"سأم العبث الماكروني".. هكذا فسر ناشطون صفع رئيس فرنسا بيد مواطنه

باريس - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون بتلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صفعة من أحد المواطنين، خلال زيارته منطقة دروم جنوب شرقي البلاد، في 8 يونيو/حزيران 2021، متداولين مقطع الفيديو الذي يظهر فيه راكضا نحو المواطنين ليسارعه أحدهم بصفعه على وجهه وهو يهتف ضد "الماكرونية".

واعتبروا خلال مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #صفعة_ماكرون، #صفع_ماكرون، #ماكرون، وغيرها،  أن ما حدث له نتيجة طبيعية لتعديه على الإسلام والمسلمين وإساءته للرسول صلى الله عليه وسلم، وتسببه في حالة احتقان داخلي وعالمي، واستفزازه لمشاعر المسلمين.

ودافع ناشطون عن الشخص المعتدي على ماكرون الذي قامت الشرطة باعتقاله هو ومصور الواقعة، ساخرين من قول ماكرون: إن "فرنسا تتمتع بحرية التعبير والتصويت.. ويجب ألا يكون هناك عنف وكراهية في الأفعال والخطابات، وإلا ستصبح الديمقراطية تهديدا".

وذكروا برمي الحذاء على الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش أثناء وجوده في العراق، ولكمة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أثناء وجوده وسط حشد جماهيري في مدينة ميلانو، وإلقاء البيض على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي خلال زيارته أيرلندا.

سأم ماكروني

وبحسب معلومات قضائية، أبلغ عنها المدعي العام في فالنسيا، أليكس بيرين، فإن الشخص الذي صفع ماكرون يدعى "داميان ت"، وساعده في ذلك "آرثر سي"، وكلاهما من سان فالييه جنوب شرق فرنسا.

وصرح المدعي العام بأنهما يبلغان من العمر 28 عاما، مشيرا إلى أن "دوافعهم غير معروفة في هذه المرحلة".

ورغم تكتم السلطات على الأسباب التي دفعت داميان لصفع ماكرون، إلا أن ناشطين رأوا أن صفع ماكرون يثبت أنه يعاني من مشاكل داخلية فضلا عن تشويه سمعة فرنسا خارجيا وتسببه في أضرار اقتصادية على خلفية حملات المقاطعة التي شنها المسلمون عقب دفاع ماكرون عن الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم واعتبارها حرية رأي وتعبير.

وأكدت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد، أن "ماكرون لم يصفع من عبث، موضحة أن شعب فرنسا نفسه سئم من العبث الماكروني الذي يحكم به البلاد وما جاءه لم يكن بيد عربي مسلم مضطهد في باريس، وإنما من مواطن فرنسي يدين بما يدين به ماكرون، لكنه لربما يختلف معه في الإنسانية!".

وأشار السياسي العراقي طارق الهاشمي، إلى أن "الصفعة التي تلقاها ماكرون توضح أنه يعاني من أزمة، وليس الإسلام كما يدعي دوما". وتساءل الإعلامي القطري جابر الحرمي: "هل تعيد الصفعة التوازن إلى ماكرون، وتجعله يفكر بعقلانية بعيدا عن حقد التحريض واستهداف الإسلام ورموزه وأتباعه..؟"، لافتا إلى أن حملات ماكرون منصبة على الإساءة للإسلام ونبيه دون الديانات الأخرى، التي لا يجرؤ على مهاجمتها..".

حال العرب

وربط ناشطون ما حدث لماكرون وما تبعه من حكم قضائي بواقع بلدانهم العربية وطرق التعامل مع مثل هذه المواقف وتوقعاتهم لتعقيب المسؤولين.

وكتب رئيس تحرير صحيفة "المصريون" جمال سلطان "ضحكنا بما يكفي على ماكرون وما جرى له، نحزن اليوم على حالنا، المدعي العام وجه لصافع ماكرون تهمة العنف ضد موظف مكلف بخدمة عامة، تخيل لو أن الصفعة على وجه (اللي بالي بالك)، كم شارع بجوار شارع المعتدي سيتم اعتقال جميع سكانه بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية؟!".

وأشار المغرد بسام أبو زيد، إلى قول رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس تعقيبا على صفع ماكرون: "لا يمكن للسياسة أن تقوم على العنف والتهجم اللفظي والاعتداء الجسدي"، معقبا بالقول إن "في لبنان لا تقوم السياسة إلا على العنف والتهجم اللفظي والاعتداء الجسدي، هذه هي القاعدة في لبنان ويفخر بها دعاة العنف". وقالت الإعلامية وسيلة عولمي: "بغض النظر عن الموقف من صفعة ماكرون ودوافعها، الحق يقال إن الكثير من الحكام والسياسيين في الغرب يتعرضون لمواقف مشابهة لأنهم ينزلون للشارع ويقتربون من الناس.. أما الحاكم العربي فهو "إذا" ذهب للشارع يكون الشعب قد ذهب لبيته وتم استبداله بشعب آخر تختاره حاشية الحاكم !!".

 حفاوة بالصفعة

واحتفى ناشطون بصفعة المواطن الفرنسي على وجه ماكرون، وأشار الناشط الفلسطيني خالد صافي، إلى أن "كل من دخل السوشيال ميديا شاهد أو نشر أو تحدث عن صفعة ماكرون، وكأن الله يريد أن يذله على مرأى ومسمع كل إنسان على هذا الكوكب".

ونشر الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب فيديو صفع ماكرون، معقبا بالقول: "سبحان الذي جعلك أضحوكة للعالم بأسره".

ووصف الإعلامي أسامة جاويش، ماكرون بـ"المتغطرس"، مؤكدا أنه "يستحق هذه الصفعة".

وقالت آيات عرابي، إن "اللقيط ماكرون الذي كان يقول أن سب خير الأنام وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم هي حرية تعبير، يتلقى صفعة مهينة ليهان أمام العالم من باب حرية التعبير"، مضيفة: "من أساء لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا يستحق ما هو أكثر من هذه الصفعة".

وأعرب الشاعر المصري المعارض عبدالله الشريف عن سعادته بصفعة ماكرون، قائلا: "أنا مبسوط أوي بصفعة ماكرون ونفسي تكون ترند عربي ونشوف ونستمتع بنفس حرية الرأي اللي نشر بيها الرسوم ".

مسلسل الصفعات

وذكر ناشطون بقذف الصحفي العراقي منتظر الزيدي، للرئيس الأميركي جورج بوش بحذائه أثناء زيارته للعراق في 2008 خلال إلقائه كلمته في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، وما حدث مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي.

وأشار أستاذ العلوم السياسية الكويتي، عبد الله الشايجي، إن "صفعة ماكرون من مواطن وفرح الكثير من العرب والمسلمين بصفعه لاستفزازه المسلمين ذكرته برمي الصحافي العراقي منتظر الزيدي الرئيس بوش الابن بفردتي حذائه في آخر زيارة لبوش للعراق عام 2008 وذلك لاحتلال قواته العراق والمآسي التي سببها، ولم يندم منتظر على إهانته بوش".

 وأشار المغرد عبد العزيز المطيري إلى أن "مسلسل الصفعات، والضرب، والشتائم ليس بالأمر المستغرب أمام رؤساء فرنسا"، لافتا إلى "تلقي الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي نصيبه عام 2011، جراء تهجم فرنسي غاضب خلال فترته الرئاسية آنذاك".