"يني شفق": مجرم نيوزيلندا لم يكن وحده.. هؤلاء شاركوه

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ييني شفق" التركية مقالا للكاتب بولانت أوراك أوغلو، توصل فيه إلى أن منفذ مذبحة نيوزيلندا، ليس فقط برينتون تارانت، متسائلا في الوقت ذاته عن أسباب عدم مقاومة الأخير لحظة اعتقاله.

وقال الكاتب في مقاله: إن "القاتل ليس تارانت، وإنما من وقف معه ودعمه وخطط له، بل كذلك تغافل أو إهمال الحكومة والقوات الأمنية في متابعة دورها على الرغم مما نشره القاتل قبل تنفيذ العملية من تهديدات قبل أسبوع وذكر أيضا، أن كل من لم يدن الجريمة. أو يستنكرها هو شريك في الذنب".

وأضاف: "إن أحدا لم ينتبه إلى أنه عقب عملية الإعدام الدامية لـ 50 من المسلمين الذين لا حول ولهم ولا قوة قبل صلاة الجمعة، من خلال مذبحة شنها برينتون تارانت على مسجدين في نيوزلندا، لم ينتبه أحد إلى أن من ألقى القبض على القاتل هما عنصرين من الشرطة مسلحين بمسدسات عادية، والسؤال هنا، لماذا لم يقاوم القاتل تارانت عملية إلقاء القبض عليه؟"

وشدد أوراك أوغلو على أن "قيام هذا الرجل بقتل نحو 50 من المصلين في مسجد كانوا يؤدون عبادتهم بهدوء وسكينة ومعهم أطفالهم وصغارهم، في عملية قتل جبانة، ولم يكتفِ بذلك، بل عاود إطلاق النار على الضحايا الذين اشتبه بأنهم لم يلقوا حتفهم بعد، ثم تم إلقاء القبض عليه مع محاولة خجولة للهرب قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، واصفا هذا الأمر "بالمحير".

"سلاح لم ينفذ بعد"

وساق الكاتب التركي مجموعة تساؤلات حول جريمة تارانت، بالقول: "هذا القاتل الذي قام بفعلة لا علاقة لها بالإنسانية، لماذا بعدما فعل ما فعل، وحين حاولت الشرطة إلقاء القبض عليه، لم يدخل معهم في اشتباكات أو يقاوم اعتقاله وهو المدجج بالسلاح؟ وهو ما أوضحته رئيس وزراء نيوزلاندا والتي أكدت أن تارانت بالفعل كان في سيارته العديد من الذخيرة والأسلحة، ولم تكتف بذلك، وإنما قالت: إن "السفاح كان لديه بالفعل نية لمهاجمة مزيد من الأشخاص بنية قتلهم"، أي أن السفاح لم يكن ينوي التوقف بعد تنفيذه للمجزرة في المسجدين.

وتابع أوراك أوغلو: "على الرغم من وجود هذه الكمية من الأسلحة في السيارة، فقد يكون القاتل الذي ارتكب مذبحة قد تصرف وفقا للتعليمات التي صدرت له بعدم التعامل مع الشرطة، وعليه فمن المحتمل أن يكون هذا المهاجم لديه ارتباط وعلاقة مع عنصر أو عناصر داخل أو خارج البلاد".

وفي هذه الزاوية، رأى الكاتب أنه من المحتمل أن يكون هناك العشرات من الأشخاص فقط لأنهم مسلمين، مهددين بالقتل وهذا يعني أنه ربما يكون قد تعاون مع الشرطة وبعض المسؤولين في الدولة.

 كما يرى أوراك أوغلو، أن الإجراءات التي اتخذت قبل وبعد الحادثة وحتى أثناءها، وخاصة أثناء القبض على القاتل، تؤكد أنه تلقى مساعدة من الشرطة وبالنسبة له "فإن عملية إلقاء القبض على القاتل هي مسرحية واضحة".

ويتابع الكاتب، لقد ذكرت قوات الأمن النيوزلندية أن القاتل لم يكن عنيفا أو مشتبها أو مقيدا في سجلات المجرمين "سوابق" لكن هذه التصريحات لم تكن مقنعة، لا سيما وأن الرجل بث جريمته على الإنترنت، وأرسل رسائل مشفرة للمسلمين عبر الإنترنت لأيام سبقت تنفيذه للجريمة، وكتب رموزا على سلاحه تطلب تفسيرها ومعرفة معناها، كما أنه وقبل المذبحة، كان قد نشر الرسائل والصور التي أشاد فيها بالعنف الموجه ضد المسلمين.

"العملية لم تكن عشوائية"

وأشار الكاتب إلى أن "المذبحة لم تكن عشوائية، لقد كتب الرجل ما كتب قبل يومين من تاريخ تنفيذه للمذبحة، وذكر رموزا وتواريخ قديمة، وفيها من الحقد والكره للإسلام الشيء الواضح، حتى أنه كتب على فيسبوك باسم مستعار"، سأهاجم المحتلين وأبث الهجوم على "فيسبوك".

