إعلام عبري: حماس مصممة على حماية القدس وتنتظر الوقت المناسب

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ترى وسائل إعلام عبرية أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قررت التصعيد التدريجي ضد إسرائيل للضغط عليها للإسراع في المحادثات بشأن إعادة إعمار القطاع وإنجاز صفقة تبادل الأسرى.

وأكدت مصادر في قطاع غزة أن معادلة "غزة- القدس" ما زالت قائمة، وأن رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة يحيى السنوار، يبحث عن التوقيت المناسب لتطبيقها.

تصعيد تدريجي

وأشار موقع "نيوز ون" الأمني العبري إلى أنه بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي الذي مر على قطاع غزة، استأنفت المنظمات الفلسطينية "عملياتها" ضد إسرائيل في نهاية عيد الأضحى.

وأطلقت مجموعات مقاومة بالونات حارقة على مستوطنات غلاف غزة مما أدى إلى حرق عدة حقول في الأراضي المحتلة. وردت إسرائيل بتقليص مساحة الصيد في بحر قطاع غزة إلى ستة أميال.

وفي 25 يوليو / تموز، هاجمت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أهدافا لحماس في قطاع غزة, وكان هذا السيناريو متوقعا من قبل الجيش.

وأفادت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حماس وحزب الله في 26 يوليو/تموز أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قررت تركيز الضغط على إسرائيل على طول الحدود في الأيام المقبلة للإسراع في المباحثات التي تجري في القاهرة حول كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية المرتبطة بالقطاع.

وأكد الموقع العبري بحسب التقرير أن التصعيد مع إسرائيل سيكون تدريجيا، حيث سيبدأ بإطلاق بالونات حارقة على المستوطنات القريبة من قطاع غزة، ثم ينتقل إلى مواكب على طول الحدود على شكل "مسيرات العودة" التي بدأت عام 2017 واستمرت حوالي عام ونصف.

وتتخوف الفصائل من أن يؤدي إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الأراضي المحتلة الآن إلى تصعيد كبير ويبدو أنها تفضل القيام بنشاط منخفض الكثافة، بحسب التقديرات الإسرائيلية.

وتواصل إسرائيل إغلاق المعابر مع قطاع غزة وتمنع استيراد المواد الخام ومواد البناء. وتنص السياسة الإسرائيلية على أن إعادة إعمار قطاع غزة مشروط بإحراز تقدم في إعادة الأسرى الأربعة الذين تحتجزهم حماس.

وبحسب ما أفادت مصادر في حركة حماس, فإن الفرق الهندسية التابعة للجيش المصري تواصل إزالة ركام الحرب (مايو/أيار 2021)، وستستغرق الإزالة قرابة شهر، لكن تاريخ البدء ببناء المنازل المدمرة ما زال في الضباب. 

ولفت الموقع العبري إلى أن مصادر في حماس تقول: "مخطئ كل من يظن في إسرائيل أن عملية سيف القدس انتهت".

وبشكل عام يقولون في حماس: إنهم في مرحلة "استراحة المحارب" وأن الحملة التي بدأت ردا على الانتهاكات في القدس ما زالت مستمرة.

ويقول موقع "نيوز ون": "في هذا السياق شاهدنا إطلاق صاروخين من جنوب لبنان ردا على صعود اليهود إلى الحرم القدسي في التاسع من شهر أغسطس/آب، فحماس لا تعترف رسميا بأنها بادرت إلى إطلاق النار".

ولكن في الأراضي الفلسطينية يعتبر الفلسطينيون أن هذا أمرا واقعا وحماس هي من نسقت لذلك، والتفسير المقدم على ذلك هو أن يحيى السنوار لم يكن يريد إفساد عيد الأضحى لسكان قطاع غزة الذين تعرضوا للقصف في عيد الفطر.

لذلك أطلقت الصواريخ من جنوب لبنان وليس من قطاع غزة. وبالنسبة ليحيى السنوار فإن هذا كان من إحدى إنجازاته في الحرب الأخيرة كما يمكنه فتح عدة جبهات ضد إسرائيل في نفس الوقت، وفق الموقع.

