 واقتياده إلى جهة غير معلومة.

وكتب أحد المغردين: "الدعم السريع دخل بيت حبوبتي في بري المحس ورقدوا في حجرتها وفتحوا دواليبها ونهبوها وعملوا أكل في عدتها وإلى الآن قاعدين، ولما خالي مشا يجيب الجواز وضعوا السلاح في رأسه وسمعوه فارغة".

وقال المغرد ريان، إن قوات الدعم السريع دخلت بيته في تعويضات بيت المال شمال يوم 16 مايو، وسرقت البيت كله ونقلوا كل الأثاث وكل شيء بدفارات، وأحرقوا الورق كله وسرقوا السيارات، مضيفا: "البيت ما فضل فيه غير الحيط".

وأشارت المغردة ردينة، إلى أن قوات الدعم السريع استباحت مجمع النصر السكني غرب عفراء مول ودخلت كل الشقق ونهبته ودمرته بالإضافة إلى تكسير وتخريب كل المباني والشقق.

ولفت ياسر مصطفى، إلى احتلال منازل المواطنين ثم تحويلها إلى معتقلات يتم فيها ممارسة أبشع أنواع التعذيب للمواطنين.

غضب واستياء

وأكد منبر المغردين السودانيين، أن الخرطوم وعددا من مدن وقرى السودان تشهد منذ بداية الحرب احتلالا ونهبا للمنازل من قبل مليشيا الدعم السريع وتحويلها لثكنات عسكرية ضمن سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها المليشيا تجاه الشعب السوداني.

وأعرب أسامة إسماعيل، عن غضبه من جرائم مليشيا الدعم السريع، قائلا إن البيوت لها حرمات، ولا يستبيحها إلا ضمير مات، مؤكدا أن السرقة والنهب، لن تجلب ديمقراطية للشعب.

وحث على وجوب تعاون الجميع، لوقف تعدّيات الدعم السريع، مبشرا بأن بيوت ومرافق الخرطوم ستعود، والمحتل لها شرّه عليه عائدٌ ومردود، وسينتهي السباق، والسودان بإذن الله باق.

وكتب لؤي شريفي: "الجهل والاستهتار بأرواح المواطنين هي عنوان هذه الحرب استخدام مدفع مضاد للطائرات من قبل الدعم السريع بلا إحداثيات وبصورة عشوائية بطريقة ارفع نزل لغرض التباهي والتجربة، جرائم حرب موثقة باعتراف مرتكبيها".

الناشط ود المدني كتب أيضا: "بعد أن نشط السودانيون على وسائل التواصل الاجتماعي عبر العديد من الوسوم والصفحات في توثيق جرائم مليشيات الدعم السريع ضد المدنيين أقدم حلفاء قوات الدعم السريع وتحديدا دولة الإمارات اليوم بشن حملة تضليل دولية من خلال ادعاءات مضللة بأن قوات أخرى تابعة لابن عم قادة قوات الدعم السريع تحاول تشويه سمعة المليشيا".

وأشار إلى أنها ادعت أن ذلك يحدث من خلال ارتداء نفس الزي وارتكاب هذه الجرائم، حسب التقارير المثيرة للشفقة المنشورة في الصحف الدولية اليوم خاصة تلك التي تمولها دولة الإمارات، واصفا ذلك بأنه "ذر للرماد في العيون ومحاولة رخيصة لإنكار جرائمهم الإنسانية بحق الشعب السوداني".

دلالات الجرائم

وصب ناشطون غضبهم على قائد الدعم السريع، وتحدثوا عما تحمله تصرفات مليشياته من دلالات وأبعاد، طارحين حلولا لتأمين الشعب السوداني من إجرام الجنجويد.

ووصف أحد المغردين حميدتي بأنه مجرم حرب وتوقع أن كل ما تشهده السودان من انحطاط بتعليمات مباشرة منه، مستنكرا السطو على منازل المواطن ونهب الأسواق، والبنوك، ومدخرات الشعب، وجرائم التهجير القسري للسكان، والاغتصاب، وانتهاك الحرمات.

وتساءل الصحفي محمد مصطفى جامع: "ما الذي يحتاجه العالم أكثر لتأكيد أن قوات الدعم السريع هي مليشيا احتلال غير شرعية؟".

ونقل أحد المغردين، على لسان الشعب السوداني، مطالبة المجتمع الدولي وكل منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بتصنيف ومعاملة مليشيا الدعم السريع بأنها قوات ارهابية خارجة عن القانون.

وقال الناشط الحقوقي أباذر حسن، إن مليشيا الدعم السريع أثبتت في استباحتها للمنازل واحتلالها للمستشفيات أنها ضد الشعب وليس الكيزان كما تدعي، ساخرا من قولها إنها تسعى للديمقراطية والمدنية. 

وأشار إلى أن الشعب هُجر من بيوته ولا يجد المشافي لعلاجه، لافتا إلى أن المليشيا احتلت مبنى الإمدادات الطبية الذي يمد المستشفيات والمواطنين بالعلاج.

وتهكم المغرد عبدالله، قائلا إن بعض أساليب الدعم السريع لجلب الديمقراطية والتحول المدني: "استخدام المدنيين كدروع بشرية، احتلال المستشفيات وبيوت المواطنين، نهب وسلب المحلات والمواطنين في التفاتيش".

ورأى المغرد قيقراوي، أن مجمل الممارسات والجرائم التي ترتكبها ميلشيات الدعم السريع، تؤكد أنهم مجرد غرباء حلوا بأرض السودان، لا يعرفون شيئا عن تاريخه التليد في رفض الظلم، وقبر الطغاة والمستبدين عبر العصور.

ورأى المغرد فيصل، أن التتريس والتامين للأحياء هو السبيل الوحيد لإيقاف زحف مليشيا الدعم السريع على الأحياء واستباحة بيوت المواطنين.