مهاجرو جنوب الصحراء.. لهذا تهدد سلطات "زوارة" الليبية بطردهم

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع أوروبي مختص بشؤون المهاجرين، أن سلطات مدينة زوارة الليبية "تواصل التضييق" على المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين أصبحوا مهددين بالطرد من المدينة.

وأوضح "مهاجر نيوز - Info Migrants" أن مدينة الزوارة أصدرت موعدا نهائيا للمهاجرين، المطالبين بتسوية أوضاعهم رسميا وإلا فسيكونون "عرضة لخطر الطرد" من المدينة.

وبررت البلدية الليبية قرارها بإلقاء اللوم على هؤلاء في"ارتفاع معدل الجريمة".

ومطلع يوليو/تموز 2021، بدأت الملصقات في الظهور على واجهات المباني التي يرتادها المهاجرون من جنوب الصحراء في زوارة، وهي بلدة ساحلية في غرب ليبيا.

وجاء في الوثيقة أن "بلدية زوارة تعلن لجميع سكان المدينة وجوب تصحيح وضعهم القانوني من تاريخ هذا الإعلان خلال 10 أيام أو المغادرة طواعية".

وصدر هذا الإعلان الذي يحث المهاجرين على المغادرة بحلول 10 يوليو/تموز 2021، في اليوم الأول منه.

وجاء في الملصق أنه بعد ذلك التاريخ، سيتم وضع "خطة أمنية واسعة النطاق" من قبل مجلس المدينة؛ لتطبيق الإجراءات المناسبة التي لم تحدد طبيعة الخطة أو ماذا سيحدث للمهاجرين الذين لم يغادروا المدينة.

خطيرة للغاية

ويثير هذا الأمر الصادر عن مدينة زوارة انزعاجا لرئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة.

وفي حديثه مع "مهاجر نيوز"، أكد حمزة أن الأمن مسؤولية وزارة الداخلية وليس البلديات.

وأضاف بأن "على السلطات المحلية القبض على المهربين من مواطني زوارة، بدلا من تهديد المهاجرين بهذه الطريقة".

ويعتبر تنظيم المهاجرين تحديا في ليبيا، حيث لا ينوي معظم سكان إفريقيا جنوب الصحراء الاستقرار في البلاد، وجميعهم تقريبا موجودون هناك كجزء من رحلتهم لمحاولة عبور البحر الأبيض المتوسط ​​للوصول إلى أوروبا.

ومن بين هؤلاء "إبراهيما" الفتى الغيني البالغ من العمر 17 عاما، والذي وصل إلى زوارة منذ أكثر من عام، وحاول بالفعل عدة مرات العبور إلى أوروبا. وأثناء انتظاره لكسب ما يكفي من المال لبداية جديدة هناك، يعمل في مواقع البناء بالمدينة.

وتفاجأ إبراهيما عندما رأى ملصقات البلدية، خاصة وأن الأشخاص القلائل الذين حاولوا التسجيل رسميا، بحسب قوله منعوا، حيث أوضح قائلا: "دفع الأصدقاء 100 دينار للحصول على موعد لكنهم لم يحصلوا عليه قط، نعتقد أنهم (الليبيون) يفعلون كل هذا لمجرد أخذ المزيد من أموالنا".

وأكدت سلطات المدينة أن الدافع وراء الأمر هو "العدد المتزايد من المهاجرين الوافدين إلى المدينة (...) ، ومعدل الجريمة المرتفع داخل أحياء المدينة وظهور الجثث على شواطئ زوارة".

وتشتهر زوارة بأنها نقطة انطلاق لقوارب المهاجرين إلى أوروبا، ومنذ عدة أسابيع، وصل المزيد والمزيد من المهاجرين إلى المنطقة، على أمل ركوب قارب والهروب من ليبيا. 

وفي هذا السياق، يقول إبراهيما: "كل يوم يصل أشخاص جدد إلى زوارة لأن المهربين يتمتعون بسمعة طيبة هنا".

وتأتي هذه "السمعة الطيبة" من حقيقة أن المهربين في المدينة يستخدمون قوارب خشبية تشتهر بأنها أقل خطورة من القوارب المطاطية.

لكن هذا الأمان يبقى نسبيا، ذلك أن أي محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط "​​خطيرة للغاية".

اعتداء على السود

وفي 3 يوليو/تموز 2021، اختفى ما لا يقل عن 43 شخصا قبالة سواحل تونس عندما غرق قارب انطلق من زوارة.

لقد زادت محاولات مغادرة المهاجرين من ليبيا بشكل كبير بالفعل عام 2021.

ويمكن تفسير هذه الزيادة بتدهور الظروف المعيشية المعقدة بالفعل للمهاجرين في البلاد.

ومنذ عدة أسابيع، تم استهداف المهاجرين في جميع أنحاء البلاد من قبل المليشيات والشرطة.

وذكر عدد منهم للموقع المختص في شؤون المهاجرين أنه تم إطلاق النار عليهم في الشارع "بدون سبب".

ومدينة الزوارة ليست استثناء من هذا الاتجاه، حيث أفاد إبراهيما أنه في أحد أحياء المدينة "يتعرض السود بشكل منتظم للاعتداء من قبل الشرطة. عندما تعود إلى المنزل، يمكنهم وضعك في سيارة وضربك وتركك في الصحراء قرب مدينة صبراتة".

وأكدت مصادر أخرى، حوادث متعددة وقعت منتصف يونيو/حزيران 2021، حيث تعرض مهاجرون للاعتداء من قبل السكان المحليين في زوارة، وتم نقل العديد منهم إلى المستشفى نتيجة العنف المسلط ضدهم.

ونتيجة هذا الوضع يشعر المهاجرون بالقلق، حيث أعرب البعض عن رغبتهم في مغادرة المنطقة، لكن الإمكانيات تعوزهم للقيام بذلك.

وفوق كل شيء، فإن ترك زوارة بدون وجهة محددة ودون حماية يعني أيضا المخاطرة بالتعرض للاختطاف من قبل المليشيات على طرق البلاد.

ويشعر إبراهيما وأصدقاؤه بقلق بالغ على سلامتهم، حيث يقولون: "نحن خائفون للغاية، الجميع هنا في حالة من الذعر".