يوم الحسم.. دعوات لعدم التراخي في التصويت وترقب للنتائح وبشارات بفوز أردوغان

إسطنبول - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

مع بداية الجولة الثانية الحاسمة من انتخابات الرئاسة التركية، بين الرئيس رجب طيب أردوغان، وزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، أشاد ناشطون على تويتر بالطريقة المستقرة التي أدار بها أردوغان حملته الانتخابية، فيما انتقد آخرون أداء كليتشدار أوغلو الذي غلب عليه التطرف والاضطراب.

الجولة الثانية انطلقت في الثامنة من صباح 28 مايو/ أيار 2023، ومن المقرر استمرارها حتى الخامسة من مساء اليوم ذاته بحسب التوقيت المحلي لتركيا؛ وسيصوت الأتراك في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة 5 سنوات.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #تركيا_تنتخب، #الانتخابات_التركية، #الانتخابات_التركية2023، وغيرها، حث ناشطون على ضرورة المشاركة في اختيار رئيسهم وحذروا من التراخي، ونشر صحفيون شهادتهم عن ضعف الإقبال في ساعات الصباح الأولى.

فيما أثنى آخرون على حرص الأتراك بمختلف فئاتهم وأعمارهم على المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم، مرجعين ذلك إلى إيمانهم بأهمية أصواتهم وتقديرهم لقيمة آرائهم واستعمالهم لحقهم في اختيار من يمثلهم، وثقتهم في تجربتهم الديمقراطية.

ورأى ناشطون أن أردوغان حافظ على تكتيكه الانتخابي الذي بدأ به حملته الانتخابية الأولى، وضاعف من قوة تأثيره ومخاطبته لشعبه واستعماله التاريخ للعظة والتذكير بالعبر المستفادة منه، معربين عن يقينهم بفوزه بالرئاسة لفترة جديدة.

وانتقدوا أداء كليتشدار أوغلو، وتخبطه في التصريحات ولعبه بورقة اللاجئين السوريين، وإظهار عنصريته وتطرفه وسعيه لاستغلال الدين وفق هواه للتحذير من التصويت لمنافسه أردوغان، متوقعين أن تلحقه خسارة ساحقة.

وأجريت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في 14 مايو، حيث تنافس على الرئاسة مرشح تحالف الجمهور الرئيس أردوغان ومرشح تحالف الشعب المعارض كليتشدار أوغلو ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان.

وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات إجراء جولة إعادة بين أردوغان وكليتشدار أوغلو في 28 مايو، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.

وحصل أردوغان على 49.51 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما نال كليتشدار أوغلو 44.88 بالمئة، وسنان أوغان 5.17 بالمئة، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة.

لحظة فارقة

وتفاعلا مع الأحداث، كتب عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين الدكتور محمد الصغير: "إنها اللحظة الفارقة في تاريخ تركيا الجديدة، فالصوت الواحد يصنع الفارق، فليفز الرئيس أردوغان بصوتك أنت".

وقال الخبير الإعلامي الدكتور عثمان عثمان، إن الأبصار اليوم تلقاء تركيا، ترقّبا لانتصار منشود، وانتصار على العنصرية، والكراهية والتخلّف.

وكتب المحلل السياسي ياسر سعد الدين: "العالم كله يراقب ويتابع ويترقب، كيف لا وتركيا تنتخب. إنها تركيا العدالة والتنمية مكانة ومكانا ودورا وقيادة".

وأضاف: "حين تتصالح الأمة مع الإسلام يكون لها الرفعة والعز، وحين تتبع حجر الضب تذوق المهانة والصغار وتعاني التبعية والإذلال!".

وقال الناشط السياسي التركي محمد أردوغان: "اليوم ستُحسم الانتخابات في تركيا، إما سنفرح مع إخواننا في العالم الإسلامي بفوز أردوغان، إما سيفرح الغرب وعبيدهم في العالم الإسلامي بفوز كليتشدار أوغلو."

ومضى داعيا: "يارب فعلنا كل ما نستطيع عليه للمظلومين وأنت شاهد على ذلك، فإن نصرتنا نحمدك وإن خسرنا سنرضى بالقدر، لكن نسألك أن تنصرنا يامقتدر".

وأكدت الإعلامية التركية سارة أردوغان، أنها لحظة فاصلة يمر بها لتاريخ الإسلامي، ويتأرجح اليوم على مفترق طرق، إما فوز وعزة وتمكين أو خسارة وانتكاسة جديدة للإسلام والمسلمين لعشرات السنين، داعية الله أن ينصر أردوغان لأن في نصره عزة للدين والأمة. وكتب الباحث وسام العامري: "الليلة سيحدث فيها شيء من اثنين: يا أن يسجد المسلمون في جميع أصقاع المعمورة سجدة شكرٍ لله تعالى، أو لا سمح الله تُفتح زجاجات الشمبانيا والويسكي من تل أبيب إلى واشنطن.. اللهم الأولى يا رب ولا ترد عبادك المؤمنين خائبين يا أرحم الراحمين".

إشادة بأردوغان

وبرز حديث ناشطين عما تحمله مشاركة أردوغان في المراسم التي أقيمت في الذكرى الـ63 لانقلاب 27 مايو 1960، على ضريح رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس ورفاقه، الذين أعدموهم جنرالات وضباط وضعوا أيديهم على السلطة.

