"أوجه تشابه".. لماذا يشجع منتدى إسرائيلي الأكراد على دعم الفلسطينيين؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

قال منتدى عبري إن القضية الفلسطينية تصدرت العناوين الرئيسة في الخطاب الداخلي الكردي، عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/أيار 2021.

وأضاف منتدى "الفكر الإقليمي"، مقره تل أبيب، إن "الأكراد يشبهون الفلسطينيين، فهم يقاتلون منذ سنوات من أجل الاعتراف الدولي بالاستقلال والسيادة، لكن رغم أوجه التشابه شهدت العلاقات بين الأكراد والفلسطينيين تقلّبات".

وبعد الأحداث الأخيرة في حي الشيخ جراح بالقدس وعملية "سيف القدس" على قطاع غزة، تصدرت القضية الفلسطينية عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، كذلك في الخطاب الكردي الداخلي، وطرحت معها تساؤلات قديمة جديدة حول العلاقات بين الفلسطينيين والأكراد وحول دعم الكرد للفلسطينيين.

أساس إنساني

وعلى ضوء ذلك، نشر الروائي الكردي العراقي، ألان نوري، صاحب عمود رأي على الموقع المستقل "درج"، مقالا عرض فيه المقاربات المختلفة لموقف الأكراد تجاه الفلسطينيين وشرح سبب اعتقاده أن على الأكراد دعم القضية الفلسطينية.

بالإضافة إلى كونه صاحب عمود إعلامي، فإن مقالات نوري تعد وثيقة سياسية تسعى إلى حشد الدعم الكردي للفلسطينيين، بحجة أن هذا الدعم يمكن أيضا أن يدفع إلى تقدم القضية الكردية على الساحة الدولية.

وأفاد "المنتدى الإقليمي" بأن هناك عدة مقاربات بين الأكراد تجاه القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني, ويتساءل البعض عما إذا كان الفلسطينيون يستحقون دعم الأكراد ودعمهم -بل ويتساءلون عما لديهم هم والفلسطينيون- منذ ذلك الحين، وعلى سبيل المثال: صمت الفلسطينيون  وباقي الدول العربية عندما تعرض الأكراد للقمع على يد صدام حسين.

من ناحية أخرى، هناك من يدعم إسرائيل على أساس أنها أبدت تعاطفا واهتماما مع الأكراد في أوقاتهم الصعبة، ويعتبرون إسرائيل "نموذجا للديمقراطية الليبرالية التقدمية" في المنطقة، مقارنة بالأنظمة الديكتاتورية العربية.

وهناك من يظهر التعاطف مع الفلسطينيين، ولكن ليس لأسباب أيديولوجية، ولكن على أساس إنساني عالمي - كالتعاطف مع الضحايا في كل مكان حول العالم. 

وينوه المنتدى العبري إلى أنه بشكل عام، يشير عمود نوري إلى أن هناك نقصا في المعرفة بين الأكراد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو نابع من "عدم المبالاة" بأوضاع الفلسطينيين.

ولهذه الغاية، خصص نوري جزءا كبيرا من عموده لمراجعة تاريخية لتاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والأكراد من الحروب العالمية، للوقوف على الظروف التاريخية المماثلة التي أدت إلى الوضع الراهن للفلسطينيين والأوضاع الكردية، وبالتالي التعاطف مع الفلسطينيين من جانب القارئ الكردي.

وأوضح أن الظروف الجيوسياسية التاريخية والعالمية وعلى رأسها الحربان العالميتان -أدتا إلى تقسيم كل من كردستان وفلسطين إلى عدة كيانات.

وتابع: "تم تقسيم كردستان بين العراق وسوريا وتركيا وإيران والاتحاد السوفييتي، وسرعان ما تم تقسيم فلسطين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية وتم حكمها لوقت قصير من قبل الأردن ومصر، ومن ثم قامت إسرائيل باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967".

