صحيفة أميركية: روسيا تواجه منافسة سعودية إماراتية لتسليح العراق

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة أميركية أن روسيا تواجه منافسة من السعودية والإمارات في سعيها لزيادة صادراتها العسكرية إلى العراق.

وذكرت "ديفينس نيوز" أن "تقارير إعلامية روسية تزعم أن بغداد مهتمة بشراء أنظمة الدفاع الجوي S-400 وS-300 ومقاتلات سوخوي  Su-57لكن الخبراء يقولون إن موسكو تواجه منافسة بسبب زيادة التعاون بين العراق وقوتين إقليميتين، هما الإمارات والسعودية".

تنافس شديد

من جهته، استبعد رئيس مجموعة "NAMEA" للاستشارات الجيوسياسية، نورمان ريكلفس، المستشار السابق لوزير الداخلية العراقي والأمين العام لوزارة الدفاع العراقية ما ذهبت إليه التقارير الإعلامية الروسية.

وقال ريكلفس: "بينما كان هناك بعض النقاش في البرلمان العراقي قبل عام حول المسألة، لست على علم بأي اهتمام حقيقي بهذه الأنظمة آنذاك أو حاليا في وزارة الدفاع، ولم يكن هناك أيضا نقاش حول شراء مثل هذه الأسلحة في البرلمان منذ أوائل العام الماضي".

وأضاف "لا يبدو أن هناك مفاوضات لشراء طائرات S-300 أو Sukhoi، رغم أن وزارة الدفاع العراقية قد نظرت سابقا في إمكانية شراء هذه الأسلحة الروسية".

وتابع: "من الواضح أن نظام إس -400 هو خط أحمر للولايات المتحدة"، في إشارة إلى فرض أميركا عقوبات على تركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، لشرائها النظام.

لكن ريكلفس أوضح أنه "من المحتمل أن يتم فحص أي مشتريات لنظام أسلحة روسي آخر على أساس كل حالة على حدة، مع ملاحظة أن القصد الرئيس للولايات المتحدة هو أن يعتمد العراق في  القدرة الدفاعية على نفسه".

ويأتي ذلك بالتزامن مع عقد محادثات افتراضية بين وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين ونظيره العراقي فؤاد حسين في أبريل/نيسان 2021، اتفق خلالها البلدان على الشروع في محادثات فنية تهدف إلى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأميركية البلاد.

ودخلت القوات الأميركية العراق في مارس/آذار 2003، وأطاحت بزعيم البلاد صدام حسين.

وبعد 17 عاما من الصراع، "تحولت مهمة القوات الأميركية وقوات التحالف الآن إلى التركيز على المهام التدريبية والاستشارية، مما يسمح بإعادة انتشار أي قوات قتالية متبقية في العراق"، وفقا لبيان صدر في 7 أبريل/نيسان بعد الاتفاق الثنائي.

توسيع النفوذ

وقال الجنرال في مشاة البحرية، قائد القيادة المركزية الأميركية، فرانك ماكنزي: "بينما تقلص الولايات المتحدة من وجودها العسكري في الشرق الأوسط، ستسعى القوتان العالميتان المتنافستان، روسيا والصين، إلى توسيع نفوذهما الإقليمي".

ويعتبر الشرق الأوسط بشكل عام منطقة تنافس شديد بين القوى العظمى، حيث أوضح ماكنزي "أعتقد أنه بينما نقوم بتعديل وضعنا في المنطقة، فإن روسيا والصين ستبحثان عن كثب لمعرفة ما إذا كان هناك فراغ يمكن استغلاله".

وأشار التقرير إلى أن "محاولات بغداد إيجاد مصادر جديدة للعتاد الدفاعي ليست جديدة، حيث يستعمل الجيش العراقي بالفعل أنظمة عسكرية روسية".

وفي هذا السياق، أكد ريكلفس أنه "كان هناك حديث في الماضي عن قيام وزارة الدفاع بشراء طائرات ميراج من فرنسا، كما تمتلك وزارة الدفاع العراقية حاليا نظام الدفاع الجوي الروسي المتنقل Pantsir-S1 وهي راضية عن ذلك".

وأشار إلى أنه "كان هناك نقاشات عن شراء المزيد من طائرات الهليكوبتر الروسية من طراز Mi-24.. لكن لا أعتقد أن هذا قد وصل إلى مرحلة المفاوضات الجادة".

وفي سياق متصل، قال كبير المستشارين بمركز "كارنيغي" للشرق الأوسط، آرام نركيزيان، إنه "بإمكان روسيا بالتأكيد أن تلعب دورا في تحديث أو استبدال بعض أنظمة العراق القديمة".

وأضاف أن "العراق يواصل تشغيل مروحيات هجومية روسية المصدر، كما باعت موسكو بالفعل نوعا مختلفا من دبابة القتال الرئيسة T-90S إلى العراق، لكن السؤال الأكبر حول كيف يمكن للعراق الحفاظ على أسطول مختلط من الدروع الأميركية والروسية ما يزال دون إجابة".

وتابع قائلا: "إحدى التحديات التي يواجهها العراق حاليا هي صيانة أسطول مقاتلاته من طراز F-16 بعد إعلان شركة لوكهيد مارتن أنها ستسحب فرق الصيانة لأسباب أمنية، وسط الهجمات الصاروخية من قبل الميليشيات".

التعاون الإقليمي

وأشار ريكلفس إلى أن العراق "يريد توسيع علاقته مع السعودية والإمارات، ويبدو أن هذه الجهود تتطور بشكل جيد".

وفي يناير/كانون الثاني 2021، زار وفد عراقي برئاسة وزير الدفاع، جمعة عناد سعدون، الإمارات؛ لتعزيز التعاون الثنائي، مع التركيز على التعاون العسكري.