أردوغان ترحم على مندريس ورفاقه، مشيرا إلى وجود الكثير من الآلام والمآسي والتضحيات في تاريخ الشعب التركي، قائلا: "لذا فإنه يعرف جيداً قيمة الديمقراطية".

وأوضح الصحفي والباحث محمد أبو طاقية، أن الانتخابات تأتي في الذكرى 63 لأول انقلاب عسكري في تاريخ الجمهورية"، كما تأتي قبل يوم من ذكرى فتح إسطنبول، مشيرا إلى أنها التجربة الأولى التي تذهب فيها البلاد لجولة ثانية من الانتخابات الرئاسية؛ لذلك قد تكون أهم الثوابت هو المفاجأة.

وأشار المستشار خالد شبيب، إلى أن أردوغان اختتم حملته الانتخابية بزيارة قبر الصحابي أبي أيوب الأنصاري، وضريح شهيد الديمقراطية مندرس، وقبر تورغوت أوزال صاحب الحملة الصناعية، وقبر نجم الدين أربكان، صاحب فكرة الاكتفاء الذاتي والصناعات الدفاعية، واصفا ذلك بأنه انتماء إسلامي، ونهج ديمقراطي، ومشروع وطني وخط محافظ، والمسيرة الأردوغانية. وأكد الباحث محمد حسن سويدان، أن أردوغان يُتقن الاستفادة من تاريخ تركيا لتحريك عاطفة مؤيّديه وتحشيد الناخبين خلفه، لافتا إلى أنه وضع عشيّة الانتخابات الورد على قبر عدنان مندريس في ذكرى انقلاب العام 1960، في 27 أيار. 

وأوضح أن مندريس هو أول رئيس وزراء إسلامي يصل إلى الحكم في تركيا الحديثة فانقلب عليه الجيش وأعدمه.

ووصف رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أردوغان، بأنه مذهل في اهتمامه بالرمزيات التاريخية والسياسية، مشيرا إلى أنه ذهب في اليوم الأخير وفي غمرة نشاط وجهود مكثفة قبل ساعات حاسمة تسبق بدء التصويت في انتخابات تاريخية تحدد مصير اردوغان ومشروعه، إلى قبر المرحوم "عدنان مندريس".

وأوضح أن مندريش هو رئيس الوزراء المنتخب الذي تعرض لانقلاب عسكري بدعم من حزب الشعب الجمهوري ـ المعارض حاليا ـ  وأعدمه الطغاة، وذلك في ذكرى أول انقلاب في تاريخ تركيا 27 مايو 1960، ليعيد التأكيد على أن الانقلاب العسكري هو عار في تاريخ بلاده.

أصوتنا لأردوعان

وعرض ناشطون أتراك صور أوراقهم الانتخابية وقد اختاروا التصويت لأردوغان.

ونشرت زينب توران، صورة لورقتها الانتخابية، قائلة: "أنا مُسلمة تركية حفيدة بني عُثمان منهجي هو القرآن وديني هو الإسلام ومرشحي رجب طيب أردوغان".

وعرضت سارة بايدمير، صورة لورقتها الانتخابية يظهر فيها تصويتها لأردوغان، قائلة: "مرة أخرى صوتي لرئيسي أردوغان، وبإذن الله بعد 10 ساعات، سيكون رئيس تركيا، اللهم انصره ولا تشمت بنا أعداء الإسلام". كما نشرت فاطمة أردوغان، أيضا صورة ورقتها الانتخابية مدونا عليها كلمة "Evet، التي تعني "نعم" على صورة أردوغان، قائلة: "اليوم بإذن الله سنحتفل معا بفوز الرئيس أردوغان.. صوتي لك سيدي الرئيس".

وقال الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، إن فرصة كليتشدار أوغلو في إحداث مفاجأة مرهونة بأمرين، الأول تكاسل أنصار أردوغان عن الذهاب للتصويت بنسبة كبيرة اتكالا على نتيجة الجولة الأولى، ولذلك كانت أهم رسالة لأردوغان هي عدم التراخي.

وأضاف أن الأمر الثاني "إقناع شريحة واسعة من القوميين بخطابه بخصوص اللاجئين، دون إغضاب الأكراد وهذا صعب.

وخلص إلى أن معظم المعطيات تشير لفوز متوقع لأردوغان، ومنها الفارق في الجولة الأولى، وأغلبية البرلمان مع تحالفه، وارتفاع معنويات معسكره وإحباط الطرف الآخر، والتلاوم لدى المعارضة، وغياب أي مفاجآت بين الجولتين، وتشتت كتلة اوغان.

تدين مفاجئ

فيما سخر ناشطون من تصريحات أدلى بها المرشح كليتشدار أوغلو، أبرزها قوله "على المسلم المخلص ألا يرتكب ذنب بتصويته لأردوغان.. يجب أن تكون لديه أخلاق وأن يكون شهما.. لا ترتكبوا هذا الذنب".

وتهكم الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، على ما قاله أوغلو، قائلا: "يستخدمون الدين عند الحاجة ويحاربونه في السياقات الأخرى! أي دين يعتنق أصلا؟ هل هو علوي أم علماني؟!"

واستهجن الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، تصريحات كليتشدار أوغلو، ووصفه بـ"فضيلة الشيخ كمال كليتشدار أوغلو المرشد العام لحزب الشعب الجمهوري".

كما تهكم الدكتور أيمن البلوي، قائلا: "قريبا.. أذكار الصباح بصوت الشيخ كليتشدار أوغلو".