علاقة تعاطف

ولفت المنتدى العبري إلى تشابه آخر يشير إليه نوري هو بين أوضاع الأكراد ومواطني العراق وتركيا، وأوضاع المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل الذين يعيشون داخل أراضي عام 48.

واعتبر نوري أن "وسائل الإعلام العالمية تميل عموما إلى تجاهل الصعوبات التي تواجه هاتين الأقليتين اللتين تتعرضان للاضطهاد على مستويات مختلفة بسبب كونهما أقلية ذات هوية وطنية متميزة ومختلفة عن هوية البلد الذي تعيش فيه".

وأوضح أنه "على غرار قانون العودة في إسرائيل، الذي يميز بين العرب واليهود في سياق حق الهجرة إلى إسرائيل، في العراق أيضا، كان نظام صدام حسين القومي يميز بين الأكراد والعرب".

وعلى سبيل المثال، كان لدى العراق قانون يهدف إلى عدم تشجيع تعريب السكان الأكراد في العراق، والذي بموجبه لم يسمح للكردي الذي باع منزله في مدينة كركوك الكردية، بشراء منزل آخر في المدينة، في حين أنه يمكن للعرب شراء منزل والعيش حيث يريد بصفته ابن "الأمة العربية".

بينما في تركيا، حتى وقت قريب، كان الحديث عن الهوية الكردية يعتبر تهديدا للأمن القومي لـ"الدولة التركية"، يقول نوري.

وقال نوري "بما أن الأكراد أقلية عرقية مضطهدة في الشرق الأوسط، فمن مصلحتهم معارضة الاحتلال والاستيلاء على الأراضي ومحاولات محو هويات أي شعب آخر يعاني من الاضطهاد في جميع أنحاء العالم - وعلى رأسهم الفلسطينيين".

من ناحية أخرى، يدعي نوري أن "هناك علاقة تعاطف متبادلة بين إسرائيل والأكراد، تنبع من حقيقة أن الآلاف من اليهود من أصل كردي يعيشون في إسرائيل، ومعظمهم من كردستان العراق".

وقال: إن "هؤلاء أجبروا على مغادرة العراق والهجرة إلى إسرائيل بسبب الظروف الجيوسياسية، لكنهم استمروا في الحفاظ على تقاليدهم واللغة الكردية، ويفتقدون ويشتاقون للمجتمع الكردي والجيران كونهم أجبروا على مغادرة أرضهم إلى إسرائيل".

وأشار كذلك إلى أن "هؤلاء اليهود الأكراد لهم الحق في العودة إلى كردستان العراق (كما لو كانت وجهة هجرة واقعية أو مرغوبة)، بينما يحرم الفلسطينيون من حق العودة إلى وطنهم".

ويرى الكاتب الصحفي الإسرائيلي، أون داجلن، الذي يعمل في طاقم "أفق" التابع للمنتدى العبري أنه "يجب على الأكراد إظهار الولاء لكل من اليهود والفلسطينيين، ودعم حق العودة لكل من الفلسطينيين واليهود في كردستان أو تعويضهم إذا اختاروا ذلك".

وشدد داجلن على أن "الوضع الفريد للأكراد في الشرق الأوسط يسمح لهم بفهم مشاعر ومعاناة كل من الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي، وإذا قرؤوا تاريخهم والمنطقة جيدا، فيمكنهم أن يكونوا قوة مهمة تؤدي إلى العقلانية والعدالة في الشرق الأوسط، وستؤدي أيضا إلى الحصول على حقوق الأكراد".

وخلص نوري إلى أنه "ليس فقط التعاطف الإنساني تجاه الفلسطينيين، بل يجب على الأكراد إظهار موقف أيديولوجي واضح فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث سيؤدي ذلك أيضا إلى تحسين القضية الكردية، ونأمل أن يؤدي إلى مستقبل أفضل لأطفال للفلسطينيين والإسرائيليين والأكراد على حد سواء".