إشعال المنطقة

وأشار المحلل الأمني "يوني بن مناحيم" إلى أن مصادر في حماس أكدت أن الحركة لن تتجاوز الصعود الجماعي لليهود إلى الحرم القدسي في التاسع من شهر أغسطس/آب.

فالسنوار ينتظر الفرصة المناسبة لإعادة إشعال المنطقة على خلفية الأحداث في القدس أو الحرم القدسي لإعادة التأكيد على معادلة "غزة - القدس".

وتشجع حماس بقوة ما حدث داخل الأراضي المحتلة خلال المواجهة الأخيرة، حيث نجحت في إشعال مواجهات هناك بين العرب واليهود.

وترى الحركة أن السلام على الأرض الآن هش لكن أي حادثة تتعلق بانتهاك الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف أو شرق القدس يمكن أن تعيد إشعال المنطقة من جديد.

 ويسعى السنوار لإتاحة الفرصة لإعادة طرح القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية. ويشعر الفلسطينيون بالتشجيع بسبب مقاطعة شركة المثلجات الأميركية "بن آند جيريز"  للمستوطنات.

 وأيضا يشعر الفلسطينيون بتحقيق إنجاز كبير بسبب التطورات في الرأي العام الأميركي لصالحهم، وفق الموقع.

ويرى أن حماس تبحث عن الفرصة المناسبة للهجوم إذا ارتكبت إسرائيل خطأ كبيرا بحق الفلسطينيين في شرق القدس والتي يمكن أن تستفيد منها مرة أخرى. 

وعلى صلة، أشارت صحيفة معاريف العبرية الى أن ما يقرب من شهرين مرا منذ انتهاء عملية "حارس الجدار" في قطاع غزة.

وتقول: "غزة مشكلة معقدة، وعلى الأقل في هذه المرحلة يبدو أن العملية الأخيرة هي مجرد فاصلة صغيرة، حيث ما يزال الجيش يعقد اجتماعات لاستخلاص الدروس والاستعداد للحملة القادمة الوشيكة بالفعل".

وترى أنه "بعد العملية الأخيرة أصبح الجيش مطالبا بخطط جديدة - وبعد مرحلة جمع الأهداف وتجديد إجراءات المعركة - من المتوقع أن تعلن القيادة الجنوبية عن استعدادها للمستوى A (لم يتم تحديد ماهيته)، وهو في الواقع أكثر كثافة بكثير من العملية السابقة".

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن غزة كالعادة، يجب ألا تكون في قلب الأمور بالنسبة لإسرائيل, وبالتأكيد ليس التهديد الرئيس ولا الأخطر ولا حتى على الساحة الفلسطينية.

ومن بين العديد من الاعتبارات "كانت القيادة في إسرائيل تفضل إزالة الاحتلال الرئيس من قطاع غزة (البقاء في المستوطنات التي انسحبت منها عام 2005) من جدول أعمالها، ولكن كما هو الحال دائما فإن احتمال التصعيد في القطاع هو الأكثر أهمية بالنسبة للمؤسسة الدفاعية".

وتعتقد الصحيفة أنه "يجب أن يكون التركيز أيضا على إيران وبرنامجها النووي والأسلحة التي ترسلها عبر الشرق الأوسط".

وأشار المحلل العسكري "تال ليف رام" إلى أن قضية دراماتيكية أخرى "تتعلق بجارتنا في الشمال"، في إشارة إلى لبنان.

وعرض وزير الجيش بيني غانتس مساعدة إنسانية للبنان، لكن مثل هذه الخطوة غير ممكنة حتى لو كان هناك عنوان للنظام الحالي في البلد، وبالتأكيد ليس في الفوضى الحكومية الحالية.

وفي ظل الوضع اللبناني المرهق فإن صاحب الكلمة هو من يملك القوة العسكرية، وبالنسبة لإسرائيل فإن الخطر المباشر هو أن حزب الله وإيران سيعمقان سيطرتهما على لبنان أكثر.

بالإضافة إلى ذلك يجب على مؤسسة الجيش أن تنظر في احتمال أن "يدير حزب الله صمامات الضغط في اتجاه إسرائيل إذا ما تدحرجت الأوضاع".