"نورد ستريم 2".. هكذا تحولت الاتفاقية مع روسيا إلى ورقة انتخابية بألمانيا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "غازيتا.رو" الروسية عن اتفاقية نورد ستريم 2 الجدلية بين برلين وموسكو، وعن المرشح الجديد لمنصب رئاسة الوزراء في ألمانيا وعن الانتخابات البرلمانية والأحزاب المرشحة فيها، وموقف المستشارة أنجيلا ميركل من ذلك.

ووفقا لمقالة نشرتها الصحيفة لألكسندر أختيركو، قال رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت: إن الاتفاقية الألمانية الأميركية بشأن نورد ستريم 2 تنص على إمكانية تحميل روسيا مسؤولية الأنشطة المدمرة إذا استخدم المشروع كسلاح جيوسياسي، لا سيما ضد أوكرانيا.

كما حذرت موسكو من أي "أعمال عدوانية أخرى" ضد كييف.

التلويح بالعقوبات

وهدد “أرمين لاشيت” روسيا بعقوبات تصل إلى إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 2، إذا ما تم استخدام هذا المشروع ضد أوكرانيا أو أي "أعمال عدوانية أخرى" ضدها. 

وصرح بذلك المرشح لمنصب المستشارة الألمانية في مقابلة مع صحيفة رزيكزبوسبوليتا البولندية.

وقال: "إذا ارتكبت روسيا مرة أخرى إجراءات عدوانية ضد أوكرانيا، فإن ألمانيا ستتخذ إجراءات على الصعيد الوطني وستدعو إلى فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي بأكمله". 

على حد قوله، بهذه الطريقة سيكون من الممكن منع "استخدام روسيا خط أنابيب الغاز كسلاح جيوسياسي". 

لاشيت أشار أيضا إلى أن "أمن أوكرانيا يجب أن يكون من أولويات السياسة الخارجية الألمانية".

وقال: إن "الاتفاق الألماني الأميركي بشأن نورد ستريم 2 (لفرض عقوبات على روسيا وتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا) يوفر لنا أداة يمكننا من خلالها بشكل مشترك تقديم موسكو للعدالة بسبب أنشطتهم التدميرية".

وتابع لاشيت: "من المهم أيضا أن نوضح لروسيا أننا لا نقبل انتهاكها القانون الدولي  أو حقوق الإنسان في بلدها، أو مهاجمتها الديمقراطية الغربية باستخدام وسائل مختلطة".

نشرت الولايات المتحدة وألمانيا في 21 يوليو/تموز 2021 اتفاقية بشأن نورد ستريم 2. 

وعلى وجه الخصوص، أقرت واشنطن بأنها لن توقف تنفيذ العقوبات (ضد موسكو)، وتعهدت برلين بالسعي لتمديد عبور الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا.

وبحسب الكاتب، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن واشنطن احتفظت بحقها في اتخاذ إجراءات في حال "استخدام روسيا للطاقة كسلاح جيوسياسي في أوروبا" و "عدوانها على أوكرانيا". 

وصرحت روسيا مرارا وتكرارا بأنها لم تستخدم أبدا موارد الطاقة كأداة للضغط.

يشمل مشروع نورد ستريم 2 بناء سلسلتين من خط أنابيب الغاز من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، وإن القدرة الاستيعابية لكل منهما 27.5 مليار متر مكعب في السنة. 

وسيضاعف خط أنابيب الغاز الجديد سعة نورد ستريم 1، والذي سيتكرر مساره إلى حد كبير. فوفقا لبيانات المشغل، اكتمل نورد ستريم 2 بنسبة 99 بالمئة إلى الآن.

الانتخابات في ألمانيا

ستجري الانتخابات البرلمانية في ألمانيا في 26 سبتمبر/أيلول، حيث سيكون للحزب الفائز الحق في تشكيل أغلبية مسؤولي الحكومة، ويترأسها زعيم قائمتها بالتشكيل الناجح لمجلس الوزراء.

