"وصمة عار".. استياء شعبي من استمرار اعتقال صحفي مغربي مضرب عن الطعام

الرباط - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

دعا ناشطون على تويتر، لإنقاذ الصحفي المغربي سليمان الريسوني، المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين؛ احتجاجا على استمرار توقيفه "احتياطيا" منذ مايو/أيار 2020، بناء على شكوى تقدم بها شاب يتهمه فيها بـ"اعتداء جنسي"، وهو الاتهام الذي ينفي الصحفي صحته.

وطالب ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أنقذوا_سليمان_الريسوني، #سليمان_الريسوني، #سليمان_يقتل، #save_soulaiman_raissouni، بإطلاق سراح الريسوني، مستنكرين تجاهل السلطات المغربية لتدهور حالته الصحية ومماطلة القضاء المغربي في محاكمته وتأجيلها.

والخميس، أرجأت محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء (شمال غرب)، النظر في قضية الريسوني المعتقل في سجن عين السبع بالدار البيضاء إلى 15 يونيو/ حزيران الجاري.

ووصف ناشطون الحكومة المغربية بـ"الدولة البوليسية" و"العصابة" المتعمدة قتل الأحرار وكتم الأصوات وتكميم الأفواه وكسر الأقلام بمطاردة الصحفيين ومحاربة الصحف المستقلة، متهمين المسيطرين على مفاصل الدولة بالانقطاع عن واقع المغرب وحال المغاربة.

وندد ناشطون بتعمد السلطة المغربية التعامل مع الشعب بأنه "بلا رأي سياسي"، واتباع نهج دول عرفت بملاحقة المعارضين المطالبين بتعديل المشهد السياسي والساعين للإصلاح بتهم الخيانة والعمالة والانفصال أو بتلفيق التهم.

وعادة ما تستخدم السلطات "الاتهامات الجنسية" بحق الناشطين والصحفيين لتشويه سمعتهم واعتقالهم، حيث حكم على مؤسس صحيفة "أخبار اليوم" المستقلة، توفيق بوعشرين، بالسجن 12 عاما بتهمة "العنف الجنسي".

وضع الريسوني

وتحدث ناشطون عن ملابسات اعتقال الريسوني وسبب إضرابه عن الطعام، وأشار المغرد زهير، إلى مرور شهرين متتابعين من إضراب الريسوني عن الطعام، والاعتماد فقط على الماء والسكر ليبقى على قيد الحياة، متسائلا: "هل تتخيل؟".

وقال مغرد آخر: "سليمان الريسوني 66 يوما من الإضراب عن الطعام من أجلنا جميعا، مقالاته من أجل الوطن والمصلحة العامة.... أحس بنبضه الضعيف وقوته المتهالكة وجسده النحيف أنقذوه.. اعتقوا الروح". وتساءل المغرد عبد الناصر: "أليس في الوطن رجل رشيد؟ هاد سليمان الريسوني آش دار (ماذا فعل)! قتل، اغتصب، بيدوفيليا؟ جريمة إرهابية، تخابر مع بوليساريو، دعا لإسقاط الملكية؟"، مستطردا: "فقط ما هو متاح حاليا عبارة عن شبهة لا دليل عليها ولم ترق حتى إلى مستوى التهمة !! لماذا هذا التعنت حتى وهو يكاد يهلك!!".

تلاعب إماراتي

واتهم ناشطون الإمارات بالتلاعب في ترتيب الوسم وترتيب صدارته وإخفائه من الأعلى تداولا، مطالبين بنقل مقر شركة "تويتر" من الإمارات.

ولاحظ المغرد زهير تناقص عدد التغريدات في الوسم، ناشرا صورتين الأولى تظهر الوسم ضمن الأعلى تداولا ليلة 12 يونيو/حزيران 2021، والأخرى بعدها بفترة تظهره مختفيا من قائمة الوسوم.

وأضاف: "يبدو أن الهاشتاغ مؤلم للمخزن (السلطة) لذلك طلب من حليفته الإمارات التلاعب بالهاشتاغ (مقر تويتر بالإمارات)"، طارحا خطة بديلة والاتفاق على هاشتاغ جديد.

وشكك المغرد يوسف في وجود تدخل إماراتي من أجل التعتيم على هاشتاغ #أنقذوا_سليمان_الريسوني، لافتا إلى مشاركته به في الصباح وكان الوصول له سهل لكن الآن إن لم تكتب الهاشتاغ كاملا لن تجده. 

