موقع عبري: إسرائيل قلقة من حوار "سري محتمل" بين حماس ودول أوروبية

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يخشى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية من احتمال فتح بعض الدول الأوروبية حوارا سريا مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في أعقاب العدوان الأخير على قطاع غزة.

تنبع تلك التخوفات، وفق ما تقول مواقع عبرية، من تعزز موقف حماس في الساحة الفلسطينية، إذ أنها أصبحت "عاملا إقليميا مهما يفرض على إسرائيل أن تكون يقظة".

قلق إسرائيلي  

وأشار موقع "زمن إسرائيل" الأمني العبري، إلى أن تل أبيب رحبت قبل أيام بتصريحات وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، الذي انتقد بعض دول العالم التي تكتفي بمجرد إعلانها الذراع العسكري لحماس وحزب الله (اللبناني) و(جماعة) الإخوان (المسلمين) منظمات إرهابية، ولا يشمل هذا التعريف أذرعها السياسية "لأنه لا فرق بينهما".

وتشترك دول مثل السعودية والبحرين في تأييد ودعم وتنفيذ هذا الموقف أيضا، ففي الرياض يخضع حوالي 60 ناشطا من حماس للمحاكمة بتهمة "التهريب وغسيل الأموال لصالح الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة باستخدام صرافين في تركيا".

لكن وزارة الخارجية في إسرائيل قلقة للغاية من احتمال قيام بعض الدول الأوروبية بفتح قنوات اتصال سرية مع حماس في أعقاب المواجهة الأخيرة (10-21 مايو/أيار). 

ويرى الموقع العبري أنه في عام 2007، بعد سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة، وضعت الرباعية الدولية ثلاثة شروط للحوار معها.

كان من أهم تلك الشروط الاعتراف بإسرائيل، وبالاتفاقيات بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، وإدانة "الإرهاب"، ولكن الآن الخوف في إسرائيل هو أن التآكل في هذا الموقف والتخلي عنه سيبدأ.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي صديقة حميمة ومقربة لإسرائيل، بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إنها تدعم الاتصالات غير المباشرة مع الحركة، لأنها ضرورية للتهدئة.

أثارت تصريحاتها توقعات عالية في قيادة حماس بإمكانية وجود قنوات سياسية للتواصل مع الدول الأوروبية.

وتوسطت المخابرات الألمانية بين إسرائيل وحماس في صفقة إطلاق الأسير جلعاد شاليط من غزة عام 2011، إلى جانب المخابرات المصرية، وهي تشارك حاليا في جهود الوساطة لإعادة الأسرى الإسرائيليين الأربعة كجزء من صفقة تبادل جديدة.

ولفت الموقع العبري الأمني إلى أنه خلال المواجهة الأخيرة، تمكنت حماس من وضع نفسها كلاعب إقليمي مهم بفضل قوتها العسكرية وقدرتها على خلق توازن للردع ضد إسرائيل، حيث أصبحت عاملا يجب مراعاته في الساحة الفلسطينية.

فقد استطاعت إثارة فلسطينيي 48 وسكان شرق القدس والضفة الغربية وكذلك الفلسطينيين في الدول العربية.

لاعب إقليمي

ولا تكتفي حماس بالقوة العسكرية فحسب، بل أيضا بإستراتيجية سياسية، وهي تعرف كيف تخفي في حوارها الإعلامي نواياها الحقيقية الداعية  لتدمير إسرائيل، يقول الموقع. 

وأشار المحلل الأمني الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" إلى أن الدول الأوروبية تثق بالقاهرة. وتخشى إسرائيل أن تستغل حماس مصر وقطر لجر بعض الأوروبيين إلى حوار سري معها.

وستجد أوروبا صعوبة في الوثوق سياسيا بالسلطة الفلسطينية التي ضعفت بشكل كبير، فقد أثبتت حماس أنها العامل الأقوى في الساحة.

تعزز ذلك الأمر من خلال النظر إلى السلطة على أنها فاسدة وتقوم بعمل ما يطلب منها من الولايات المتحدة وإسرائيل. لذلك من المحتمل جدا أن تبحث أوروبا عن طريقة للحوار مع حماس، وفق تقديره.

ويرى ابن مناحيم أن الأنظار تتجه الآن نحو ما ستفعله الحكومة الإسرائيلية الجديدة حيال ذلك، وما إذا كانت يقظة حتى لا تحصل حماس على أي شرعية دولية، سواء كانت  سرية أو علنية. 

ويقول كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها "حماس منظمة إرهابية معادية للسامية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمحور الشر الذي تقوده إيران والتي تدعو علنا إلى تدمير إسرائيل".

وأيضا هناك اعتماد كبير على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حيث يجب أن تكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة يقظة حتى لا يطرأ تغيير على المواقف الأميركية تجاه حماس، وأي تغيير من هذا القبيل ستتبعه أوروبا تلقائيا أيضا.

وخلص المحلل إلى القول إن حماس ستحاول الدفع باتجاه أي عملية سياسية مع إسرائيل بصفتها "ممثل الشعب الفلسطيني" من أجل الإطاحة بسلطة رام الله وكجزء من جهودها للسيطرة على منظمة التحرير.

الكلمات المفتاحية