وفيات في حريق مستشفى بالعراق.. غضب واسع لفشل الحكومة وتكرار الواقعة

بغداد - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

حالة من الغضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، إثر حريق بـ"مستشفى الحسين التعليمي" في مدينة "الناصرية" مركز المحافظة، المخصصة لعزل المصابين بفيروس كورونا، في 12 يوليو/ تموز 2021، ما أسفر عن مصرع أكثر من 90 شخصا، بحسب مديرية الصحة بمحافظة ذي قار.

ناشطون، عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها "#حريق_مستشفى_الحسين"، شددوا على أن الفساد والإهمال سبب الحرائق المتكررة التي تشهدها العراق، مذكرين بحريق مستشفى "ابن الخطيب" الذي وقع في أبريل/ نيسان 2021، وأسفر عن وفاة أكثر من 80 شخصا وإصابة 110 آخرين.

واتهم فريق من الغاضبين النظام السياسي بالعراق بقتل الشعب عمدا، وحثوا على المبادرة بالتغيير والخلاص من السلطة الحاكمة، ووأد الصراعات السياسية، والخلاص من العقلية النفعية الاستغلالية التي يتعامل بها رجال السلطة في إدارة مؤسسات الدولة.

ورأى آخرون أن حريق مستشفى الناصرية وما سبقه من فواجع شهدتها العراق، نتيجة طبيعية لفساد أحزاب السلطة وانشغالهم بالمغانم السياسية والتناحر الطائفي، مستنكرين سيطرة النفوذ الإيراني على مفاصل العراق والتحكم بقرارته السياسية والاقتصادية.

وتهكم ناشطون من رد الفعل الحكومي تجاه الكوارث التي تشهدها العراق، بداية من إصدار بيانات الشجب والإدانة مرورا بتشكيل لجان تحقيق مع إصدار قرارات إقالة مسؤولين، واستغلال الحلقة الأضعف، واعتبار الضحايا شهداء، وصولا لإعلان الحداد.

واعتبر الناشطون إقالة مدير المستشفى وإحالة بعض المسؤولين إلى التحقيق إجراءات غير كافية، مطالبين بحلول جذرية للحرائق المتلاحقة التي تشهدها العراق.

شهد 12 يوليو/ تموز 2021، حرائق عدة بالعراق، أبرزها، اندلاع حريق في وزارة الصحة العراقية ببغداد، ما دفع السلطات لإخلاء جميع أفرادها، وآخر بمبنى محكمة بداءة البياع في بغداد أيضا، وحريق في سوق الأولى في مدينة الصدر.

فساد السلطة

قال الرئيس العراقي الأسبق برهم صالح، إن فاجعة مستشفى الحسين وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات، التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم.

وأكد الأكاديمي والباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، أن حرائق العراق ليست مجرد فواجع مؤلمة، هي بدقة، نتائج تخريب منظم للمؤسسات والمجتمع وكيان الدولة منذ عام 2003، والأميركيون بدؤوا به، وتبعهم بذلك، من خلفهم.

وختم قائلا: "باختصار، هذا بالضبط ما يحدث، حينما تدير البلد مافيات فساد، وأمراء حرب، وأجندات أجنبية".

وتوقع الكاتب والسياسي سليمان الفهد، أن تلحق فاجعة حريق مستشفى العزل في الناصرية  فواجع أخرى متنقلة في قادم الأيام سببها المباشر فساد السلطة والأحزاب الحاكمة منذ عام 2003 وحتى الآن.

وأكد أن "الحل إسقاط كل الرؤوس العفنة ومحاكمتها وزج قادتهم في السجون بعد تعليق المشانق لهم دون شفقة أو رحمة ولا حل آخر".

وتوقع الكاتب شاهو القرة داغي، أن يستغل السياسيون هذه الكارثة كدعاية انتخابية ويتم ‏إطلاق الوعود والأكاذيب كالعادة ويستمر الفساد والفوضى والتقصير والإفلات من العقاب، ‏مؤكدا: "لا يمكن لقطاع الطرق أن تبني دولة".

