باحثة إيرانية: لهذه الأسباب يجب إنهاء "حالة العداء" بين طهران والرياض

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عوامل عديدة لا شك أنها الدافع لأكبر قوتين في الخليج العربي (السعودية- وإيران)، لإنهاء حالة العداء المباشرة بينهما، وغير المباشرة في اليمن ولبنان وسوريا، يجمع المراقبون أن أهمها هو توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة.

الباحثة الإيرانية الحاصلة على الدكتوراه في العلوم السياسية مريم خالقي نجاد، كتبت مقالا في موقع "إيران الدبلوماسي"، ترصد فيه آخر تطورات العلاقات بين الرياض وطهران إثر التغيرات السياسية الأخيرة في الدولتين، وخاصة السياسة الخارجية.

مريم خالقي، رصدت كذلك التغييرات في السياسة الخارجية العالمية وخاصة أميركا وخروجها من الأراضي الأفغانية، وتقليل التنافس بينهما إلى حد ما.

كما تضمن مقالها، الحديث عن روسيا والصين، وبعض الدول العربية كسوريا واليمن والعراق.

إذ تضمن المقال رصد تغييرات المنطقة بشكل عام، وما حدث من تغيرات في الرياض وطهران بشكل خاص.

الباحثة الإيرانية، قالت: "حدثت تغيرات مختلفة في منطقة الشرق الأوسط خلال الشهور الأخيرة من العام 2021، وتغيرت إجراءات بعض الدول والحكومات".

"على الرغم من أن هذه التغيرات لم تصل إلى ساحة العمل حتى الآن لكنها على وشك التنفيذ"، وفق خالقي.

وتوقعت أن تشهد المنطقة "تأثيرات مثيرة للإعجاب على مرحلة التغيرات في التوترات والتحديات المتعلقة بوضع الشرق الأوسط".

تفاوض السعودية وإيران

وترى أن أهم التغييرات هو التغيير المتوقع في علاقات إيران والسعودية باعتبارهما دولتين قويتين في المنطقة منذ سنوات.

وفي رصدها أوضحت أنه "منذ أيام وأسابيع، انتشرت أخبار مختلفة عن مفاوضات طهران والرياض.

 وخلال الأيام الأولى من يوليو/ تموز 2021، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على انعقاد مفاوضات بين إيران والسعودية لمناقشة العلاقات الثنائية، وشؤون المنطقة.

مسؤولون عراقيون سابقون، أكدوا أيضا أن العراق تستضيف دورات من المحادثات بين طهران والرياض، وأن إيران تريد تحسين العلاقات بينهما.

وتعرض التقارير المختلفة عن جلسات هذه المباحثات بخصوص مطالب الطرفين الخاصة بشؤون اليمن، وكذلك المتعلقة بأداء السعودية في مباحثات الاتفاق النووي الجديدة.

الكاتبة رصدت مجموعة تغيرات المنطقة والتغيرات الإقليمية أكدت أنها ستجعل هذه المفاوضات لازمة.

وأشارت إلى أن "العوامل الإقليمية التي تسحب الدولتين نحو المفاوضات عبارة عن تغير سياسات أميركا في المنطقة".

وكذلك "تقليل التوتر العسكري من قبل الخروج العسكري الأميركي من أفغانستان".

إلى جانب "استئناف مفاوضات الاتفاق النووي وتقليل المواجهة بين إيران وأميركا كحد أدنى".

وأيضا، "المنافسة الناعمة والاقتصادية والسياسية لروسيا والصين في المواجهة مع أمريكا في المنطقة، وزيادة نفوذهما".

بالإضافة إلى "تحسين بعض علاقات الدول المختلفة مع المنطقة، وأداء بعض الدول المختلفة في حروب اليمن ولبنان".

هذا مع توجه "لقمع معظم الجماعات المسلحة، والخطر الناتج عنها".

وقالت الباحثة الإيرانية: إن "الجميع يعرض عن المرحلة الاحتمالية المقبلة، والميل إلى تقليل التوتر في منطقة الشرق الأوسط".

