اخترقت أنظمة ووهان.. إعلام روسي: أميركا تقترب من كشف حقيقة انتشار كورونا

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

على الرغم من تفشي فيروس "كورونا"، بمدينة "ووهان" الصينية في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2019، فإن حقيقة انتشار تلك الجائحة التي أضرت بالعالم على مدار نحو عامين مازالت غامضة؛ لكن يبدو أنه لدى الاستخبارات الأميركية خبر جديد.

صحيفتين روسيتين نشرتا تقريرين مهمين عن دور المخابرات الأميركية في اكتشاف السر وراء انتشار فيروس كوفيد 19 "كورونا"، موضحة أنه يجري تحليل معلومات بشأن 22 ألف فيروس في مختبر "ووهان".

صحيفتا "غازيتا.رو" و"لينتا دوت رو" الروسيتين أشارتا إلى دور البرلمانيين الأميركيين في حث بلادهم على كشف أسباب انتشار كورونا ومطالباتهم الدائمة بكشف حقيقة تورط الصين في نشر الفيروس.

كما طرحت الصحيفتان التساؤل حول تأثير كشف الأسباب الحقيقية في مدى انتشار أو وقف هذا الوباء؟

الكاتب إيفان جوكوفسكي قال في مقاله بـ"غازيتا.رو": إن الاستخبارات الأميركية تدرس البيانات الوراثية عن الفيروسات من مختبر في مدينة "ووهان" الصينية.

ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأميركية ربما تتمكن أجهزة الاستخبارات من الوصول إلى هذه البيانات باختراق أجهزة الحاسوب بالصين.

22 ألف فيروس

ووفق حديث جوكوفسكي فإنه "لدى واشنطن الآن بيانات عن 22 ألف فيروس من هذا المختبر"، مشيرا إلى أن "النتائج الأولية تؤكد حصولهم على مجموعة بيانات كبيرة جدا".

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية فإن "أجهزة مخابرات واشنطن تقوم بتحليل المعلومات الجينية لـ22 ألف فيروس جرت دراستها في مختبر (معهد ووهان لعلوم الفيروسات)".

الصحفي الروسي أكد برغم أن "الصحفيين لا يقدمون معلومات دقيقة حول كيفية حصول المخابرات على هذه البيانات، إلا أنه يعتقد أنه يمكن الحصول على المعلومات باختراق أجهزة الحاسوب المرتبطة بأبحاث مختبر ووهان".

وكما ذكر الكاتب "تتطلب المجموعة الهائلة من البيانات الجينية للفيروسات، والملاحظات المتعلقة بها، والتي جرت صياغتها باللغة الصينية، تحليلا مطولا".

وذكر تقرير "سي إن إن" أن واشنطن لا تستطيع تقديم أي استنتاجات ملموسة حتى الآن".

جوكوفسكي جزم بأنه يجري الآن "التحقيق في البيانات التي حصلت عليها الاستخبارات في أجهزة الكمبيوتر العملاقة في الإدارات التابعة لمختبرات وزارة الطاقة الأميركية".

ونقل ملاحظة "سي إن إن"، عن أن "العمل يعوقه العثور على مترجمين للغة الصينية، والتحقق منهم على وجه الخصوص، نظرا لسرية الموضوع"، فيما "لم يتضح بعد متى يجري الانتهاء من هذا العمل بالضبط".

في نهاية الربيع، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: إن مخابرات بلاده "لم يكن لديها بيانات كافية للحكم على أصل فيروس كورونا سارس- CoV-2".

بايدن أصدر حينها تعليماته إلى هيئة الاستخبارات بمضاعفة الجهود لتحليل جميع البيانات المتاحة وإعداد تقرير جديد في غضون 90 يوما.

هل صنعها الإنسان؟

في 24 مايو/ أيار 2021، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مقتطفات من تقرير استخباراتي أميركي عن احتمال ظهور فيروس كورونا قبل شهرين من بدء الوباء العالمي".

إذ ادعت الصحيفة أن "ثلاثة موظفين في مختبر المعهد في ووهان طلبوا بتجهيز الإسعافات الطبية في حالة ظهور أعراض شديدة لمرض معد".

