هاشم صفي الدين.. شبيه الأمين العام لـ"الحزب الله" اللبناني المرشح لخلافته

يوسف العلي | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

في ظل تصاعد الحديث عن تدهور الحالة الصحية لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، بدأت تكهنات كثيرة تشير إلى أن رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، من المحتمل أن يكون الرجل الأكثر قربا لخلافة الأول في قيادة الحزب بالمرحلة المقبلة.

صفي الدين الذي تربطه صلة قرابة مع حسن نصر الله، فضلا عن التشابه الكبير في الشكل والمظهر، يعتبر حاليا الرجل الثاني في حزب الله اللبناني، وليس قياديا اعتياديا، كونه يشرف بحكم رئاسته للمجلس التنفيذي على نشاطات الحزب الاقتصادية والاجتماعية.

مقرب لإيران

هاشم صفي الدين من مواليد عام 1964، من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور بجنوب لبنان، أكمل دراسته الدينية في مدينة قم الإيرانية، ومتزوج من ابنة رجل الدين الشيعي محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في البلاد.

صفي الدين هو "عديل" لوزير التنمية الإدارية الحالي إبراهيم شمس الدين (نجل الإمام محمد مهدي شمس الدين)، غير أن العلاقات مقطوعة بين "العديلين" بسبب اقتراب الرجل  من فريق "14 اذار" الذي ثار على الوجود السوري في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005.

هاشم صفي الدين، هو ابن عمة والدة حسن نصر الله، وإلى جانب هذه العلاقة الوثيقة، فإنه كثير الشبه به أيضا، سواء في الشكل أو في طريقة الكلام، وحتى بلثغة الراء.

صفي الدين، تربطه علاقة خاصة مع إيران تمنحه نفوذا داخل الهرم القيادي في حزب الله اللبناني، لأن شقيقه عبد الله ممثل الحزب في طهران، إضافة إلى أن نجله رضا هاشم زوج زينب ابنه قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.

وفي يونيو/ حزيران عام 2020، أعلنت زينب ابنة عماد مغنية- القيادي في حزب الله الذي قتل في انفجار سيارة مفخخة في دمشق 2008- عن زواج "زينب قاسم سليماني ورضا هاشم صفي الدين"، الأمر الذي أثار استغراب كثير من الإيرانيين كونه جاء بعد أقل من 6 أشهر على مقتل سليماني بغارة أميركية في بغداد.

صفي الدين من مؤيدي النظام الإيراني، إذ يرى أن "نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعا كاملا يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم".

واعتبر صفي الدين أن "النظرية تتضمن أمرين أساسيين: أولهما الولاية وثانيهما الفقيه الجامع للشرائط".

وأكد أن "ولاية الفقيه التي نؤمن بها ليست عنوانا لنفترق من خلاله عن الآخرين أو لنحصر الحق في الجانب الذي نأخذه، إذ إن الفهم الصحيح لملاكات الفكرة والالتزام السليم بها يكون سببا من أسباب جمع الطاقات وصهرها في خدمة مشروع الإسلام فالهدف منها هو الجمع وليس التفرقة".

قائد رديف

في تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2008، قالت إن "بعض المقربين من عائلة هاشم صفي الدين، ذكروا أن الأخير كان أحد ثلاثة كانوا موضع عناية واهتمام عماد مغنية".

هؤلاء الثلاثة هم: حسن نصر الله، والشيخ نبيل قاووق أحد أبرز قادة حزب الله، وصفي الدين نفسه، موضحا أن مغنية هو من أرسل الثلاثي إلى قم وسهل أمورهم هناك.

وكتب لهؤلاء الثلاثة أن يكونوا من أبرز قادة "حزب الله" في أوائل التسعينات من القرن العشرين، فأصبح نصر الله أمينا عاما، وصفي الدين مديرا تنفيذيا للحزب بالمقياس المؤسساتي، وبمثابة رئيس حكومة الحزب.

أما الشيخ قاووق فأصبح قائدا عمليا لمنطقة الجنوب ذات الاهتمام الكبير لدى قيادة الحزب وموقع قوته العسكرية الكبرى.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقريرها عن أحد من أسمتهم بـ"المطلعين" على الوضع داخل "حزب الله" إن الحزب لم يكن يوما من دون قيادة رديفة، وأن صفي الدين أعد منذ عام 1994 ليكون البديل لنصر الله.

عمل صفي الدين في الإدارة اليومية لـ"حكومة حزب الله" وانخراطه في إدارة المؤسسات الضخمة التابعة له وفرا له فرصة لـ"يتمرن" بوصفه الرئيس التنفيذي على القيادة وإمساك المفاصل الأساسية في الحزب، خصوصا بإدارته ملفي "المال والإدارة".

