سابقة خطيرة.. ما تداعيات اختراق 16 مقاتلة صينية لمجال ماليزيا الجوي؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة إيطالية أن ماليزيا رغم نجاحها في مجابهة تفشي جائحة كورونا "بشكل فعال"، إلا أنها اضطرت إلى فرض إغلاق شامل لمدة 14 يوما؛ بسبب موجة جديدة تسببت في ارتفاع عدد الحالات الإيجابية.

وقالت "إيل كافي جيوبوليتيكو" إن احتجاج ماليزيا على انتهاك 16 مقاتلة صينية مجالها الجوي وتحليقها فوق أراضيها بداية يونيو/حزيران 2021، أدى إلى زيادة تعقيد الوضع خصوصا وأن الصين لا تمثل فقط واحدة من القوى العالمية الكبرى، وإنما أيضا أحد أهم شركائها الإستراتيجيين.

تفاقم الوضع

وذكرت الصحيفة أن حكومة رئيس الوزراء محي الدين ياسين نجحت من خلال إغلاق مؤقت في الحد من ارتفاع الإصابات خلال الأشهر الأولى من عام 2020 التي ضرب فيها الوباء بشدة. 

علاوة على ذلك، اقترحت الحكومة حزم تحفيز مالية ضخمة تصل إلى 65 مليار يورو، تهدف إلى دعم الاقتصاد وجذب المستثمرين الأجانب في المستقبل.

وأفادت الصحيفة أن مايو/أيار 2021، شهد زيادة في عدد الإصابات المسجلة بشكل كبير مرة أخرى، حيث وصلت إلى 560 ألف شخص بداية يونيو/حزيران، لذلك قررت الحكومة، من أجل الحد من انتشار الفيروس، فرض إغلاق جديد لمدة أسبوعين، من 1 إلى 14 يونيو/حزيران.

ونتيجة لهذا القرار اضطرت العديد من الشركات متعددة الجنسيات، من بينها "هوندا" و"تويوتا"، إلى إيقاف الإنتاج مؤقتا، وهذا العامل، إلى جانب جميع العوامل الأخرى، سيتسبب في آثار كبيرة على الصعيد الاقتصادي للبلاد، تتوقع الصحيفة الإيطالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن سلطات كوالالمبور احتجت في أوائل يونيو/حزيران، على ما وصفته بانتهاك للسيادة من قبل 16 طائرة حربية تابعة للقوات الجوية الصينية وتحليقها فوق المنطقة الاقتصادية الخالصة لماليزيا في بحر الصين الجنوبي.

وأضافت أن الموقف تفاقم في ظل عدم إبلاغ الطائرات الصينية مراقبي الحركة الجوية الماليزيين عن  مسار تحليقها، مما خاطر باحتمال وقوع تصادم مع الطائرات الماليزية التي قامت باعتراضها.

في البداية، صرح وزير الخارجية الماليزي هشام الدين حسين، أن بلاده ستوجه مذكرة احتجاج دبلوماسية إلى بكين، بالإضافة إلى استدعاء سفير الصين لدى ماليزيا لاستيضاح الانتهاك الجوي لأجوائها. 

ورد بمذكرة الاحتجاج أن كوالالمبور تحافظ على علاقات ممتازة مع الصين، رغم بعض الخلافات، وبالتالي سيكون من المؤسف الإضرار بهذه العلاقات المثمرة لكليهما.

سابقة خطيرة

من جانبها، تزعم بكين أن تحليق طائراتها كان مجرد تمرين روتيني لسلاح الجو الصيني، مشددة على أن هذا التمرين يحترم تماما قوانين القانون الدولي وبالتالي لم يحدث أي خرق.

ورجحت الصحيفة بالقول إنه من المحتمل جدا أن تكون بكين قد هدفت بهذا الإجراء إلى إعادة تأكيد هيمنتها على بحر الصين الجنوبي الذي تصدر عناوين الأخبار على الصعيد الدولي في عديد المناسبات بسبب ما يشهده من نزاعات إقليمية عديدة عادة ما تكون الصين طرفا فيها.

ونوهت بأن هذه المنطقة تلعب أيضا دورا إستراتيجيا من الناحية الاقتصادية، لا سيما وأن حركة المرور البحري عبر بحر الصين الجنوبي تبلغ قيمتها أكثر من 3 تريليونات دولار سنويا.

وأوضحت الصحيفة أن الحادث الدبلوماسي يفترض وقفة تأمل بالنسبة لماليزيا: فالصين من جهة شريك رئيس لكوالالمبور، ولكنها في الوقت نفسه أيضا منافس إستراتيجي وأحيانا جار غير مريح. 

وأردفت أن التهديد الأكبر بالنسبة للحكومة الماليزية، يتمثل في خطر توتر العلاقات الثنائية وإلحاق الضرر بالاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، لا سيما في سياق مبادرة الحزام والطريق، مشروع البنية التحتية الصينية العملاق الذي تشارك فيه ماليزيا أيضا.

في المقابل، ترى الصحيفة أنه من الخطورة للغاية أن تقبل كوالالمبور هذا النوع من التجاوزات لما قد يشكله من سابقة خطيرة، قد تؤدي إلى خلافات لاحقة، وبالتالي إلى تدهور العلاقات بين دول المنطقة.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن "كوالالمبور مطالبة الآن بالقيام بخطوة بالغة الأهمية وهي محاولة إقناع بكين، من خلال أداة الدبلوماسية، بالاعتراف بالخطأ المرتكب، لكي لا يمر مرور الكرام خصوصا وأنه قد  يؤدي إلى سابقة خطيرة".