وتساءل أوراك أوغلو، إنه "على الرغم مما كتبه القاتل قبل نحو أسبوع من تنفيذه للعملية ونشر صورا وتهديدات وغيرها، لماذا لم تتمكن قوات الأمن أو المخابرات النيوزلندية من منع تنفيذه للمذبحة، أو على الأقل استجوابه ومعرفة ما الذي يخطط له؟ هل يمكن اعتبار ذلك ضعفا في القدرات الأمنية مثلا؟ ضعف في التحليل والوصول الى الجريمة قبل حدوثها؟ لماذا كان القاتل محصنا لهذه الدرجة على الرغم من أنه خطط ونفذ عمليته بهوية واضحة؟

الجواب واضح، يقول الكاتب: "لم تكن هذه المذبحة عملا فرديا بل عملا منظما"، ويضيف من المستحيل أن يكون التنفيذ هنا مجرد عمل لشخص متوسط أو محدود الذكاء إنه عمل خارق الذكاء ومخطط له بعناية.

وشدد أوراك أوغلو، قائلا: "نعم، لا يمكن أن يُفهم الأمر على غير ذلك، بث المذبحة على الإنترنت مباشرة، ووصف المسلمين بأنهم محتلين يؤكد هذا الاستنتاج".

القاتل الحقيقي من؟

أجاب الكاتب أوراك أوغلو على هذا السؤال بقوله: "من لم يدن هذه العملية ولم يرها مذبحة فهو القاتل الحقيقي وهو المدبر لها".

يعد نشر صور 50 من المسلمين الأبرياء الذين تم ذبحهم أمرا مهما، في أن الدول الإمبريالية المحرضة منفتحة بهدف خلق حرب بين الأديان من خلال تهديد جميع مسلمي العالم وتهديد السلم العالمي.

وتماما مثل القاتل الذي نفذ المذبحة، نرى أن الدول التي تشكل القوة العظمى والهيمنة العالمية لا تحاول إخفاء نفسها أو الجرائم التي قامت وتقوم بها كما فعلت في الماضي.

ولفت الكاتب إلى أن ترامب والمملكة  البريطانية، وأستراليا، وحتى نتنياهو وغيرهم، لم يدينوا المذبحة التي راح ضحيتها 49 مسلما ما يعني أنهم يشجعون ويدعمون مثل هذه الجرائم. وأكد الكاتب أننا في حرب حقيقية ومفتوحة ضد الإسلام والمسلمين من أشخاص يرتدون ملابس عادية.

"تركيا في عين العاصفة"

من المعروف، أن القاتل زار تركيا مرتين مكث في أحد زياراته أكثر من 40 يوما، وهو ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث ذكر أن القاتل زار إسطنبول عام 2016، وأكد أردوغان أن السلطات الأمنية ستبحث حول ذلك، وما هي الأماكن والأشخاص الذين التقى بهم؟ هذا إذا اخذنا في الاعتبار الأيدلوجية التي يتبعها وهي تجمع بين (الإنجليين والمحافظين الجدد والصهيونية).

وربط الكاتب، بين ما كتب من هجوم على الدولة العثمانية وتركيا وذكره لبعض التواريخ والشخصيات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتاريخ التركي، وجهود الرئيس أردوغان في جميع القضايا المظلومة وخاصة القضية الفلسطينية.

وأكد أوراك أوغلو أن "أردوغان عمل كثيرًا من أجل الدفاع عن فلسطين والقضية الفلسطينية وحارب بشكل قوي في المحافل الدولية؛ عملية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها أي القدس عاصمة لإسرائيل.”

وعلى حد رأي الكاتب، فإن هذه الهجمة تأتي مكملة للجهود الأمريكية والإسرائيلية في الهجوم الشرس التي يشنه الطرفان على الرئيس التركي أردوغان ،وتلك الادعاءات "السمجة" التي تقول بأن لهم حق في إسطنبول وآيا صوفيا، حيث كانت هذه الادعاءات استفزازا واضحا.

وأردف: لقد استخدم نتنياهو مصطلح " القسطنطينية" بدلا من إسطنبول حين وصفها بأنها "قلب الدنيا" وهذا ليس شيئا غريبا على نتنياهو، فالذين لم يدينوا هذه المذبحة ويرتكبون جرائم ضد الإنسانية، هم المحرضون والجناة الرئيسيون وراء هذه المذبحة.

وزاد الكاتب قائلا: فالهدف هنا هو نشر الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين على الإرهاب، ونشر الهجمات على أوروبا والعالم تمهيدًا لحرب "هرمجدون" وهي معركة ينتظرها كثير من النصارى، سوف تتوج بعودة المسيح الذي سيحكم بعودته على جميع الأحياء والأموات على حد سواء.

وخلص أوراك أوغلو في ختام مقاله بالقول: لقد أكد أردوغان في مراسم إحياء الذكرى الـ 104 للنصر في معركة جناق قلعة والذي وافق 18 آذار/مارس من 2019 الجاري، "تماما كما فعلنا قبل 104 سنة، لن نتردد يوما في أن ندفن في أرضنا أعداءنا، وأن نغرقهم في مياهنا" جاء أجدادكم على أقدامهم لكنهم عادوا في توابيتهم، وعليكم أن لا تشكوا في أنكم ستكونون مثل أجدادكم تعودون في توابيت، لن تكونوا قادرين على جعل القسطنطينية إسطنبول.