لحظة انقلابية بامتياز.. رفض واسع لتجميد قيس سعيّد السلطات المنتخبة في تونس

تونس - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

استنكر ناشطون على "تويتر" القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، في ساعة متأخرة من مساء 25 يوليو/تموز 2021، بتجميد اختصاصات البرلمان، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتوليه بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها. 

واعتبر ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قيس_سعيد، #انقلاب_تونس، #قيس_سعيد_سيسي_جديد، ما فعله الرئيس التونسي "انقلابا مكتمل الأركان" على الدستور والثورة والمؤسسات.

واتهم ناشطون قوى الثورة المضادة وعلى رأسها الإمارات بدعم وتمويل الانقلاب في تونس التي تعد مهد الثورات العربية، متعهدين بالتصدي لانقلاب سعيد وعبثه بمكتسبات الثورة، وألا تحكم تونس إلا بالدستور والشرعية والآليات الديمقراطية.

واستدعى ناشطون في حديثهم التذكير بمحاولات الانقلاب الفاشل في تركيا الذي تصدى له الشعب في 2016، والانقلاب العسكري في مصر على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، والذي قاده وزير الدفاع المصري حينها عبد الفتاح السيسي في يوليو/تموز 2013.

ودعا ناشطون التونسيين للحفاظ على آخر حصون الربيع العربي، ورفض كل أشكال الانقلاب وتعطيل الديمقراطية، والالتزام بعلاج القصور والأزمات التي تمر بها البلاد عبر المؤسسات الدستورية الديمقراطية لضمان استقرار البلاد وسلامتها.

التدابير الاستثنائية التي أقرها سعيد، أعلنت بعد اجتماع طارئ مع قيادات عسكرية وأمنية بالتزامن مع ذكرى إعلان الجمهورية التونسية، زاعما أنها تأتي عملا بحكم الدستور، ولإنقاذ الدولة، و"بالتشاور مع رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة".

من جهته، نفى الغنوشي، استشارته في القرارات المعلنة، قائلا: إن الرئيس سعيد "استشارني فقط في إجراءات طارئة، وقد اعتاد الاستشارة حول الطوارئ، ولم يعلمنا مسبقا بقراراته".

ووصف القرارات بأنها "انقلاب على الثورة والدستور" واعتبرها خاطئة وستدخل تونس وشعبها في ظلمات وسلطة الرأي الواحد، مشددا على أن الشعب وأنصار النهضة سيدافعون عن الثورة.

انقلاب مكتمل

وأكد ناشطون ما قاله الغنوشي، بأن ما يحدث في تونس انقلاب مكتمل الأركان يقوم به قيس سعيد، داعين الشعب التونسي للانتفاض في وجه سلطة الرأي الواحد، والتصدي لاستيلاء الرئيس على السلطات التنفيذية والتشريعية.

وقال أستاذ الأخلاق السياسية الدكتور محمد المختار الشنقيطي: إن "البهلوان قيس سعيد مجرد واجهة تافهة لانقلاب عسكري، تم ترتيبه بتنسيق بين فرنسا والإمارات، وأمام الشعب التونسي خياران لا ثالث لهما: مواجهة الانقلاب بشجاعة وحزم، أو التيه والعبودية المتجددة".

ووصف الإعلامي أسامة جاويش، ما فعله سعيد بأنه "لحظة انقلابية بامتياز، تكتب بها الثورة المضادة الصفحة الأخيرة في عقد الربيع العربي". 

وأكد أن "الإمارات ومصر والسعودية لا يريدون استمرار أي حالة نجاح لثورات الربيع العربي، فاستقبلوا سعيد ودعموه ولقنوه ما يقول وماذا يجب عليه أن يفعل ومتى يفعل".

دور الإمارات

وتداول ناشطون تغريدة لنائب رئيس شرطة دبي المقرب من مراكز السلطة في الإمارات ضاحي خلفان، كتبها منذ أيام قليلة، أعلن فيها عن "أخبار سارة.. ضربة جديدة.. قوية.. جاية للإخونجية"، متهمين الإمارات بدعم الانقلاب على الديمقراطية التونسية.

