مركز إسرائيلي: دول الخليج لم تعد تخشى التطبيع مع تل أبيب.. كيف؟

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع "مركز القدس للشؤون العامة" الإسرائيلي، مقالا للصحفي يوني بن مناحم، تحدث فيه عن عدم خشية دول الخليج من التطبيع مع إسرائيل في الوقت الحالي، وأنها باتت تروج لها بصورة بطيئة تتزامن مع "صفقة القرن" التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال بن مناحم في مقاله: إن "دول الخليج لم تعد تخشى التطبيع مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن "دولة الإمارات قدمت لإسرائيل فرصة مهمة للتطبيع".

"إكسبو دبي 2020"

وأوضح الكاتب، أن "الدولة الخليجية وافقت على استضافة إسرائيل في معرض إكسبو 2020 في أكتوبر/تشرين الأول، رغم قرارات القمة العربية والمعارضة الفلسطينية".

ومضى بن مناحم، يقول: "انتشرت أخبار مشاركة إسرائيل في معرض إكسبو 2020 الدولي، الذي سيقام في دبي في أكتوبر/تشرين الأول، كالنار في الهشيم في العالم العربي مع اقتراب الكشف عن تفاصيل صفقة القرن".

وتابع: "في المعرض، ستعرض إسرائيل إنجازاتها في مجالات المياه والطب والتكنولوجيا والمعلومات، مع إبراز روح الابتكار الإسرائيلي".

واستطرد الكاتب قائلا: "يتتبع معارضو الخطة الأمريكية الجديدة - وفي مقدمتهم الفلسطينيون والسلطة الفلسطينية وحماس - كل علامات التطبيع العلني بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة من أجل إدانتها". وأشار إلى أن الدور قد حان على الإمارات في الوقت الحالي.

وأردف: "تنشر إسرائيل علنا ​​وبفخر مشاركتها القادمة في حدث دبي، حتى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر بيانا أشاد فيه بمشاركة إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا تعبير آخر عن مكانة إسرائيل المتصاعدة في العالم وفي المنطقة".

وبيّن الكاتب: "ردا على ذلك، أصدرت حماس بيانا وصفت فيه مشاركة إسرائيل في دبي بأنها تطور خطير. وطالب المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهاري، الإمارات بعدم السماح بذلك؛ لأنها تشجع الجرائم الإسرائيلية وتشكل انتهاكا لقرارات القمة العربية الأخيرة في تونس".

كذلك احتجت السلطة الفلسطينية على مشاركة إسرائيل في المعرض. وقال نبيل شعث، مستشار الشؤون الدولية لرئيس السلطة الفلسطينية، إن السلطة الفلسطينية ستثير المسألة رسميا مع الإمارات، وأن السماح لإسرائيل بالمشاركة يعني انتهاك قرارات وزراء خارجية جامعة الدول العربية والاستهزاء بالموقف الفلسطيني. وأكد شعث أن التطبيع مع إسرائيل خطأ جسيم لأي دولة عربية.

تطبيع سرّي

وحول منهجية دول الخليج للتطبيع، قال بن مناحم: إنه "خلال الشهرين الماضيين، بدأت عملية التطبيع السرّي بين إسرائيل ودول الخليج في الظهور جنبا إلى جنب مع عملية صياغة صفقة القرن. ومن المفترض أن يكون التطبيع المفتوح جزءا لا يتجزأ من تلك الصفقة".

وأوضح أن "إسرائيل بدأت في المشاركة علنا في الأنشطة الرياضية والثقافية في الدول العربية بما في ذلك الإمارات وقطر وعمان والبحرين"، مضيفا: "لا ننسى في هذا السياق الزيارة الرسمية لنتنياهو إلى سلطنة عمان في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي".

وأشار الكاتب إلى أن "إحدى الدول التي تجنبت استضافة الوفود الإسرائيلية علانية هي السعودية. ومع ذلك، فإن العالم العربي على يقين من وجود علاقات دبلوماسية وأمنية وثيقة للغاية بين إسرائيل والقصر الملكي السعودي من وراء الكواليس، وأن هذه العلاقات ستنشر علنا في اللحظة التي يصبح فيها ذلك ممكنا بالنسبة للسعودية، مما يدل على حساسية عالية للقضية".