لم تعلن رئيسة الوزراء الحالية "أنجيلا ميركل" عن ترشحها، بل نيتها ترك المحيط السياسي. 

وبعد يومين من هذا البيان، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعلنت وسائل الإعلام أرمين لاشيت كخليفة محتمل لميركل. 

لاشيت هو رئيس وزراء ولاية نوردراين فيستفالن. في 16 يناير/كانون الثاني 2021، جرى انتخابه رئيسا للاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وفي 11 أبريل/نيسان، أعلن رسميا عن ترشيحه لمنصب المستشار إذا فاز في الانتخابات. 

في 20 أبريل/نيسان، دعم مجلس الاتحاد المذكور لاشيت كمرشح لمنصب مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية.

ذكر الكاتب أن لاشيت يدعو إلى استمرار بناء نورد ستريم 2، ولكن في 21 يونيو/حزيرام 2021 ، قال: إن "المشروع يمكن أن يتوقف إذا استخدمته روسيا كسلاح جيوسياسي ضد أوكرانيا". 

كما أدان لاشيت بشدة تسميم واعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني (من قبل السلطات الروسية).

ووفقا له، فإن روسيا هي خصم ألمانيا في العديد من القضايا، لكن حل عدد من المشاكل الدولية ممكن فقط بمشاركة موسكو.

وأشار لاشيت إلى أنه في العلاقات مع روسيا، سيتواصل المسار الذي سلكته ميركل والاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من حقيقة أن لاشيت يعتبر نفسه سياسيا مؤيدا لأوروبا، فقد أدلى بتصريحات مؤيدة لروسيا أكثر من مرة، والتي غالبا ما تعرض لانتقادات بسببها. 

على وجه الخصوص، بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، انتقد "شيطنة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفا انتقاده بأنه مناهض لشعبية بوتين.

 في الوقت نفسه، يؤيد لاشيت تقوية الاتحاد الأوروبي وزيادة حصة الإنفاق العسكري للدول الأعضاء فيه إلى 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

فرص الفوز

يتمتع "أولاف شولتز" النائب الحالي لمستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية ووزير المالية والمرشح لمنصب رئيس الحكومة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (اس بي دي) بدعم انتخابي أكثر من لاشيت، قبل شهرين من انتخابات البوندستاغ.

يأتي هذا في أعقاب استطلاع أجراه معهد يوجوف لعلم الاجتماع في الفترة من 23 إلى 26 يوليو/تموز.

وبحسب الاستطلاع، إذا أجريت انتخابات رئيس الوزراء بالتصويت المباشر، فإن شولتز سيحصل على 20 بالمئة من الأصوات. 

في نفس الوقت سيحظى لاشيت بتأييد 15 بالمئة من الناخبين.

في المركز الثالث  يود 13 بالمئة من الناخبين التصويت لرئيسة حزب الخضر "أنالينا بيربوك".

وعلق الكاتب أختيركو أنه في الوقت الحالي، يمثل "حزب الخضر" نسبة (21 بالمئة) من البرلمان، فهو أقل شعبية من كتلة الاتحادات الاجتماعية المسيحية الديمقراطية التي تمثل نسبة (26 بالمئة).

ويحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي المرتبة الثالثة بنسبة  (16 بالمئة)، وفقا لنتائج دراسة أجراها معهد فرصة لدراسة الرأي العام

سيضم البرلمان الاتحادي "البوندستاغ الجديد" 739 عضوا.

وبالتالي ستحتاج أي من القوى السياسية الرئيسة إلى الدخول في ائتلاف مع فصيل أو آخر لتشكيل حكومة.

كما أضاف الكاتب أن تصريحات لاشيت حول روسيا يتم تفسيرها خلال المرحلة النشطة من الحملة الانتخابية، حيث يسعى السياسي إلى تسجيل نقاط سياسية بكل الوسائل.