تخريب العلاقات.. إعلام عبري: هذه سياسة روسيا الجديدة في سوريا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أفاد موقع عبري بأن روسيا أوضحت لإسرائيل علانية أنها غير راضية عن هجمات سلاح جوها في سوريا، وأن "الوضع قد تغير"، رغم مواصلة التنسيق العسكري بينهما.

ونقل موقع "نيوز ون" عن مصادر سياسية في إسرائيل قولها: إن "تل أبيب ستواصل العمل ضد المؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا".

قواعد اللعبة

وأشار "نيوز ون" إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تحدثا هاتفيا مطلع يوليو/تموز 2021، وناقشا القضايا الأمنية والسياسية، بما في ذلك مسألة الأسرى الإسرائيليين الأربعة المفقودين في قطاع غزة".

وشكر بينيت بوتين على حفاظ روسيا "على أعلى درجة من الاستقرار الإقليمي في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على تحديد اجتماع فيما بينهما وعقده قريبا".

وكانت التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن العلاقات سابقا كانت جيدة بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، وأنها ستستمر مع بينيت بناء على المصالح المشتركة للبلدين.

ومع ذلك يبدو أن "موسكو خائفة من أن النشاط العسكري الإسرائيلي بسوريا سيؤثر على مصالحها، وهي على وشك تغيير قواعد اللعبة التي كانت متبعة في النشاطات الجوية الإسرائيلية ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وضد نشاط حزب الله في سوريا وضد مشروع الصواريخ الدقيقة"،  وفق "نيوز ون".

ولفت الموقع العبري إلى أنه في 24 يوليو/تموز 2021، نشرت وزارة الدفاع الروسية رسالتين منفصلتين فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية، والتي كانت إحداها في حلب والأخرى في منطقة القصير التابعة لحمص.

وبعد ذلك خرج الجنرال الروسي فاديم كوليت، في لقاء أجراه مع صحيفة "الشرق الأوسط" وأطلع الصحيفة على أن أنظمة الدفاع الجوي في بلاده "ساعدت في إحباط هجمات سلاح الجو الإسرائيلي في هذه المناطق".

وأبلغ كوليت الصحيفة أنه في محادثات القمة في "زنبا" 16 يونيو/حزيران 2021 بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره بوتين أوضحت الولايات المتحدة بأنها "تعارض استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا، وأن هذا الاعتراض أجبر موسكو على الخروج والإعلان بوضوح أنها ضد جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية التي تهاجم سوريا".

حرب نفسية

وتساءل الموقع العبري، "هل هذه التقارير صحيحة أم أن هذه حرب نفسية روسية تهدف إلى تخريب علاقات إدارة بايدن مع الحكومة الجديدة في إسرائيل، فيما يتعلق بالنشاط الإسرائيلي في سوريا؟"، زاعما أنه "من المحتمل أن نرى توضيحا لتلك الأمور في الاجتماع المتوقع بين بايدن وبينيت في البيت الأبيض".

وأوضح كوليت، وهو نائب مدير المركز الروسي للمصالحة بين الفصائل  المختلفة في سوريا لوكالة الأنباء  "تاس" في 24 يوليو/تموز 2021 أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية المقدمة لجيش نظام بشار الأسد من نوع "BOK" و"Venzier -1بوك" و"فينتشر 1" أثبتتا فعاليتهما، واعترضت معظم الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية في مناطق حلب وحمص.

وأكد الجنرال الروسي خلال مقابلته مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن "الصواريخ تم إطلاقها من الطائرات الإسرائيلية التي حلقت في المجال الجوي اللبناني، وأن تل أبيب تلقت رسائل مباشرة بأن الوضع قد تغير، في كل ما يتعلق بمهاجمة الأهداف الإيرانية في أراضي سوريا، والتي كانت روسيا تغض النظر عن تلك الهجمات في الماضي وتتجاهلها".

ووفقا للصحيفة، فإنه في بداية 2021، اقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على إسرائيل أن تخبرهم بشأن التهديدات المحتملة التي تأتي من سوريا، لكن استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا أشارت إلى أنه لم يتم تحقيق مثل هذه الآلية فيما بينهما في نهاية المطاف.

ولفتت إلى أن "إسرائيل حرصت جدا على التنسيق خاصة بعد الحادث الأليم عام 2018 إثر إسقاط أنظمة الدفاع الجوي للنظام السوري عن طريق الخطأ طائرة روسية كانت تحلق فوق المتوسط في وقت كانت تهاجم فيه طائرات إسرائيلية عدة أهداف في الأراضي السورية، واتهم الروس إسرائيل بإسقاط الطائرة ونتجت عن ذلك توترات في العلاقات لأشهر".

ويرى الموقع العبري أنه "يمكن أن يكون هناك بعض التفسيرات عن محاولة روسيا في هذا الوقت تغيير قواعد اللعبة التي كانت متبعة حتى ذلك الحين".

وذكرت التقديرات أن "تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل يشير إلى أن هذه الحكومة أضعف من سابقتها وتحاول تثبيطها من استمرار الهجمات في سوريا كما فعلت حكومة نتنياهو".

مواصلة الهجوم

وقدر المعلقون العرب أن "منطقة حلب مهمة جدا لروسيا، وأنها توعز إلى إسرائيل بعدم مهاجمة الأهداف في المنطقة التوسعية المؤمنة من قبل الاستشاريين الروس وعدم مهاجمة أهداف سورية غير مرتبطة مباشرة بإيران".

وتشير روسيا إلى إسرائيل بأن "أنظمة الدفاع الجوي الجديدة التي قدمتها لنظام الأسد فعالة للغاية، ولا يوجد طعم في استمرار الهجمات الإسرائيلية، لأنها اعترضت معظم الصواريخ الإسرائيلية".

واعتبر المحلل الأمني والسياسي بالموقع، يوني بن مناحيم، أن "المحاولة الروسية للمساعدة في إعادة تأهيل وضع الأسد الذي تم اختياره لفترة ولاية أخرى، وفتح الحوار بين الأسد والمجتمع الدولي وأن الهجمات الإسرائيلية في سوريا تثير الأسد وتقدمه على أنه شخص ضعيف وكأنه لعبة في يد روسيا".

وأشار التقييم الروسي إلى أن "الولايات المتحدة ستسحب قريبا قواتها من سوريا، حتى لو كان بشكل جزئي، وهي تريد إعادة بناء القواعد من جديد، بسبب الآثار الأمنية التي ترتبت على ذلك، حيث تؤثر تلك التداعيات بوسائل الإعلام الروسية والعربية وتتصاعد بوضوح".

وذكر الموقع العبري أن "إسرائيل حذرة جدا وأن الضربات الجوية على الأراضي السورية يتم تنفيذها من المجال الجوي اللبناني أو من المجال الجوي من المنطقة الثلاثية الحدودية لسوريا والعراق والأردن، حتى لا تتورط مع القوات الروسية المتمركزة في سوريا".

ولفت بن مناحيم إلى أن "جهات سياسية رفيعة في إسرائيل أكدت أن تل أبيب ستواصل نشاطاتها وهجومها ضد التمركزات العسكرية الإيرانية في سوريا، والتي من المحتمل أن يتم نقاشها في الاجتماع الأول الذي سيجري بين بينيت وبوتين".