بسبب حرب غزة.. إعلام عبري: حماس أصبحت "لاعبا" يهدد الأنظمة العربية

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ترى أوساط إعلامية إسرائيلية أن معركة مايو/أيار 2021، بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عززت من مكانة الأخيرة كلاعب إقليمي.

وفي المواجهة الأخيرة (10-21 مايو/أيار) تمكنت حماس من احتجاز الإسرائيليين كرهائن داخل الملاجئ في الأراضي المحتلة، بعد إطلاقها دفعات صاروخية كبيرة على المستوطنات والأراضي المحتلة.

وأشار موقع "زمن إسرائيل" إلى أن "مصر بذلت قصارى جهدها لتحقيق الاستقرار في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وفتحت مفاوضات في القاهرة ضمت أيضا السلطة الفلسطينية بشأن اتفاق هدنة طويل الأمد".

وتهدف المحادثات بحسب الموقع العبري إلى إعادة إعمار قطاع غزة وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، حيث يحتجز الجهاز العسكري للأخيرة "كتائب القسام" 4 جنود لا يعرف إذا ما كانوا أحياء أم أموات.

لاعب إقليمي

ويرى الموقع العبري الأمني أن مصر حذرة للغاية من حماس، التي وصفها بأنها "ذراع الإخوان المسلمين" التي تعد أكبر حركة معارضة في مصر، ويصنفها النظام هناك بأنها "منظمة إرهابية".

وأكد أن "على الرئيس (المصري) عبدالفتاح السيسي إعادة الهدوء على حدود قطاع غزة حتى لا تقوض حماس استقرار نظامه, إنه يأخذ على محمل الجد الخطر الذي تشكله الحركة على الحكم المصري"، وفق تعبير الموقع.

وتابع: "حان الوقت لأن تأخذ إسرائيل على محمل الجد التهديد الذي تشكله عليها منظمة حماس، فلقد عززت جولة القتال الأخيرة بين مكانة الحركة كلاعب إقليمي يمكن أن يقوض استقرار الأنظمة العربية في الشرق الأوسط".

وأردف: "هي التي أعلنت الحرب على إسرائيل في شهر رمضان المبارك بهدف تحرير القدس والمسجد الأقصى ونجحت في ترسيم نفسها كمدافع عن المقدسات".

وبدأت المواجهة بعد تحذير كتائب القسام الاحتلال بضرورة إيقاف انتهاكاته في القدس وحي الشيخ جراح "وإلا فقد أعذر من أنذر"، وهو ما استخفت به تل أبيب حتى بدأت المقاومة بإطلاق الصواريخ.

ولفت الموقع إلى أن إسرائيل لم تتمكن من إيجاد حل عسكري لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات والتي بلغ عددها نحو 4600 صاروخ.

ويواصل: "تحاول حماس الآن أخذ السكان الإسرائيليين كرهائن وتهدد باستئناف إطلاق النار إذا لم تتم تلبية مطالبها المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى".

ويرى المحلل الاستخباراتي الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" أن سياسة التهاون والاستخفاف الإسرائيلية أمام حماس فشلت فشلا ذريعا، "فإذا لم تقرر إسرائيل المعركة ضد الحركة عسكريا وتوجه لها الضربة القاضية، فإنها ستنتقل من جولة قتال إلى أخرى".

ويشير إلى أن سياسة "الهدوء مقابل الهدوء" فشلت ولم تعد مجدية، مضيفا: "حماس لم تعد راضية عن تهدئة حدود غزة مقابل تخفيف الحصار وقبول التسهيلات الاقتصادية، فهي تريد السيطرة على الضفة الغربية وشرق القدس وطرد السلطة الفلسطينية الفاسدة كما طردتها من قطاع غزة عام 2007".

ونوه بن مناحيم إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزز حركة حماس كجزء من سياسة الفصل العنصري, "فهو سمح للتنظيم بتلقي عشرات الملايين من الدولارات كل شهر من قطر، وهي دولة داعمة للإرهاب وتستضيف على أراضيها قيادة الحركة وقادة الإخوان المسلمين الذين فروا من مصر"، وفق قوله.

وزعم أن "نتنياهو فعل ذلك لتجنب المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية حول إقامة دولة فلسطينية، فالأموال القطرية التي أتت إلى قطاع غزة نقدا ذهبت إلى تعاظم عسكري هائل لحركة حماس بلغ مئات الملايين من الدولارات".