وفي 31 مارس/آذار 2021، اتفقت السعودية والعراق على تعزيز التعاون الأمني ​​بعد أن التقى ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي واتفقا على مواصلة تنسيق جهود مكافحة الإرهاب.

كما كشف بيان مشترك صدر عقب الاجتماع عن اتفاق لتعزيز التعاون الاقتصادي يبدأ بإنشاء صندوق مشترك بقيمة 3 مليارات دولار.

بالإضافة إلى ذلك، قال ريكلفس: إن "وزير الدفاع العراقي سافر إلى السعودية في الأيام القليلة الماضية.. لم يتم توقيع أي عقود، لكن المناقشات حول توسيع العلاقة الدفاعية ستستمر".

وأوضح "لدى وزارة الدفاع العراقية نظام احترافي لتقييم المتطلبات العسكرية، وسيقومون بفحص عدد من الخيارات لأي مطلب، في كثير من الأحيان تكون هناك خيارات روسية مطروحة على الطاولة".

لكن كبير المستشارين في مركز الأبحاث الأميركي "جولف ستيت أناليتيكس"، ثيودور كاراسيك، اختلف مع ريكلفس في هذه النقطة قائلا: "قبل كل شيء، يجب تسوية أمرين. أولا، إعادة هيكلة عملية المشتريات الدفاعية لوضع حد للفساد في هذه العملية ولزيادة الشفافية، ثانيا، على العراق تقييم احتياجات بيئته الأمنية لتصور مستقبل ساحة المعركة".

كما لا يتوقع كاراسيك أن يشتري العراق صواريخ "إس -300" الروسية، لكنه يعتقد أن البلدين قد يتعاونان في مجال تكنولوجيا مكافحة الطائرات بدون طيار.

تكلفة الأنظمة

وردا على سؤال حول قدرة بغداد على دفع تكاليف أنظمة دفاع جديدة، قال ريكلفس: "من الممكن أن تعقد صفقة لتبادل موارد الطاقة مثل النفط الخام أو الغاز بمعدات دفاعية كجزء من اتفاقية شراء مسبقة، ومع ذلك، كافح العراق للتوصل إلى اتفاق مماثل مع الصين، وليس لدى روسيا حاجة سواء للنفط أو الغاز العراقي".

وفي سياق متصل، شدد ريكلفس على أن العراق بحاجة إلى توسيع قواته البحرية لحماية المنشآت النفطية في الخليج العربي.

لكن هناك فرصة كبيرة لأن تستمر الولايات المتحدة في توفير مظلة أمنية لمحطات النفط البحرية حتى يتمكن العراق من القيام بذلك، فيما أوضح ريكلفس أن "معظم البنية التحتية النفطية المتبقية في العراق موجودة في المحافظات الجنوبية حيث الأمن جيد بشكل معقول".

وأضاف أنه "نظرا لأزمة الميزانية في العراق، والتي بدأت بالفعل مع انهيار أسعار النفط عام 2014 ثم تفاقمت بشكل كبير بسبب تفشي وباء كورونا، لا يمتلك العراق الأموال  المتاحة للمشتريات الرئيسة في هذا الوقت".

وقال ريكلفس: "إذا ارتفع سعر النفط في العام أو العامين المقبلين، فأعتقد أن العراق سيفكر بجدية في تحديث أسطوله من الناقلات المدرعة ومركبات المشاة القتالية، والتي لا تزال تمثل فجوة كبيرة في القدرات التي يتم سدها حاليا عن طريق مركبات BMPs القديمة وM113s المعدلة".

روسية أم أميركية؟

وأشار المحلل  العسكري ألكسندر جليل، إلى أن "الأسلحة الروسية عادة ما تكون أرخص من الأسلحة الأميركية، مما يساعد في قضية التحول نحو الأسلحة الروسية".

وأوضح أن "الحكومة العراقية ستتعرض لضغط كبير حين تستخدم الأموال في تحديث أسطولها العسكري، بدل تحسين المستوى المعيشي لمواطنيها"

وتابع جليل: "طائرات سوخوي المقاتلة وأنظمة إس -300 ليست ضرورية بالنظر إلى المشاكل المالية الداخلية التي يواجهها العراق". 

وفي يناير/كانون الثاني 2020، أفادت وسائل إعلام روسية أن المشرعين العراقيين كانوا يضغطون لشراء "S-400"، وفي أغسطس/آب من ذلك العام، قال المفتش العسكري في وزارة الدفاع العراقية، عماد الزهيري: إن "الحكومة مهتمة بشراء طائرات Su-57 الروسية".

وتعرض روسيا صادراتها من الأسلحة على جميع حلفاء الولايات المتحدة، وقال جليل: إن "موسكو تسرع في التوجه إلى وسائل الإعلام كلما كانت هناك محادثات أولية حول أي نوع من تصدير الأسلحة إلى حليف للولايات المتحدة".

وأضاف أن "هناك احتمالا حقيقيا لتمرير هذه الصفقات، في المقام الأول بسبب الإرادة السياسية في الحكومة العراقية - بشكل أساسي من الأفراد المرتبطين بإيران - لتنويع واردات الأسلحة من الشركات الغربية إلى الشركات المصنعة الروسية والصينية".

ولكن وفقا لريكلفس فإن بغداد "تحاول جاهدة مكافحة الفساد المتضمن في برامج المشتريات الدفاعية، وهذا هو السبب في أن عملية المبيعات العسكرية الخارجية للبنتاغون جذابة للغاية".

وختم قائلا: "الجانب السلبي هو أن الأسلحة الأميركية أغلى قليلا بشكل عام، لكن شفافيتها وسهولة استخدامها للعملاء ما زالت تجعلها جذابة".