بنسبة 50 بالمئة.. لماذا ارتفعت تكلفة شحن البضائع من الصين؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة روسية عن ارتفاع أسعار الشحن من الصين إلى جميع البلدان وعن أسباب ذلك والحالة الحالية للاستيراد والتصدير في روسيا والولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيت" في مقال للصحفية والكاتبة إيرينا زانداروفا أن تكلفة الشحن من الصين ارتفعت بنسبة 50 بالمئة. 

إذ زادت تكلفة البضائع التي يتم تسليمها من الصين في يونيو/حزيران 2021، التي تصل إلى 30 بالمئة مما كانت عليه في مارس/آذار  وأبريل/نيسان.

تحالف أسيكس

الآن الموردون يستأجرون الحاويات لشهر يوليو/تموز، وقد زاد تسليمها إلى روسيا بنسبة 20 بالمئة أخرى، وفقا لما قاله "اسيكس" وهو أول تحالف لوجستي دولي روسي للصحيفة.

ونشبت أزمة شحن أخرى بسبب تفشي فيروس كورونا في مقاطعة جوانجدونج - مركز تجارة الحاويات، مما أدى إلى الإغلاق الجزئي لمحطة يانتيان في شنتشن وإعادة توزيع البضائع لصالح المحطات القريبة. 

وتسبب الوضع الحالي في ازدحام وتعطيل تشغيل الموانئ وزيادة في تكلفة توصيل البضائع.

كما ذكرت الكاتبة أنه في هذا النطاق بدأ سوق الشحن من الصين بالتفاقم منذ نهاية عام 2020. ففي البداية، كان هناك نقص في حاويات الشحن، مما أدى إلى اضطرابات في مواعيد تسليم البضائع في العديد من البلدان حول العالم. 

في أواخر مارس/آذار، جنحت سفينة حاويات في قناة السويس مما أدى إلى إغلاق الطريق البحري الرئيس من أوروبا إلى آسيا. 

صرح رئيس التحالف اللوجستي الدولي الروسي "ميروسلاف زولوتاريف" بالقول: "لا ندري إذا كان التفشي الحالي للفيروس سيكون أكثر إيلاما لسوق الشحن من حادث قناة السويس. على الأرجح، نعم، لأن عدد الحاويات المضبوطة سيكون أكبر". 

بالفعل، تضاعف وقت تسليم البضائع من الصين 65 وحتى 85 يوما. نتيجة لذلك، بدأ العديد من الموردين في البحث عن طرق بديلة. 

على سبيل المثال، يمكن أن يقلل النقل بالسكك الحديدية الوقت حيث سيستغرق نقل البضائع من الصين إلى روسيا إلى 35-45 يوما بهذا المنوال.

وعلقت زانداروفا أنه عليك أن تدفع علاوة إضافية مقابل سرعة توصيل البضائع. فكما قال إيفان فيدياكوف "المدير العام لشركة انفولاين"، إنه مع الأسعار الحالية لتسليم البضائع عن طريق الشحن البحري، قد يصبح حتى نقل البضائع عن طريق الجو بديلا. 

بالطبع، ليس لجميع الشحنات. في أغلب الأحيان، يتم اتخاذ هذا الإجراء من قبل المشترين للمعدات الصناعية والمعدات عالية التقنية والمكونات الخاصة بها.

ماذا يتوقع الخبراء؟

لذلك لا يتوقع الخبراء ارتفاع أسعار السلع من الصين. 

كما صرح إيفان فيدياكوف أن الموردين درسوا مخاطر استيراد البضائع من حيث تكلفة المنتجات النهائية في نهاية عام 2020، عندما بدأت للتو صعوبات نقل البضائع.

وأشارت الكاتبة إلى أن السوق الآن دخل في مرحلة تغيير الطرق المعتادة لتوريد المنتجات، هذا أفضل ما يمكن رؤيته في الصناعات الخفيفة. 