وعقب الباحث السعودي المستقل مهنا الحبيل على إبلاغ قوات الجيش التونسي الموجودة بمقر البرلمان النواب بإغلاقه وفق تعليمات رئاسية، مفسرا ذلك بأنه يعني أن انقلاب سعيد أسند من الجيش ونجحت أبوظبي لكن بسواعد تونسية.

ونشر سمير النمري، تغريدة خلفان، قائلا: "كان يعرف مخطط تونس؛ لأن منبعه ببساطة في الإمارات". وأكد صاحب حساب "مصري حر"، أن "بوق أبو ظبي المسمى (ضاحي خلفان) عندما يكتب قبل يومين أن هناك ضربة جديدة قوية لمن يسميهم (الإخوانجية) فذلك يعني أن أصابع الإمارات تقف وراء ما يحدث حاليا فى تونس"، مضيفا أن "هؤلاء القوم لا يقفون مع أي شيء صحيح أو جيد أو يخدم الشعوب العربية والإسلامية".

وأد الربيع العربي

وركز ناشطون تغريداتهم على أن أعداء الربيع العربي لا يعجبهم نجاح أي نموذج من نماذجه ولو جزئيا، لذلك سعوا لهدم التجربة التونسية وإغراق البلاد في الفوضى ومناهضة الحرية والديمقراطية دعما للأنظمة الديكتاتورية.

وقال الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة: إن "قيس سعيد نجح في الانقلاب على الربيع العربي، وخسر العرب الاستثناء الديمقراطي في تونس، ونجح الصهاينة في الترويج لمقولتهم: إنهم الديمقراطية الوحيدة في المنطقة". 

وأشار الكاتب ياسر الزعاترة، إلى أن هوس "الثورة المضادة" بمطاردة تجربة تونس كآخر تجليات الربيع العربي لا تحده حدود، معربا عن حزنه على أن الأكاديمي الذي جاء محمولا على شعارات الثورة (سعيد)؛ يتواطأ مع "الثورة المضادة" وتراوده أحلام الانقلاب. وأكد الأكاديمي السوري حسين أبو هيثم، أن "قيس سعيد وشياطين الإمارات يقومون بإطفاء شمعة الربيع العربي في تونس"، مناشدا شعب تونس الحر قائلا: "كنت المثال والقدوة فلا تفرط". وقال عبدالكريم الحرازي: إن آخر شمعة في ثورات الربيع العربي تنطفئ اليوم بعد انقلاب سعيد على الثورة وعلى الشعب ويكاد يسلمها باردة مبردة للإمارات وفرنسا، مخيرا التونسيين بين طريقين لا ثالث لهما إما مصر وإما تركيا.

وأجمع ناشطون على أن انقلاب تونس تم بدعم إماراتي سعودي ومصري، للسيطرة على تونس وإسقاط ثورات الربيع العربي كاملة.

التصدي للانقلاب

وحث ناشطون الشعب التونسي على التصدي لانقلاب سعيد واسترداد الديمقراطية والحفاظ على مكتسبات ثورته، والاقتداء بالتجربة التركية التي تصدت لمحاولة الانقلاب العسكري 2016، والحذر من تكرار التجربة المصرية التي استسلمت لبطش العسكر حتى تجبر عليهم.

ورأى عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محمد الصغير، أن مما يساعد شعب تونس على إفشال انقلاب سعيد وجود نماذج قريبة للتعامل مع الانقلابات يمكن حصرها في انقلاب السيسي المستمر، وانقلاب تركيا الفاشل. 

وأشار إلى أن الشعب خرج في الحالتين، لكن في تركيا كانت القيادات في الطليعة وعلى قدر الحدث، والشعب خرج يدافع عنه حقه بالقوة وليس بالهتافات فقط.

وأكد رئيس رابطة علماء المغرب العربي، عضو رابطة علماء المسلمين الحسن بن علي الكتاني، أن "تونس رائدة الربيع العربي على المحك، وعلى الشعب التونسي أن يعيد ثورة الياسمين ويجتث الدولة العميقة".  وقالت المذيعة صبا مدور: إن "تونس الآن أمام مسارين: مسار تركيا التي نجح شعبها وقواها الحية في إفشال الانقلاب بالنزول إلى الشارع بفضل دعوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو مسار مصر التي استسلمت للانقلاب وتركت الجيش بزعامة رئيس الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي ينهي الثورة".