صحيفة تركية: وفاة أحمد جبريل أنهت حقبة تأييد "الجبهة الشعبية" للأسد

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة تركية مقالا تحدثت فيه عن وفاة أحمد جبريل، قائد ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، في 7 يوليو/تموز 2021، عن عمر ناهز 83 عاما، وتأثيره على تماسك التنظيم ومستقبله.

وقالت "يني شفق" في مقال للكاتب طه كيلينج إن مخيم "اليرموك" الذي يضم في جنباته اللاجئين الفلسطينيين ويقع جنوب العاصمة دمشق، قالت فيه إنه "كان مسرحا لواحدة من أعنف مشاهد الصراع" في الحرب السورية.

وأوضحت الصحيفة، أن "الفلسطينيين أقاموا المخيم عام 1957 بعد أن اضطروا لمغادرة وطنهم عقب الاحتلال الإسرائيلي، فهو لم يكتسب صفة (رسمية) في أي وقت من الأوقات، ليتحول بعد عام 2011 إلى أحد الأماكن التي وجد فيها الجيش السوري الحر قاعدة له"، حسب الصحيفة.

خذلان كبير

وقال كيلينج: "بعد تطبيق جميع أنواع عمليات القمع والتخويف والتجويع والحصار ضد سكانه، استمرت العمليات العسكرية وعمليات القصف التي بدأها جيش النظام السوري نهاية عام 2012 حتى عام 2017 الذي تم فيه إخلاء المخيم بالكامل".

وبحسب التقارير التي تم إعدادها في نهاية عام 2019، فإن عدد القتلى الفلسطينيين خلال الحرب في سوريا - معظمهم كان في مخيم اليرموك ـ قريب من الأربعة آلاف، بينهم 467 امرأة ومائتا طفل، وفقا للكاتب التركي.

وأردف: "وفوق ذلك، اضطر أكثر من 100 ألف من أصل حوالي 580 ألف فلسطيني يعيشون على الأراضي السورية، إلى مغادرة منازلهم والهجرة تأثرا بهجمات النظام، وهكذا ليصبحوا (لاجئين للمرة الثانية) بعد الاحتلال الإسرائيلي بسبب النظام البعثي".

وتابع قائلا: "وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمؤلمة التي كان الفلسطينيون يمرون بها في سوريا، برزت مجموعة قاتلت إلى جانب جيش نظام بشار الأسد واتخذت مكانها في مقدمة عمليات الاعتداء على اللاجئين: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة".

وأوضح: "لقد كانت هذه المنظمة الماركسية المثيرة للاهتمام ذات الاسم الطويل، منحازة دائما وأبدا إلى نظام البعث منذ أوائل السبعينيات؛ إذ اتخذت مكانها إلى جانب حكومة دمشق باستمرار، لا سيما خلال الضربات المتتالية التي كانت توجه ضد المعارضة الإسلامية". 

وأضاف: لقد كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة التي عادة ما تضع نفسها في "مواجهة وضد الاحتلال الإسرائيلي"، تقاوم إمكانية وجود أية إدارة "إسلامية" في سوريا كما تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وربما أكثر.

ومع الأخبار التي جاءت من دمشق في 7 يوليو/تموز 2021 حول وفاة أحمد جبريل، قائد التنظيم المؤسس ومفكره، عن عمر يناهز 83 عاما، عادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة إلى الأجندة مرة أخرى، يقول الكاتب.

وأضاف: "لم ينسحب أحد أهم الشخصيات في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من المسرح السياسي فحسب بوفاة جبريل، بل انتهت حقبة بكاملها، مغلقة بذلك صفحة من صفحات تاريخ الشرق الأوسط الحديث، ولا شك أن جبريل سيحمل الآن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة معه إلى قبره، بما أنه كان يقوم على كاريزميته الشخصية".

بداية الرحلة

وفي إشارة إلى خلفية جبريل، قال كيلينج: ولد أحمد جبريل عام 1938 في مدينة يافا الفلسطينية على ساحل البحر الأبيض المتوسط​، لأب فلسطيني وأم سورية، وتولى دورا فعالا ونشطا في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ شبابه.

وأضاف: "بعد أن انضم في البداية إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة المسيحي اللينيني جورج حبش، أسس جبريل منظمته الخاصة عام 1968 بسبب موقف حبش المناهض لسوريا، وبعد أن عمل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات لمدة من الزمن، انفصل جبريل عن عرفات عام 1974، وبدأ حركة عصامية داخل الجبهة الفلسطينية من خلال التنظيم الذي تزعمه".

ومع أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، نفذت هجمات على أهداف إسرائيلية في كل من الشرق الأوسط وأوروبا طوال فترة السبعينيات والثمانينيات، إلا أنها فقدت نشاطها السابق عندما استقر جبريل في دمشق أوائل التسعينيات، بحسب الكاتب التركي.

ولفت إلى أن الجبهة وقائدها جبريل، "أصبحت أحد أهم الأصدقاء الذين لا يمكن لدمشق ولا لطهران الاستغناء عنها رغم عدم سيطرة إيران المباشر عليها، مثلما تسيطر على تنظيم الجهاد الإسلامي، خاصة منذ عام 2011 بما أنها كانت في صف إيران بالعلاقات الوثيقة التي تملكها مع النظام البعثي".

وأردف آسفا أن "الميراث السياسي الذي خلفه جبريل في نهاية حياته الطويلة النشطة ليضم دماء آلاف الفلسطينيين الذين قتلوا من أجل الحفاظ على نظام البعث من السقوط، أما عن السؤال الذي يدور في الأذهان، حسنا، لأجل ماذا كان كل ذلك الكفاح والنضال؟"، فمن الواضح أن لا إجابة يمكن إيجادها عند إعادة النظر في شريط حياة جبريل بطول 83 عاما".

واستدرك كيلينج قائلا: "بالمناسبة، جاءني نبأ وفاة جديد من مصر عند بلوغي منتصف المقال، فقد توفيت جيهان السادات، زوجة الرئيس أنور السادات الذي قتل على يد نقيب في جيشه عام 1981، عن عمر يناهز 88 عاما". 

وتابع: "كانت جيهان السادات أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، وقد قضت جل وقتها بعد اغتيال زوجها، تلقي الخطب والمؤتمرات ذهابا وإيابا بين الولايات المتحدة ومصر، ومن المعروف أنه كان لجيهان التي ولدت لأم إنجليزية، تأثير مباشر في بعض القوانين التي سنت في فترة رئاسة زوجها". 

وختم الكاتب التركي مقاله قائلا: "أوصي بكتاب جيهان، عنوانه سيدة من مصر (منشور في التركية بعنوان "قصة الحب والثورة على طريق الهرم")، الذي تصف فيه الحرب وعمليات السلام مع إسرائيل بعين شاهد من قلب الأحداث، لأي شخص مهتم بالمنطقة.. بالطبع، دون إغفال أنه كتاب تحكي فيه امرأة قصة، زوجها هو البطل الرئيس فيها بكامل عواطفها".


المصادر