ورأى بن مناحم أنه "لا يبدو أن الإمارات غاضبة بشكل مفرط من الإدانات الفلسطينية والاحتجاج على مشاركة إسرائيل في إكسبو 2020".

وأضاف "في مارس/آذار الماضي، دعا أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إلى فتح العالم العربي تجاه إسرائيل، وقال إن العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل يجب أن تخضع لتغيير لتحقيق تقدم نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

ولفت الكاتب إلى أن "البعض في العالم العربي يرى في هذا قبولا للموقف الإسرائيلي المتمثل في أن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية لا يجب أن يعتمد على التوصل إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية دائمة، وأن العلاقات يجب أن تتطور بشكل طبيعي، لأن إسرائيل ليس لديها صراع مع أي دولة عربية كما أن لديها معاهدات سلام مع الأردن ومصر".

تجاهل الجامعة العربية

وبخصوص قرارات الجامعة العربية التي تحظر التطبيع، قال الكاتب: إن "الإمارات تجاهلت قرارات جامعة الدول العربية التي تحظر التطبيع المفتوح مع إسرائيل وكذلك قرارات القمة العربية".

وأضاف: "دول الخليج الأخرى تتحرك في نفس الاتجاه. إنهم يعلمون أن هذه القرارات بلا أسنان، وأن اهتمامهم بالتعاون مع إسرائيل ومؤيديها، الولايات المتحدة، هو أكثر أهمية بكثير بالنظر إلى المخاطر التي تشكلها عليهم إيران وتنظيم الدولة".

ونوه الكاتب إلى أن "كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية يرون المواقف الإيجابية للإمارات تجاه إسرائيل في دعمها الهادئ، ودعم المملكة العربية السعودية السري لصفقة ترامب للقرن - على الرغم من التصريحات العلنية للدولتين ودعمهما الظاهر لمبادرة السلام العربية بدلا من صفقة ترامب".

وأردف: "احتلت الخلافات بين دولة الإمارات من جهة والفلسطينيين وبعض الدول العربية من جهة أخرى مكان الصدارة في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في 21 أبريل/نيسان 2019".

وأوضح بن مناحم: "كانت دولة الإمارات تضغط علانية أكثر من أي دولة عربية أخرى للتطبيع الصريح مع إسرائيل".

وواصل حديثه قائلا: "يزعم مسؤولو السلطة الفلسطينية أن دولة الإمارات حصلت على ضوء أخضر من السعودية، التي تريد تحفيز الرئيس ترامب، وأن العمل الأساسي قد تم وضعه لمرحلة أكثر تقدما حيث ستكون إسرائيل الصديق القوي للدول العربية ضد الخطر الإيراني".

وبحسب الكاتب، يقول هؤلاء المسؤولون الفلسطينيون إن "الطاولات قد انقلبت"، مشيرا إلى أن "الوضع الإقليمي قد تغير لصالح إسرائيل، وتعتبر دول الخليج الآن الفلسطينيين والمشكلة الفلسطينية عقبة كبيرة أمام إقامة علاقات أوثق مع إسرائيل وإدارة ترامب".

خطر إيران يدفعهم

ويرجع بن مناحم عدم خشية الدول العربية من التطبيع إلى أنه "بسبب الخطر الإيراني، تغلبت بعض الدول العربية على عقبة الخوف التي شكلها الفلسطينيون، ولم تعد ترى التطبيع المفتوح مع إسرائيل يمثل مشكلة كبيرة".

ولفت الكاتب إلى أن "الحكام العرب يحترمون السلطة ويرغبون في دعم إسرائيل وإدارة ترامب".

واختتم بن مناحم حديثه بالقول: "إنهم يرون، من ناحية، كيف تهاجم إسرائيل الترسيخ العسكري الإيراني في سوريا بدعم كامل من الولايات المتحدة وحتى بتنسيق معين مع روسيا، ومن ناحية أخرى، يرون سياسة محمود عباس الرافضة تجاه أي حل وسط مع إسرائيل بينما حماس و الجهاد الإسلامي يقومان بتحويل قطاع غزة إلى معقل إيراني".