بدأ المصنعون الروس في استبدال منتجات المنطقة الآسيوية بشكل فعال، حيث أصبح توفير الأحذية والملابس والإكسسوارات والمنسوجات من آسيا طويلا ومكلفا. 

هناك أيضا عملية نشطة لاستبدال البضائع من الصين بالمنتجات المصنعة في دول الاتحاد الجمركي. 

 لسوء الحظ، هناك بعض التغييرات التي سيتعين على المستهلكين التعامل معها. على سبيل المثال، حقيقة أنه سيكون هناك عدد أقل من الهواتف الذكية الصينية في السوق الروسية، كما يقول إيفان فيدياكوف.

يقول فيدياكوف إنه "في الآونة الأخيرة، احتلت الصين مكانة رائدة في إنتاج المعدات الصناعية والراتنجات التي تستخدم في إنتاج المواد المركبة". 

فلا يوجد لدى المصنعين من البلدان الأخرى بدائل لهذه المنتجات، لذلك سيتعين على المشترين تحمل صعوبات التسليم. 

أشار زعيم التحالف اللوجستي الدولي الروسي إسيكس ميروسلاف زولوتاريف، إلى أن تفشي الفيروس في مدينة قوانغدونغ قد يكون أكثر إيلاما لسوق الشحن من حادث قناة السويس، حيث سيكون عدد الحاويات المضبوطة أعلى.

كما نقلت جريدة ريتيل أنه وفي وقت سابق أفادت الأنباء أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان من العام 2021 زاد بنسبة 19.8 بالمئة إلى 40.2 مليار دولار، حيث يتضح هذا من خلال بيانات دائرة الجمارك الرئيسة في البلاد.

عوامل تفاقم الوضع

كما أدت العوامل الخارجية إلى تفاقم الوضع، بالنسبة لبعض شركات النقل، فأصبحت الطرق المؤدية إلى أوروبا مربحة للغاية لدرجة أنها لم تنتظر تحميل الحاويات في الموانئ الأوروبية، والعودة إلى الوراء.

ولعبت السنة الجديدة "الصينية" دورا تقليديا في فبراير/شباط، وتم تعليق النشاط التجاري في الصين. 

بالإضافة إلى ذلك، تسببت سفينة الحاويات ايفر جيفين، التي علقت في قناة السويس، بخسائر للاقتصاد العالمي بلغت 9.5 مليار دولار يوميا في مارس/آذار 2021.

وذكرت الصحيفة أيضا أنه مع ذلك، وبحلول نهاية مارس/آذار 2021، بدأ الوضع في الاستقرار وأصبح إيجابيا.

 على سبيل المثال، بلغت تكلفة نقل حاوية 40 قدما عن طريق البحر من الصين إلى سانت بطرسبرغ في أغسطس/آب 2020 حوالي 2.2 ألف دولار.

وفي ديسمبر/كانون الأول 10-11 ألف دولار، وفي نهاية مارس/آذار 2021 انخفضت إلى 5-7 ألف. 

بذلك انخفضت تكلفة تسليم الحاوية الأولى إلى فلاديفوستوك في مارس/آذار بنحو 30 بالمئة مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني. 

ولا تزال الرسوم الجمركية على الشحن البحري من الصين مرتفعة للغاية، ولا تكاد تكون الآمال في تخفيضها إلى مستوى صيف 2020 مبررة. 

خفضت العديد من شركات النقل بالفعل أسعار الشحن البحري، ولكن ليس كلهم ​​على استعداد لضمان توافر المقاعد بهذه الأسعار. 

يتوقع الخبراء أنه بحلول الصيف، سينخفض ​​سعر الشحن بنسبة 25-30 بالمئة مقابل مستواه مارس/آذار.

سيصل هذا إلى حوالي 4.5 آلاف دولار من الموانئ الرئيسة لجمهورية الصين الشعبية إلى سانت بطرسبرغ.