"بوبليكو": تمسك محمود عباس بالكرسي يعقد الوضع السياسي في فلسطين

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعد 16 سنة من توليه سدة الحكم، يتردد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن مهمة تعيين خليفة له. 

وبالتزامن مع تقدمه في السن، ازداد استياء الشعب من عباس، كما أن غالبية الفلسطينيين لا يؤيدونه. 

وقالت صحيفة بوبليكو الإسبانية: إن عباس، وبعد سنوات كثيرة من السلطة المطلقة، لم يوضح إلى الآن ما سيحدث عند انتهاء ولايته. 

التمسك بالعرش

كما يبدو في هذه المرحلة، وفق الصحيفة، فإن تنحي عباس عن العرش سيكون -حصرا- ناتجا عن الموت أو العجز. 

في الخامسة والثمانين من عمره، لا يزال الرئيس الفلسطيني متمسكا بكرسيه في رام الله، حيث نادرا ما يغادرها.

وأشارت الصحيفة إلى أن فترة ولاية عباس تميزت بالخضوع الكامل لإسرائيل والتعاون الوثيق مع جيش الاحتلال.

ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أن عباس يعرف جيدا أنه إذا أوقف الجنود الإسرائيليون الاقتحامات اليومية للضفة الغربية، فلن يستمر سوى بضعة أسابيع على الأكثر أو أشهر في رام الله.

وفي ذلك إشارة من الصحيفة إلى عدم الرضا الشعبي عن عباس الذي يمكن أن ينتج عنه مظاهرات حاشدة ضده قد تتطور إلى فلتان أمني كبير.

ونقلت الصحيفة أن عباس غير مهتم بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وهو لم يقمع المسلحين الفلسطينيين الذين يحاربون الاحتلال فقط، بل امتدت قبضته الحديدية إلى المعارضين بشكل عام.

ولم يكتف الرئيس بذلك، بل نفذ كل ما هو مناسب لإسرائيل في جميع الأوقات. وفي ظل الظروف الناشئة عن الاحتلال، أصبح عباس موظفا مطيعا لقوات الاحتلال.

كما تجاهل عمدا الإشارات التي تبرهن على أن إسرائيل تسعى فقط إلى ضم الضفة الغربية، من خلال تولي إدارة الاحتلال، ورفع الكثير من العبء عنها. 

ونوهت الصحيفة بأن إسرائيل تمضي قدما في مخططاتها الاستعمارية بمباركة الولايات المتحدة وأوروبا.

 وعلى وجه الخصوص، دعمت السياسة الأوروبية الكارثية تجاه الشرق الأوسط، التي أملتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمويل الاحتلال ونجحت في دفع عباس إلى تلك اللعبة الانتحارية.

وبهذه الطريقة، ما كان على إسرائيل أن تفعله، فعلته أوروبا والولايات المتحدة؛ وهو ما يخدم فقط مصالح إسرائيل وليس مصالحها الخاصة، وبدرجة أقل، مصالح الفلسطينيين.

وبدلا من تحمل العبء المدني للاحتلال، وهو ما يعتبر من واجباتها بموجب القانون الدولي، تستخدم إسرائيل فقط جنودها في الأراضي المحتلة دون أن تلوث أيديها أكثر من ذلك. 

وأسوأ من ذلك، ينفق الإسرائيليون مبالغ طائلة على توسيع مستوطناتهم على مرأى ومسمع الجميع، وخاصة عباس والولايات المتحدة وأوروبا، الذين يتقبلون ذلك بخنوع كما لو أنه أمر لا مفر منه.

صحة عباس

وفي هذا المناخ الذي تسوده التوترات، رددت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة أن عباس كان يعاني من مرض خطير، وحتى وصلوا للتكهن بأنه لن يعيش كثيرا. 

انتشرت هذه الأخبار، التي يبدو أنها دون أساس، على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تكهنات لا تنتهي.

وذكرت الصحيفة أن السلطات الفلسطينية أكدت من رام الله أن صحة الرئيس الفلسطيني جيدة. 

