إعلام عبري: هذا ما قد تفعله إسرائيل حال انسحاب القوات الأميركية من المنطقة

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ترى أوساط إعلامية إسرائيلية أن تخفيض الولايات المتحدة عدد قواتها في الشرق الأوسط "أمر خطير"، لكنها تعرب عن اطمئنانها لوجود فرص أخرى.

وتعقد تل أبيب الآمال على وجود فرص لتحالف دفاع جوي مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، "وبذلك سيستفيد الجميع"، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

الأهمية السياسية

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، ذكرها خلال يونيو/حزيران 2021، أن الولايات المتحدة ستعمل على إجلاء العديد من القوات من الشرق الأوسط.

يشمل ذلك ثماني بطاريات دفاع جوي من طراز باتريوت ونظام الدفاع الصاروخي.

وأوضحت أن معظم عمليات الإجلاء لتلك القوات والدفاعات الاعتراضية الجوية سيكون من المملكة العربية السعودية وأيضا من العراق والكويت وحتى من الأردن.

وبينت أن المغزى العسكري هو إزالة واشنطن منظومة حماية مضادات الصواريخ والطائرات بدون طيار عن حلفائها في المنطقة.

وترى الصحيفة العبرية أن السعودية تمكنت مؤخرا من اعتراض حوالي عشر طائرات بدون طيار تسللت إلى أراضيها.

لكن التحدي الأكثر صعوبة هو مواجهة تصعيد الحوثيين بشكل متكرر وإطلاقهم الصواريخ إلى وجهات وأهداف حيوية في المملكة مع الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.

فالمليشيا الحليفة لإيران على سبيل المثال كما حدث قبل أقل من عامين في 14 سبتمبر/أيلول 2019، هاجمت منشآت النفط الحيوية في السعودية بقوة  كبيرة وبطريقة مفاجئة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأهمية السياسية للإخلاء هي خطوة أخرى في ترك الشرق الأوسط وتراجع سلم الأولويات الإستراتيجية لإدارة جو بايدن.

الإجلاء المحتمل يرسل أيضا رسالة إلى نظام "آيات الله" في طهران مفادها أنه يمكن التشكيك في حكمة الأميركان.

كما أن الأمر لن يشجع بالتأكيد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي على الإفراط في الاعتدال في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي المتجدد، وفق قولها.

الواقع الجديد

وأشار الدكتور "افرايم سنيه" الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع ورئيس مركز الحوار الإستراتيجي في الكلية الأكاديمية في مدينة نتانيا، إلى أن جهوزية الحماية الجوية بين إسرائيل والبلدان المجاورة هي عمل سياسي جريء.

ولكن على عكس الخطوات الجريئة الأخرى التي اتخذتها إسرائيل مع تلك البلدان، فإن الخطوة الأميركية لا تهدد سلامة الحكومة الإسرائيلية أو تشكل خطرا عليها وبالتالي يمكن تنفيذها دون تردد.

 فهذا هو الواقع الإقليمي الجديد ويتطلب من إسرائيل العمل بهذه الآلية، ولن يغير هذا التحدي القائم شيئا في الإدارة الأميركية.

وتابع: "هناك فرصة لحماية مصالحنا الأساسية فقط في حوار مستقيم وحميم مع الحكومة (برئاسة نفتالي بينيت) ولكن هذا لا يعد الإجراء الوحيد، بل هناك إجراءات أخرى".

وفي الوقت نفسه يتعين على إسرائيل تشديد تعاونها مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وفق "سنيه".

ومن وجهة نظره فإنه يوجد لبعض هذه التحالفات بالفعل علاقات رسمية مع إسرائيل، والبعض الآخر لديه علاقات غير رسمية معها, "فيجب أن يبنى هذا التعاون على أساس المصالح المشتركة وليس على استعلاء الغطرسة أو الاستسلام".

وتابع: "لا أحد يقدم لنا معروفا من خلال التعاون معنا ولكن العكس هو الصحيح، نحن من نساعدهم، وفي ظل عدم وجود بطاريات دفاع جوي أميركية، فعلى إسرائيل أن تعرض على السعودية والإمارات والبحرين شراء بطاريات القبة الحديدية والعصا السحرية من صنعها".