كما أشارت إلى أن "وثيقة المخابرات الأميركية احتوت على تفاصيل زيارات المرضى للمستشفيات".

واعتقدت حينها "وول ستريت جورنال" أن تقرير الاستخبارات الأميركي ربما يؤدي إلى تحقيق أوسع في فيروس كورونا وأنه "من صنع الإنسان".

لكن الجانب الصيني بدا حينها معارضا وجهة النظر هذه، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: إن "ما نشرته (وول ستريت جورنال) ليس صحيحا".

 وأكد أنه وفقا لبيان صادر عن "معهد ووهان لعلم الفيروسات"، أنه "حتى 23 مارس/ آذار 2021، لم يصب أي موظف في المعهد بعدوى فيروس كورونا".

الكاتب الروسي علق قائلا: "إذا كانت واشنطن واثقة في تصريحاتها، فليثبتوا ذلك".

جوكوفسكي طالب الأميركيين، بنشر أسماء هؤلاء العلماء، والمرض الذي أصيبوا به، وتساءل: إذا أثبتت إصابة ثلاثة علماء بفيروس كورونا في المختبر، فأين التقرير؟".

منظمة الصحة العالمية كانت صرحت في مايو/ أيار 2021، بأن "وجهة النظر التي تقول أن الأصل الحقيقي لفيروس كورونا من الخفافيش لا تزال جائزة".

واعترف كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، أنتوني فوسي، بأن "المعاهد الوطنية الأميركية للصحة (NIH) خصصت 600 ألف دولار لمختبر ووهان في الصين لدراسة فيروسات الخفافيش التاجية".

لكن فوسي، نفى ذلك بشكل قاطع في وقت لاحق، مؤكدا أنه جرى "استخدام هذه الأموال لتحسين الخصائص الوظيفية للفيروسات، على سبيل المثال، زيادة القدرة على الانتقال من شخص لآخر".

الكاتب الروسي أوضح أن كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض "اعترف بأنه لا توجد ضمانات بأن العلماء الصينيين لم يستخدموا هذه الأموال لتجربة فيروس كورونا".

لكن رئيس لجنة تحقيق سابق في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد آشر، الذي كان يحقق في أصل كورونا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قال: إنه من "الحماقة تصديق" أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل بشكل طبيعي من الحيوانات إلى البشر.

آشر، ذكر حينها أن معهد ووهان لعلم الفيروسات كان مركزا للعلوم البيولوجية التركيبية في الصين، وأنهم "بدؤوا بعض الأشياء الصعبة للغاية المتعلقة بما يسمى بأساليب زيادة الوظائف".

تسريب كورونا

في 2 أغسطس/ آب 2021، قدم أعضاء مجلس النواب من الحزب الجمهوري الأميركي أدلة على تسرب فيروس كورونا من مختبر ووهان.

عضو مجلس النواب مايكل ماكول نشر النص الجمهوري البارز للجنة الشؤون الخارجية.

وبحسب صحيفة "لينتا دوت رو"، الروسية أصبحت "وثيقة ماكول" الجزء الثالث من التحقيق في أصل فيروس كورونا.

وأكدت أنه "جرى تجميع التقرير الاستخباراتي على أساس البيانات المجمعة من المصادر المفتوحة والأدلة الواقعية".

 ووفقا لما يعتقده السياسيون الأميركيون فإن فيروس كورونا انتشر في جميع أنحاء العالم نتيجة لتسريب من معهد ووهان لعلم الفيروسات. 

وفي هذا الصدد، دعا الجمهوريون سلطات بلادهم إلى محاسبة الصين.

ماكول طالب الكونجرس الأميركي بفرض عقوبات على علماء من مختبر ووهان، وكذلك على ممثلي الحزب الشيوعي الصيني.

وترتب عن تسريب فيروس كورونا ردود فعل متباينة، إذ يعتقد بعض مسؤولي الصحة أن مثل هذا التحقيق هو خطوة مهمة في مكافحة الجائحة.

في الوقت نفسه، يعتقد خبراء آخرون أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات لا لبس فيها حول أصل كورونا.