وعلى الرغم من أن الشائعات التي غمرت الشبكات الاجتماعية قد تراجعت، إلا أنها جاءت للتذكير بأنه لا توجد خطة للخلافة، وهو أمر يجب أن يثير قلق الجميع، ليس فقط الفلسطينيين ولكن أيضا الأميركيين والأوروبيين.

منذ وفاة ياسر عرفات عام 2004، لم يفرط عباس في سدة الحكم، مواصلا خدمة إسرائيل، دون أن يعين خليفة له، في إشارة إلى أنه مصمم على الاستمرار في مقر المقاطعة حتى الموت. 

ويتمسك بالحكم على الرغم من استطلاعات الرأي العديدة التي أشارت إلى أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين يريدون رحيله، نظرا ﻷن رئاسته كانت سلبية ولم تخدم مصالح الضفة الغربية وغزة. 

وأوضحت الصحيفة أن بعض المحللين يعتقدون أن تنحي عباس سيؤدي إلى اندلاع أعمال عنف ولن تتمكن أي جهة من تعويضه ببديل وفقا للشروط التي تمليها إسرائيل اليوم.

وعموما، تعد هذه الفكرة منطقية، نظرا لأن الخلفاء المحتملين سيواجهون وضعا أكثر تعقيدا، بسبب سياسات الولايات المتحدة وأوروبا خلال السنوات الستة عشر الماضية.

وفقا لصحيفة هآرتس العبرية، لا تريد إسرائيل أن ينظر إليها على أنها من يعين خليفة عباس. 

ومن هذا المنطلق، فهي تحاول إقناع دولة أخرى، تتلاعب بها إسرائيل، لاتخاذ خطوات من أجل إقناع عباس بضرورة تعيين خليفة يتطابق مع المواصفات التي تحددها وفقا لمصالحها. 

عموما، فإن هذا الدور يمكن أن تلعبه المملكة العربية السعودية أو مصر، وهما دولتان تطيعان إسرائيل بشكل أعمى، وفق الصحيفة الإسبانية.

المرشح المثالي

أوردت الصحيفة أنه في ظل هذا الجمود السياسي، طرحت العديد من الأسماء على الطاولة، لخلافة عباس. 

وعموما، فإن المرشح المثالي هو مروان البرغوثي، البالغ من العمر 62 عاما، الذي صنع حياته المهنية في حركة التحرير الوطني "فتح".

لكنه يقبع في سجن إسرائيلي منذ عام 2002، بعد أن حكم عليه بخمسة أحكام بالسجن مدى الحياة. 

تظهر استطلاعات الرأي أن البرغوثي هو السياسي الأكثر شعبية وجاذبية، فهو مؤيد لحل السلام.

لكنه يؤيد أيضا استخدام سلاح المقاومة حتى توافق إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة.

وأضافت الصحيفة أن المرشح الثاني هو رئيس الحكومة الحالي، محمد اشتية. 

ويعتبر اشتية، البالغ من العمر 63 عاما، سياسيا معتدلا، ومن المحتمل أن يواصل مهمة عباس، أي ألا يفعل شيئا دون التصريحات الفارغة، تقول الصحيفة.

أما مشكلته فتتمثل في أنه لا يتمتع بدعم كبير ويفتقر إلى الكاريزما والخصال المناسبة لتولي منصب الرئاسة. 

وأوردت الصحيفة أن المرشح الثالث هو محمد دحلان، وهو سياسي طموح يبلغ من العمر 59 عاما عمل في عهد عرفات ولكن رئيس فتح الحالي محمود عباس طرده بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. 

ومنذ عام 2011، عندما اتهمه عباس بالمشاركة في وفاة عرفات، عاش في منفى ذهبي في الإمارات العربية المتحدة، حيث يدير العلاقات التي تهمه. 

عموما، يعتبر دحلان بلا شك المرشح المفضل لإسرائيل، لكنه على الأرجح سيقود الفلسطينيين إلى حرب أهلية، وفق تقدير الصحيفة.