وطالب إدارة تويتر بنقل سيرفرات الشرق الأوسط من الإمارات.

مطالبات بالحرية

وطالب ناشطون بالحرية للريسوني وإطلاق سراحه فورا، مشيرين إلى سوء السجل الحقوقي للمغرب واعتبار اعتقاله وصمة عار على جبين الدولة التي تدعي حقوق الإنسان.

وتحدث المغرد عبد الكبير منصور، عن وجود خطر يهدد حياة الريسوني، مطالبا بإنقاذ حياته.

وأوضح المغرد كرم وجود أكثر من حل لمتابعة الريسوني غير الاعتقال، منها متابعته في حالة سراح على الأقل، متسائلا: "لماذا هذا الإذلال والحقد، هل الدولة مؤسسة أم أداة لتفريغ أحقاد بعض المسؤولين؟ وهل القاضي أعمى لا يرى حالته الصحية؟!".

ولفت المغرد سعيد علاشي، إلى أنهم في السابق كانوا يطالبون بحرية التعبير وحرية الصحافة وأصبحوا يطالبون فقط بحرية الصحفيين، مضيفا: "أصبحنا نطالب بإطﻻق سراح الصحفيين بدﻻ من المطالبة بإطلاق سراح أقلامهم".

عصابة بوليسية

وهاجم ناشطون الدولة المغربية ووصفوها بتوصيفات مختلفة منها "الدولة البوليسية" و"العصابة"، مستنكرين ملاحقتها للمعارضين وأصحاب الرأي وتحويلهم لأشخاص أشد معارضة للدولة.

وحذر مغرد يدعى "فرتوت بن غصغصون" من قدوم اليوم الذي سيدفع فيه كل من قام بسجن الأحرار وتكميم الأفواه ولن ينفع فيه بعد ذلك الندم.

وأكد صاحب حساب "البراح"، أن الظلم الذي يتعرض له المغاربة ينتج معارضين أشداء، مذكرا بأن الكثيرين ممن تعرضوا لظلم الدولة البوليسية تراهم اليوم معارضين أشداء للنظام ورموزه الفاسدين، ومنهم المعتقل السابق بالسجون المغربية، محمد حجيب  والكاتب الصحفي علي لمرابط الذي حوكم بحكم إعدام مهني، والطيار مصطفى أديب.
فيما قال سعيد العلاشي: إن "العصابة المخزنية تشعر أنها لو تنازلت اليوم في ملف الريسوني فإنها ستكون مضطرة للتنازل غدا في ملف (قائد حراك الريف) ناصر الزفزافي وو وفي ملف التطبيع (مع إسرائيل)"، مضيفا: "العصابة لا تريد لصوت الشعب أن يكون له أي صدى في القرار السياسي، لا تريد لسياسات المغرب وعلاقاته ومواقفه أن تعكس نبض الشارع".

ميل ميزان العدل

وهاجم ناشطون القضاء المغربي، إذ تساءل المغرد المزكلدي جواد: "كيف وهل يعقل أن يترك  شخص سواء أكان متهما أو مدانا أو بريئا، سنة بدون محاكمة وحكم!؟ هل أدلة الإدانة ستنزل من السماء!؟ إذا لم تعرض خلال أكثر من سنة! فأين هي!؟".

ورأى المغرد سليم أن "المغرب يسير على خطى السعودية في قمع واعتقال المعارضين وزجهم بالسجن دون محاكمة وبدون مراعاة حالتهم الصحية".

وأكد مغرد آخر أن "بالمنطق لا يمكن تحقيق أي تنمية حقيقية دون صحافة حرة ونزيهة، وبالمنطق القانوني فلا معنى لاعتقال شخص لأكثر من عام دون محاكمة رغم توفره على كافة الضمانات لمتابعته في حالة سراح، و بالمنطق الأخلاقي فمن الواجب إنقاذ أي إنسان في حالة خطر"، مستنكرا أن "ميزان العدل أصبح مائلا".

وتطرق المغرد حسن، إلى أن جميع دول العالم يؤخذ فيها الوضع الصحي للمعتقل بعين الاعتبار من أجل حقه في محاكمة عادلة، إلا في المغرب يكون ذلك بمثابة عملية قتل يومية تجاه معتقلي الرأي، ويأتي من يحدثك عن وهم استقلال القضاء و فصل السلط، محملا الجميع مسؤولية حياة وحرية الريسوني.