شكل هؤلاء "ثلاثي القوة" في حزب الله، مغنية القوة العسكرية، ونصر الله القوة السياسية وصفي الدين القوة الإدارية.

واليوم يعتبر موقع الرئيس التنفيذي ثاني مواقع القيادة في حزب الله، إذ يتولى متابعة التفاصيل اليومية في العمل الحزبي والإجراءات التنظيمية، كما أنه يتحكم بمفاصل الحزب كافة لأنه يمسك "الأرض والجمهور".

كما أن رئيس هذا المجلس هو تلقائيا من أعضاء مجلس الشورى، وهو القيادة الفعلية للحزب وهي منتخبة ولايتها 3 سنوات قابلة للتجديد.

ويتكون المجلس حاليا من 7 شخصيات؛ على رأسهم نصر الله يتولى كل منهم ملفا خاصا، ويدير قطاعا من قطاعات الحزب.

ويدير المجلس التنفيذي الذي يرأسه صفي الدين أيضا مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية لحزب الله وتمويل جسده التنظيمي الهائل الذي لا يخضع لتمويل "الأموال الشرعية" المرصودة أساسا للعمل المسلح "المقاومة".

ولا تقتصر خبرة صفي الدين على الجوانب التنفيذية والمالية والإدارية اليومية، إذ إن المجلس التنفيذي نفسه كان يضم تحت إدارته العمل العسكري، قبل أن يتم إنشاء "المجلس الجهادي" المختص بإدارة عمليات العسكرية وفصل صلاحياته عن التنفيذي.

وفي يوليو/ تموز عام 2018، صنفت وزارة الخزانة الأميركية هاشم صفي الدين على لائحة الإرهاب، أسوة بتعامل الولايات المتحدة مع مليشيا "حزب الله" اللبناني بشكل عام.

خليفة منتظر

وفي آخر تصريحات لهاشم صفي الدين، في مايو/ أيار 2021 قال إن "استهداف مطار بن غوريون هو استهداف نوعي وهو من بركات الدفاع عن القدس وكل ذلك لا يحصل دون تضحيات".

واعتبر صفي الدين أن "ما يحصل اليوم في فلسطين هو الدافع الذي سيجعل كل الأطراف تنضم إلى محور المقاومة"، مشيرا إلى أن "فيلق القدس اليوم يحقق إنجازات كبيرة وعلى مستوى الرؤية يظهر أن هذه نتائج ما فعله الحاج قاسم سليماني".

وعلى الجانب الإسرائيلي كان لافتا الاهتمام الكبير بشخص "صفي الدين"، حيث تناول موقع "واللا" العبري في يونيو/حزيران 2021، العديد من الأخبار التي تحدثت عنه وخلافة ومرض نصر الله.

وأشار الموقع إلى ما قال إنها عمليات توزيع "الخبز والماء كزكاة لصحة حسن نصر الله" و"سعادة واشتياق الكثير من الإسرائيليين إلى سماع أخبار تفيد بأنه يحتضر وفي حالة موت سريري".

وبحسب الموقع العبري، فإن آمال الإسرائيليين تبددت بعد تقارير تفيد بأن حسن نصر الله عاود نشاطه ويقابل مسؤولين في "حزب الله"، لافتا إلى أنه "يمكن القول بيقين نسبي إن الرجل الذي سيخلفه لن يكون سوى ابن خاله، هاشم صفي الدين".

وأضاف "واللا": "في وقت مبكر من عام 2008، نشرت أولى التقارير التي تفيد بأن صفي الدين، رجل الدين الشيعي والمسؤول البارز في حزب الله، قد باركه الإيرانيون كخليفة منتظر".

وتابع الموقع العبري بأن شخصية أخرى يمكن ذكر اسمها في هذا السياق هي نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، رغم أنه يعتبر شخصية رمزية، مثل نائب رئيس الولايات المتحدة.

وقال محلل الشؤون العربية في موقع واللا، آفي يسسخاروف، من جهته بهذا الصدد: "في كلتا الحالتين، يجب القول، إن نصر الله يعتبر بالطبع شخصية كاريزمية بشكل خاص تثير الرعب في الجانب الإسرائيلي. لكن المنظمة بعيدة كل البعد عن كونها عرضا فرديا".

وأضاف: "حزب الله لسوء الحظ سيصمد أيضا حال رحيل "مبكر" للرجل، ويجب أن نذكر هنا أن هناك من اعتقد في إسرائيل أن اغتيال عباس موسوي (الأمين العام السابق للحزب) سيضعف المليشيا، لكن بعد ذلك جاء نصر الله".