بهروز رحيمي.. معارض إيراني قد تطلق رصاصة قتله ماراثون اغتيالات

يوسف العلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بنيران أسلحة كاتمة، لقي المعارض الإيراني بهروز رحيمي مصرعه، بعد أشهر من تلقيه تهديدات بالقتل من الأمن الإيراني، كونه أحد أعضاء حزب "الحياة الحرة" الكردستاني، الذي شن الحرس الثوري هجمات صاروخية على مقاره في إقليم كردستان شمال العراق.

وانتشر على مواقع التواصل في 16 يوليو/ تموز 2021 مقطع فيديو يتعلق باغتيال رحيمي، حيث أصيب في ظهره برصاص مسدس (مزود بكاتم للصوت) من ركاب سيارة "بي إم دبليو" سوداء، وبعد نقله إلى مستشفى "شورش" في مدينة السليمانية، توفي متأثرا بجراحه.

معارض لاجئ

رحيمي يعرف باسم "ريبين"، كردي القومية يبلغ من العمر 49 عاما، من مواليد مدينة ديواندارة الإيرانية، ويعيش في إقليم كردستان العراق منذ 10 سنوات كلاجئ سياسي في السليمانية.

ويعتبر أحد أبرز الأكراد المعارضين للنظام الإيراني، أرغم على مغادرة البلاد إثر معارضته للنظام هناك، ولجأ إلى السليمانية، حيث زاد نشاطه في المجال السياسي حتى وضع على قائمة المطلوبين الإيرانيين للنظام.

وكتب الناشط السياسي الكردي، أمجد حسين بناهي، عبر صفحته على "تويتر" أن رحيمي "عضو في حزب الحياة الحرة الكردستاني، وأن أقارب هذا الناشط السياسي يعتقدون أنه جرى اغتياله على يد عناصر النظام الإيراني".

جرى تسجيل رحيمي وزوجته لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة أربيل، وكذلك الاعتراف بهما كطالبي لجوء سياسي في إقليم كردستان العراق.

وكان يعمل رحيمي في مخزن للأدوية بمنطقة جمالة في السليمانية، إذ إن وضعه المادي المتدهور دفعه مؤخرا للعمل حارسا للمخزن الذي يقع قرب منزله.

وتداولت عدد من المواقع الإخبارية الناطقة باللغتين الفارسية والإنجليزية صورا لرحيمي، تظهر الأخير مرتديا الزي العسكري الكردي الذي يرتديه أعضاء الأجنحة المسلحة الكردية.

وعلى الصعيد ذاته، ذكرت قناة "صابرين نيوز"، على تطبيق "تيلغرام"، وهي الذراع الإعلامية لمليشيات عراقية موالية لإيران، بأن رحيمي كان قد شارك مؤخرا في مؤتمر إلكتروني لمنظمة "مجاهدي خلق"، زاعمة أنه "متورط بهجمات إرهابية داخل إيران".

تعرض للتهديد

وقالت زوجة رحيمي، زليخة روناهي ناصري، خلال مقابلة صحفية في 16 يوليو/تموز 2021: "عندما رأيت بهروز في المشفى، كان مستلقيا على السرير نصف ميت".

وأضافت "في البداية اعتقدت أنه كان فاقدا للوعي، لكنني لاحظت على الفور أن بطنه وأعضاءه القطنية مثقوبة، أصابته أربع رصاصات في ظهره من الخلف، وكادت الأعضاء الرئيسة في ظهره وبطنه تتفكك، وفقد الكثير من الدم".

وأشارت روناهي ناصري إلى أن "الطبيب المختص طلب التحدث معه قبل نقله إلى غرفة العمليات حتى لا ينام، لكنه توفي في المشفى بعد خمس ساعات من المقاومة، رغم جهود الأطباء بسبب شدة إصاباته ونزيف حاد".