‎قرارات فاشلة

وحمل ناشطون مسؤولية الحادث لكل المسؤولين بالعراق من أصغرهم لأكبر رأس في هرم السلطة، متهكمين على إقالة مدير مستشفى الناصرية، وإعلان قرارات غير مرضية شعبيا، منها توقيف وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق.

وأقر الكاظمي أيضا اعتبار ضحايا الحادث شهداء موجها في قرارات عاجلة بإنجاز معاملاتهم فوريا، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق، كما أعلن مجلس رئاسة الوزراء العراقي الحداد الرسمي على أرواح شهداء الحادث.

وكتب المغرد أنس الجرجاوي: "أن يحدث حريق في مستشفى ويفقد العشرات أرواحهم فتلك كارثة، أما أن يتكرر المشهد بعد أشهر قليلة فقط بنفس الطريقة تقريبا فهذه جريمة يتحمل مسؤوليتها أعلى الهرم السياسي في العراق".

وقال المذيع العراقي محمد الكبيسي، إن المشكلة ليست بمدير المستشفى لتتم إقالته، المشكلة أن البلد ضائع بيد حفنة فاسدين أهلكوا الحرث والنسل، معتبرا هذا نتاج ما زرعوا منذ 2003 وحتى الآن.

وسخرت المغردة زينب جبار، قائلة: مهما كان حجم الفاجعة في العراق لن يتعدى الأمر أكثر من منشورات تعزية واستنكار، مطالبة بالقصاص من الجاني.

وأضافت: "أحزاننا أفعالنا وعقوباتنا كلها إلكترونية.. نعاقب المدير العام لنجده وزيرا بعد عام".

إحباط ويأس

وأعرب ناشطون عن يأسهم من إصلاح العراق، مستنكرين إدخال البلاد في دوامة من افتعال الحدث ومن ثم الدخول في دائرة تكليف لجان للتحقيق دون إعلان أي من النتائج أو إدانة أي طرف في الأحداث.

وكتب الإعلامي قتيبة ياسين: "يحرق مشفى ويموت به عشرات المرضى فيفتح تحقيق في الموضوع وخلال مسار التحقيق يحرق مشفى آخر ويموت به العشرات فيفتح تحقيق آخر".

وقال: إن "هذا ما يحدث بالعراق الذي تحتله إيران".

وتساءل المغرد أحمد الموسوي: "ما الفائدة في أن تعيش في بلد تذهب للعلاج تحرق، تذهب إلى شوارع تقتل، تتكلم تقتل، تنام يقتلك الفقر؟".

وتساءل مجددا: "هل هذا يسمى وطنا؟ يدعون حب الحسين ويسرقون الأموال باسمه، يرتدون العمامة فيجيزوا قتلنا؟، هل من المفترض أن نلعق أحذية إيران وأميركا لنعيش".

وقال الصحفي سيف صلاح الهيتي: إن العراق البلد الوحيد الذي يكتب تاريخه بدماء أبنائه، ويحولهم لجثث ينسج منها جغرافيا وطنا تكالبت عليه الأمم، يساندها خونة الداخل وشذاذ الآفاق وعبدة المال السحت والمناصب الممهورة بالدم والنار وعذابات الأمهات العراقيات.

مخطط إيراني

وصب ناشطون غضبهم على إيران، متهمينها بتدمير العراق والتحكم بمفاصله.

وقال الباحث المستقل مهنا الحبيل: لا حدود لوجع العراق بالفاجعة، مشيرا إلى أن القتل والفقر والتجهيل هي أسلحة طهران لإخضاعه ولجم ثورته المدنية ضد فساد زمرتها وضد خرافتها الطائفية.

وأكد المغرد عباس فاضل، أن المشكلة ليست بإقالة وزير صحة أو رئيس وزراء، وإنما المشكلة هي النفوذ الإيراني المسيطر على كل تراب العراق وقراره السياسي والاقتصادي، قائلا: إن الحل إرجاع خونة العراق إلى طهران.

ورأى الدكتور خليل ساكير أن حادث مستشفى الناصرية، عملية تدمير ممنهجة تقودها إيران بحق العراق، وعملية فساد ممنهجة، مشيرا إلى أنهم دمروا العراق بأيدي العراقيين، وسلموا المناصب إلى الفاسدين وغير المؤهلين والطائفيين.