ويرى أن هذا هو الوضع الذي يستفيد فيه الطرفان حيث ستحصل هذه الدول على حماية فعالة ومثبتة من طبقتين ضد الصواريخ والقذائف، بينما يمكن مناقشة الحصول على طبقات إضافية في المستقبل.

 وستحصل إسرائيل في المقابل على موارد تمكنها من تمويل مزيد من التطوير والمعدات التي تحتاجها.

ولفت سنيه إلى أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى صواريخ اعتراضية لمواجهة التهديد الصاروخي الذي يواجهها في الشمال والجنوب " لبنان وقطاع غزة".

فمن الواضح أن هذه ليست صفقة تجارية بحتة، ولكنها تعني تعاونا إستراتيجيا وتكنولوجيا من الدرجة الأولى سيغير التوازن الإقليمي ويعطي بعدا عميقا للعلاقات الدبلوماسية حتى لتلك التي لم يتم رسمها بعد، بحسب تقديره.

رؤية سياسية

وخلص الدكتور سنيه في مقالته إلى القول: "يجب أن يكون للحكومة الجديدة رؤية سياسية وإستراتيجية , فلا يخفى على أحد أن رئيس الوزراء السابق (بنيامين نتنياهو) قد زار بالفعل السعودية واجتمع مع ولي العهد محمد بن سلمان وناقشا القضايا الإستراتيجية، ولكن دون نتيجة جوهرية".

وأردف: "كما أنه ليس سرا أن أنظمة دفاعنا الجوي قد عرضت بالفعل على دول مختلفة ولكن ليس على الدول العربية".

ويخلص إلى أن "إنشاء تحالف دفاع جوي بين إسرائيل والدول المجاورة هو عمل يتسم بالجرأة السياسية ولكنه على عكس الإجراءات الجريئة الأخرى، لا يهدد نزاهة الحكومة - وبالتالي يمكن تنفيذه دون تردد".

على صلة , أشار موقع إسرائيل ديفينس العبري إلى أن صعود جو بايدن إلى الحكم وانعدام الإرادة والقدرة من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة أدى لتدمير البرنامج النووي الإيراني في عمل عسكري خلال فترة سابقه دونالد ترامب إلى قلب عجلة القيادة بالنسبة لإسرائيل.

 وهذا يعني أن الولايات المتحدة تدخل في اتفاق مع إيران، بما في ذلك رفع العقوبات الجزئية أو الكاملة، وتعزيز الاقتصاد الإيراني ، وعدم وجود أي فرصة لعمل عسكري أميركي في طهران أو دعم مثل هذا العمل الإسرائيلي، وفق قوله.

ولفت الموقع إلى أن نشاط النظام في إيران قد يكون مقيدا بالضغط الأميركي.

في مثل هذا الواقع، تترك لإسرائيل ثلاثة عوامل رئيسة للعمل: أولا، الاستمرار في جمع المعلومات الاستخبارية حول البرنامج النووي لغرض التأثير الدبلوماسي على الولايات المتحدة وأوروبا.

 ثانيا: منع حدوث سباق تسلح نووي في دول الخليج ومصر وتركيا، وثالثا: تحديث دوري لمفهوم الردع النووي ضد إيران.  

وأشار عأمي روهكس دومبا وهو مهندس برمجيات وحاصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية إلى أنه إذا كانت إسرائيل تريد منع سباق التسلح النووي فلديها عدة طرق للقيام بذلك,  وأشهرها "مبدأ بيغن" الذي تأسس بعد قصف المفاعل العراقي.

لكن العقيدة فشلت في باكستان وإيران وحتى يومنا هذا. ويميز هذا المذهب أنه رؤية أحادية البعد للمؤسسة الأمنية في إسرائيل، وهي مبنية بالطبع على طائرات مفخخة وكبيرة بقدر الإمكان.

وتساءل المهندس دومبا: إلى أي مدى يعتبر الافتقار إلى الأسلحة النووية نتيجة مظلة نووية أو تعقيد المشروع؟ هذا سؤال مفتوح.

على الرغم من البعد عن احتمال اعتماده ضد دول الخليج ومصر وتركيا، فإنه إجراء يستحق أن تحاول دولة إسرائيل تجربته, زاعما أن البديل هو معالجة برنامج نووي عسكري، في ثلاث دول على الأقل - تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية.

 فهذه الدول لن تكون قادرة على البقاء في وضع غير مؤات من الناحية الأمنية تجاه إيران، وفق قول الموقع.