تصف زوجته الهجوم: "حوالي الساعة 12 ظهرا، بينما كان يهم للدخول إلى ورشة الشركة، تعرض لإطلاق نار من داخل سيارة، لأن صوت البندقية كان مكتوما، لم يلاحظ أحد الحادث في البداية، وغادر المهاجمون على الفور".

ولفتت روناهي ناصري إلى أنه "قبل نحو ثلاثة أشهر، قامت قوات المخابرات الإيرانية، إضافة إلى المضايقة والتهديد عبر شبكات افتراضية وأرقام مجهولة، بالاتصال هذه المرة بالاتصال بي مباشرة".

وأضافت "عرضوا علينا التعاون أولا مقابل التسهيلات المالية والاقتصادية، وأكدت أن زوجها رفض بحزم عرض التعاون. بعد أيام قليلة من الاتصال الأول، هذه المرة بدلا من تقديم التعاون، جرى التهديد صراحة بالقتل".

وترى روناهي ناصري أن "وزارة المخابرات الإيرانية هي المسؤولة بشكل أساسي عن اغتيال زوجها".

تفاصيل الاغتيال

لكن تغيرات عدة أطلقها عضو في منظمة "مرصد حقوق الإنسان في كردستان الإيرانية"، خانيار كوشا، في 16 يوليو/تموز 2021، تحدثت عن معلومات جديدة تتعلق برحيمي، والجهة المحتملة المتورطة في عملية اغتياله.

وقال کوشا في سلسلة تغريدات على "تويتر" إن "رحيمي كان عضوا لسنوات في حزب الحياة الحرة الكردستاني، لكنه انفصل لأسباب تتعلق بالانضباط الداخلي للحزب وعلاقته بالنساء".

وأشار إلى أن رحيمي كان يسافر إلى إيران سرا للقاء عائلته داخل الأراضي الإيرانية والمشاركة في عيد نوروز (عيد رأس السنة الفارسية يحتفل به الأكراد)، لكن حزب "الحياة الحرة الكردستاني" احتج على ذلك، وبعدها لم يشارك في عيد هذا العام.

ولفت إلى أن انفصاله عن الحزب الكردي جعله لا يشارك في الأنشطة السياسية لسنوات، وطرح عضو المنظمة احتمالية أن يكون حزب "الحياة الحرة الكردستاني" ضالعا في اغتيال رحيمي، وليس إيران.

وتابع كوشا أنه "بغض النظر عن شخصية رحيمي، التي لم يكن لها ثقل سياسي كبير، فقد قتل شخص واحد أخيرا ولا بد من توضيح أبعادها، ولا بد من معرفة من المستفيد من موت بهروز".

في المقابل، كشف تقرير صحفي نقلا عن مصدر في الأمن الوطني العراقي (لم يكشف هويته) أن "الحرس الثوري الإيراني أطلق مؤخرا خطة لتعقب المعارضين الإيرانيين داخل الأراضي العراقية، بالتزامن مع قرب تسلم الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي مهامه رسميا مطلع أغسطس/آب 2021".

التقرير الذي نشر  في 16 يوليو/ تموز 2021، نقل عن المصدر قوله: إن "الخطة الجديدة التي أطلقها الحرس الثوري خلال زيارات أجراها قادته إلى بغداد، حيث التقوا قادة مجموعات مسلحة وفصائل في الحشد الشعبي، وبحثوا معهم طبيعة وجود المعارضين الإيرانيين في إقليم كردستان وبعض مناطق العاصمة".

وأضاف المصدر الأمني أن "الخطة الجديدة شملت إعداد قوائم جديدة بملاحقة عناصر المعارضة، وتفعيل لوائح أخرى كانت مجمدة، ورفع تقارير إلى شعبة خاصة بذلك في الحرس الثوري، لاتخاذ القرارات اللازمة"، لافتا إلى أن "أجهزة الأمن العراقية، خاصة في إقليم كردستان، تلقت مؤشرات عن تلك الخطة من جهات أخرى".