"محور المقاومة"

ويدعي المحلل أن فشل إسرائيل أدى إلى تعاظم قوة حماس العسكرية في أعقاب عملية "الجرف الصامد" في عام 2014، وكذلك فشلت في معالجة التعاظم العسكري لحزب الله بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006.

ويرى أن "هذا جعل حركة حماس تصبح قوة عسكرية قوية وهي ترى نفسها بأنها جزء لا يتجزأ من محور المقاومة الذي تقوده إيران والذي يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل".

ويشير المحلل إلى أن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، الذي فشلت إسرائيل مرتين في اغتياله، قال صراحة إن هناك تنسيقا عاليا بين حركته وبين حزب الله.

أكد على ذلك أيضا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي أعلن أن منظمته مستعدة للتدخل بكل لحظة يحتاجها قطاع غزة للمساعدة من الناحية العسكرية وبذلك يربط الحزب القطاع بالجبهة الشمالية ضد إسرائيل، يقول الموقع.

ولفت بن مناحيم إلى أن الاضطرابات الأمنية في المنطقة بدأت لأن السلطة الفلسطينية أطلقت حملتها الانتخابية، على الرغم من المعارضة الإسرائيلية المصرية والأردنية، ثم ألغتها لاحقا خوفا من فقدان السلطة لصالح حماس. 

يضاف إلى ذلك الأخطاء التي ارتكبتها إسرائيل في تعاملها مع شرق القدس والحرم القدسي خلال شهر رمضان.

ويرى بن مناحيم أن إلغاء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة أدى إلى زيادة الإحباط والغضب في الشارع الفلسطيني، وفشلت قيادة السلطة الفلسطينية فشلاً ذريعا في نظر الفلسطينيين ، وتعززت مكانة حماس بشكل كبير إثر ذلك.

ويتعين على إسرائيل الآن التعامل مع قيادة فلسطينية مزدوجة.

من جهة، منظمة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، ومن ناحية أخرى، السلطة الفلسطينية "المعتدلة" التي تريد سحب إسرائيل إلى خطوط عام 1967 وجلب ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها كجزء من "حق العودة". 

المال والهدوء

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن هناك الكثير مما يدعو للقلق، مضيفا: "السلطة الفلسطينية لا تهدد إسرائيل عسكريا، لكن حماس تفعل".

وتابع: "علينا هزيمتها عسكريا وتوجيه ضربة قاتلة لها لردع حزب الله في الجبهة الشمالية وإيران التي تتصدر وتقف على رأس محور الشر الذي يسعى إلى القضاء على دولتنا".

وأنهى بن مناحيم مقالته بالقول: "حان الوقت للتوقف عن الإبقاء على حماس وتسمينها, فالمال لن يشتري الهدوء".

وأردف أن "المطلوب إسقاط التنظيم الإرهابي والقضاء على قادته وتدمير بنيته التحتية العسكرية في أسرع وقت ممكن , هذا قرار إستراتيجي يجب على إسرائيل أن تتخذه بأقرب وقت ممكن"، بحسب وصفه.

في ذات السياق، أشار موقع " نيوز ون" العبري إلى أن المؤشرات تشير إلى النشاط السياسي المصري المتسارع لتحقيق الاستقرار في وقف إطلاق النار والتحرك نحو هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس أدى إلى العديد من الصعوبات.

وتابع: "هناك فجوات كبيرة في مواقف إسرائيل وحماس من مختلف القضايا. وتشير شخصيات سياسية بارزة مطلعة على الوضع إلى خفض التوقعات، فكما يقولون، إنها مفاوضات صعبة ومعقدة ستستغرق وقتا طويلا ويصعب تقييمها". 

ولفت الموقع العبري إلى أن زيارة وزير المخابرات المصري "عباس كامل" إلى غزة (31 مايو/أيار) ترمز إلى تصميم مصر على تحقيق اختراق في مخطط التهدئة بعيد المدى الذي صاغته القاهرة. وحسب مسؤولين مصريين كبار فإن القاهرة تلقت "الضوء الأخضر".

وأشار المحلل الاستخباراتي "يوني بن مناحيم" إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والدول العربية والاتحاد الأوروبي يؤيدون إنجاز هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس, وفي الوقت نفسه تعزيز قوة السلطة الفلسطينية.

كما ترغب تلك الأطراف بإعادة توازن القوى بين حماس والسلطة الفلسطينية كما كانت عشية المواجهة الأخيرة، "فهذه مهام ثقيلة لا تريد مصر أن تفشل فيها"، وفق الكاتب.