"خاشقجي جديد".. اتهامات لابن زايد باغتيال الناشطة الإماراتية آلاء الصديق

أبوظبي - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

نعى ناشطون على تويتر، الإماراتية المعارضة، المديرة التنفيذية لمنظمة "القسط" لحقوق الإنسان، آلاء الصديق، التي لقيت مصرعها في 20 يونيو/حزيران 2021، إثر حادث سير بالعاصمة البريطانية لندن، مؤكدين أن "إصلاحيو الخليج" فقدوا عنصرا مهما وفاعلا بمسيرة الديمقراطية.

وذكر الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي "#آلاء_الصديق_في_ذمة_الله"، "#آلاء_الصديق"، بمسيرتها الحقوقية ودفاعها عن والدها الداعية محمد عبد الرزاق الصديق، المعتقل في الإمارات منذ عام 2012، والمحكوم عليه بالسجن 10 سنوات، بتهمة تدبير انقلاب ضمن ما يعرف بقضية "جمعية الإصلاح".

وشكك ناشطون في طبيعة وفاة آلاء بحادث سير، لافتين إلى أن حوادث السير في بريطانيا ليست أمرا مألوفا، واتهموا النظام الإماراتي بالوقوف وراء تصفيتها، مشيرين إلى تعرضها للتهديد والانتقام ما لم تتوقف عن الدفاع عن والدها والتذكير بقضيته والامتناع عن العمل الحقوقي.

وأشاروا إلى أن النظام في أبو ظبي كان يلاحقها، لأنها عرفت بمعارضتها لسياسات الإمارات وبرزت برفضها لاتفاقيات تطبيع بلادها مع الاحتلال الإسرائيلي ومناصرتها للقضية الفلسطينية، مؤكدين أن القتل وتكميم الأفواه والتغييب لن يسكت الأفكار وأصوات الحرية. 

وطالب الناشطون السلطات البريطانية بفتح تحقيق شامل في الحادث، لمعرفة السبب الحقيقي، وهل كان متعمدا ومدبرا من قبل المخابرات الإماراتية كما حصل تصفية معارضين سابقين، كونها من أبرز الناشطات المدافعات عن حقوق الإنسان في الإمارات. 

وربط ناشطون بين وفاة آلاء واغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في أكتوبر/تشرين الأول 2018 ثمنا لإصراره على الدفاع عن حق الكلمة والحرية والعدل، ووصفوها بـ"خاشقجي جديد" لمساعيها للدفاع عن الحق والإنسانية.

آلاء، لاجئة سياسيا في بريطانيا وملاحقة من قبل السلطات الإماراتية بسبب نشاطها الحقوقي المتصاعد منذ اعتقال والدها وتعهدها بأنها "لن تكف عن الدفاع عنه" وطلب إطلاق سراحه، وسبق أن تحدث عنها وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عام 2018، معلنا أن بلاده رفضت طلب أبو ظبي تسليمها.

فجع الموت

ونعى ناشطون آلاء وترحموا عليها، فيما سرد حقوقيون بعض الذكريات التي جمعتهم مع آلاء عبر العمل أو في الندوات واللقاءات الحقوقية، مستنكرين ترويج شخصيات إماراتية بارزة محسوبة على النظام ومعروفة بأنها أبواق ناطقة باسمه لأخبار عن مساعي آلاء للعودة إلى الإمارات.

وأشارت الناشطة ليلى الرفاعي، إلى أنها "منذ أيام تحدثت معها عن المنفى، وعن حاجتنا للعادي لنكون بخير كأن نجد من يسمعنا وهذا وحده يلملم بقايانا الجريحة. فجعت اليوم بآلاء ميتة في منفى بعيد وما زالت ذكرى ميلادها غضة وذاكرتها متقدة بالأب المظلوم والبلاد الظالمة التي ما حصدنا إلا لعناتها في حين حصدتنا كلنا".

واقتبس الناشط السعودي المعارض عمر عبدالعزيز، تغريدة للمستشار الإماراتي عبد الخالق عبدالله، يصف فيها آلاء بأنها ذكية ومثقفة ومتحدثة لبقة، زاعما أنها أصبحت ضحية تنظيم سري عبثي هارب من العدالة، وكانت تنوي العودة لحضن أسرتها بعد فترة من الغربة والضياع والهروب والابتعاد عن الوطن.