وأكدت أن "إيران والسعودية كذلك تم سحبهم ناحية طاولة المفاوضات من أجل قضايا المنطقة، ومن أجل علاقات أفضل".

عوامل التفاوض

ترى أن أول وأهم العوامل بالنسبة للسعودية فإن "تغيير إجراء الحكومة الأميركية بالنسبة للمنطقة وإيران على وجه الخصوص مثل تقليل التوتر العسكري وعدم وجود داعم أمريكي قوي لقرارات الرياض، مثل دونالد ترامب، للمواجهة مع نفوذ إيران".

عوامل أخرى كشفت عنها مثل "الفشل في حرب اليمن، وإنفاق تكاليف باهظة في سوريا واليمن وعدم الوصول إلى الأهداف المرجوة".

و"الخلافات مع بعض الحلفاء السابقين مثل الإمارات، والسعي لتحسين العلاقات مع تركيا وسوريا".

وكذلك "لقاءات المسؤولين الإيرانيين مع الدول الأخرى وخاصة دول الخليج العربي من أجل تحسين علاقات إيران مع دول المنطقة".

"الأهم من كل شيء احتمالية حل مسألة الاتفاق النووي ومباحثات فيينا من العوامل المؤثرة على سياسات السعودية من أجل التفاوض مع إيران"، وفقا لما ذكرته الكاتبة.

وفي المقابل، أوضحت أن "إيران، على أتم الاستعداد لأي نوع من التفاوض بين الطرفين في حال المفاوضات العقلانية".

وتقول: "من هنا إيران في وضع تفاوض بخصوص الاتفاق النووي؛ لذا هناك احتمال أن بعض الدول مثل السعودية تستطيع أن تستغل قوتها من خلال بعض أبعاده، ومن ثم تترك أثرا".

ومن ناحية ثانية، "إيران كذلك على وشك أن توضح للمنطقة أن مفاوضات الاتفاق النووي ليست ضد مصالحها أو علاقاتها في المنطقة". 

خالقي، تحدثت أيضا عن أن مسألة اليمن ثم لبنان وحتى العراق مهمة بالنسبة لأمن إيران.

موضحة أنه "في حالة اتفاق المنطقة مع الدول المختلفة وخاصة الدول القوية في المنطقة، تستطيع حكومات المنطقة أن تؤثر بشكل أكبر على حل الأزمات متعددة الجوانب".

مشكلات المنطقة

وأشارت الكاتبة الإيرانية، كذلك لبعض العوامل المشتركة الجديرة بالاهتمام بالنسبة للدولتين، الأولى مسألة التوتر ونزاعات الدول العربية كاليمن ولبنان.

والأخرى مسألة مياه الخليج العربي والتي تعد نموذجا لمشكلة في المنطقة تشير إلى تجارب الحرب في اليمن ولبنان، وتؤكد على أن مشاكل المنطقة بحاجة إلى الاتحاد فيما بينها أكثر من أي شيء آخر.

وترى أنه "على الرغم من أن مفاوضات المنطقة في الشرق الأوسط لم تحدث بعيدا عن القوى العظمى مثل أوروبا وأميركا حتى الآن، ولم تصل إلى ساحة العمل، ولكن يبدو الآن أن دول المنطقة تريد الخطوات الأساسية لتقليل التوتر.

وأكدت أن هاتين الدولتين المؤثرتين القويتين في المنطقة أدركتا أن عليهما إحداث تغييرات في علاقاتهما بأخذ التركيز على الشرق الأوسط في القرن الجديد.

مريم خالقي نجاد، اختتمت حديثها قائلة: "وللسبب نفسه المحادثات الأولية بدأت بالتركيز على اليمن".

وتعتقد أنه "لو تم استكمال هذه الخطوات ومن ثم تنفيذها بصورة عملية فسيؤثر التقارب الأولي وربما المحدود في المنطقة بين إيران والسعودية أثرا كبيرا ملحوظا على التغيرات في المنطقة".