وعقب عمر قائلا: "كانت تنوي الاستماع لصوت والدها يا عبدالخالق وأن تراه حرا طليقا، والدها الذي سجنه سيدك (ولي عهد أبو ظبي محمد) بن زايد منذ سنوات، فلا تكذب ولا تدلس".

ورأى الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد إلهامي، أن تعليق أبواق الإمارات مثل عبد الخالق عبد الله وحمد المزروعي على وفاة آلاء الصديق "تزيد من الشكوك في هذه الوفاة"، قائلا: "يكاد المريب يقول خذوني!!!". وقال المغرد عدنان حمدان: "ما دام عبد الخالق عبد الله وحمد المزروعي يروجان لكذبة رغبة آلاء بالعودة للإمارات وعليه قامت المعارضة بتصفيتها كما يهذون؛ فعليهم ترجمة ذلك عمليا بترتيب تشييع جثمانها إلى الشارقة وإقامة جنازة مهيبة لها بمشاركة ذويها". 

خاشقجي جديد

وشكك ناشطون في وفاة آلاء، واتهموا النظام الإماراتي بالوقوف وراء تصفيتها، وطالبوا بتحقيقات شفافة وإعلان نتائجها، مشيرين إلى أن وفاتها لا تختلف عن اغتيال السعودية للصحفي خاشقجي.

ولفت أستاذ الأخلاق السياسية، محمد مختار الشنقيطي، إلى أن آلاء توفيت بعدما صدمتها سيارة  في بريطانيا فيما يشبه العمل الإجرامي، وقد قضت العقد الأخير من عمرها مدافعة عن تحرير والدها السجين في أبوظبي مع خيرة أبناء الإمارات، قائلة إنه عرفها في الدوحة ملتزمة كريمة السجايا.

وأشار أستاذ العلوم السياسية السعودي، أحمد بن راشد بن سعيد، إلى وفاة آلاء الصديق في حادث سير لم تعرف تفاصيله بعد، مطالبا بالتحقيق في تفاصيل مقتلها.

وأضاف أنه التقاها في لندن وكانت مثالا للخلق والعطاء، وكانت ترفع لواء الدفاع عن أبيها والمظلومين من أمتنا.

ولفت الإعلامي أنيس منصور، إلى أن آلاء تعرضت لحادث مروري "كما يبدوا أنه متعمد"، مشيرا إلى أنها "فضحت شيطان العرب في الإعلام الدولي". فيما قال الصحفي عبدالجبار عوض الجريري: "النظام السعودي قتل خاشقجي، والنظام الإماراتي قتل آلاء الصديق هذه الحقيقة". وأكد المغرد عبدالله محمد، أن "عصابة محمد زايد في لندن تنتقم من الباحثة آلاء الصديق"، متسائلا: "هل عرفتم التسامح الإماراتي اللعين؟ إنها الإمارات بلد السعادة الكاذبة".

سيرة آلاء

وأثنى ناشطون على آلاء وصمودها وثباتها على الحق ودفاعها عن المظلومين وتمسكها بالدفاع عن والدها واستمرارها في محاولة إيصال صوته.

وأشار رئيس تحرير موقع "نون بوست"، محمد بشير، إلى أن آلاء ماتت مغتربة مدافعة عن والدها المسجون ظلما، وعن معتقلي الرأي وعن الحرية والعدالة في الإمارات والعالم العربي.

وأوضحت الإعلامية حياة اليماني، أن آلاء "كتبت كل مرثياتها بنفسها ولم تترك لأحد أن يرثيها بأفضل مما فعلت"، مؤكدة أنها "رحلت بعد أن أربكت كل المعادلات عن الحق والحرية والجمال والفن والذوق وأسست لمعادلة البنوة الصادقة كما لم يفعل أحد". من جهته، أكد رئيس المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان علي الدبيسي، أن آلاء "عكست نموذجا مثاليا للفتاة الخليجية التي استوعبت أننا في مصير مترابط ومشترك، فتعددت عطاءاتها وخلفت مسيرة تقتدى". وكتب مستشار وزير الأوقاف السابق، محمد الصغير: "الشابة آلاء الصديق اعتقلت الإمارات والدها محمد الصديق عام 2012، فقررت الدفاع عنه بكل قوة ضد نظام ابن زايد الذي سحب جواز سفرها وألغى جنسيتها، توفيت اليوم بعدما صدمتها سيارة مجهولة في لندن كما يحدث في عمليات التصفية التقليدية التي ترتكبها أنظمة الطغيان".