غاب "سجاد القذافي الأحمر".. موقع إيطالي: هذه نتائج زيارة الدبيبة إلى روما

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيطالي الضوء على زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة إلى روما، ونتائج المباحثات الثنائية بين البلدين، خاصة في ملف الهجرة غير النظامية.

وقال موقع "إنسايد أوفر" إن "وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو كان في استقبال طائرة الدبيبة التي وصلت من طرابلس إلى مطار روما شامبينو في وقت متأخر من مساء 30 مايو/أيار 2021، بلا سجاد أحمر ولا عروض مثلما كان يحدث في زيارات الزعيم الراحل معمر القذافي". 

وأوضح أن لقاء رئيس الحكومة الليبية برئيس الدبلوماسية الإيطالية في المطار "كان وديا، لكنه رصين خصوصا وأنهما تقابلا في 4 أو 5 مناسبات على الأقل كلها في ليبيا". 

لذلك تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها التي يجريها رجل الأعمال الليبي لإيطاليا بصفة رئيس وزراء مكلف بقيادة البلاد نحو الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول 2021؛ للتباحث بشأن مسائل حساسة داخليا وتتعلق أيضا بالعلاقات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

ملف ساخن

وأفاد الموقع أن "رئيس الوزراء الليبي حظي خلال زيارته إلى روما بمقابلة نظيره الإيطالي ماريو دراغي الذي كان له السبق بزيارة طرابلس في 6 أبريل/نيسان 2021". 

وبحسب الموقع، أعادت زيارة دراغي إلى ليبيا، وهي الأولى التي أداها محافظ البنك المركزي الأوروبي السابق إلى الخارج، "إطلاق مناخ إيجابي" بين روما وطرابلس. 

وقد بحث رئيسا الحكومتين، وكلاهما تولى المنصب مؤخرا في بلاده، بعض القضايا الرئيسة وأعادا قنوات الاتصال بين البلدين بعد أشهر من التوترات.

وبعد أقل من شهرين، يرى الموقع الإيطالي أن "المناخ بدا مختلفا اليوم بعض الشيء، ورغم وجود تفاؤل بشأن العلاقات الثنائية، ظهرت في نفس الوقت بعض الصعوبات خلال أسابيع قليلة". 

وأوضح في هذا الصدد أن "الدبيبة يواجه صعوبات في فرض الاستقرار على الجبهة الداخلية خاصة وأن البرلمان الذي منحه ثقة كبيرة في مارس/آذار 2021، أظهر في عديد المناسبات أنه معاد له، في حين تواصل الجماعات المسلحة في طرابلس السيطرة على الإقليم، بينما لازال اللواء الانقلابي خليفة حفتر يسيطر على شرق البلاد".

واعتبر الموقع أن "ملف الهجرة يعد ملفا ساخنا لا سيما وأن رحلات المهاجرين المغادرين للسواحل الليبية نحو الوجهة الأولى، إيطاليا، زادت بنسبة 25 بالمئة وهو ما أثار قلق روما، لسببين محددين للغاية".

أولا، في سياق لا يزال يتسم  بحالة الطوارئ الصحية، أدى ارتفاع المهاجرين الوافدين على مراكز الإيواء إلى "خلق صعوبات هائلة لنظام الاستقبال". 

ثانيا، يثير وصول كل زورق إضافي على متنه مهاجرون غير نظاميين إلى جزيرة "لامبيدوزا"، جدلا سياسيا بين أحزاب إيطالية مشكلة للائتلاف الحاكم، وهما الحزب الديمقراطي وحزب رابطة الشمال العنصري، وفق "إنسايد أوفر". 

وذكر الموقع أن دراغي أشاد خلال زيارته إلى طرابلس بدور خفر السواحل الليبي في التصدي لمحاولات هجرة لأكثر من 10 آلاف مهاجر، إلا أن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة لسلطات روما التي قررت تسريع نسق المباحثات مع الدبيبة حول هذا الملف. 

وأضاف أن المباحثات جرت أيضا حول مسألة هامة هي إعادة إعمار ليبيا و زيادة الثقل الاقتصادي الإيطالي، خصوصا وأن هناك حديثا عن عقود وصفقات بقيمة مليارات من اليورو.

شروط ضرورية

في 31 مايو/أيار 2021، انطلق اللقاء بين دراغي والدبيبة بقصر "شيغي"  واستمرت القمة بين الزعيمين قرابة ساعتين.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقب اللقاء، أكد رئيس الوزراء الإيطالي أن بلاده "ستقف إلى جانب ليبيا، نحن ندعم البلاد في هذا التحول المعقد". 

كما ستبقى روما في طليعة الداعمين لطرابلس من أجل تحقيق وقف نهائي لإطلاق النار وإخراج المرتزقة، وهي شروط ضرورية، حسب دراغي، لإعادة بدء الحوار حول جميع القضايا الأخرى التي تم تناولها. 

وأشار الموقع إلى أن دراغي تحدث قبل الخوض في موضوع الهجرة، عن قضايا أخرى تعتبر "حيوية" في العلاقات مع ليبيا قائلا "ناقشنا التعاون في القطاع الصحي، سنبني مستشفيات جديدة وسنقدم العلاج لعشرات الأطفال المصابين بالسرطان". 

كما تطرق إلى مسألة التعاون في مجال التحول البيئي معلنا إعداد مذكرة تفاهم محددة، وهو ما يؤكد الدور الريادي الذي تطمح إليه إيطاليا في ليبيا رغم العديد من الصعوبات، وفق "إنسايد أوفر".

وفي حديثه عن أكثر الملفات خلال الزيارة وهي الهجرة غير النظامية، عبر دراغي عن رغبته في "التركيز على بعض الجوانب المحددة لهذا الملف وهي تفضيل إعادة ترحيل المهاجرين الموجودين في ليبيا إلى بلدانهم، وتعزيز الممرات الإنسانية وتشديد مكافحة المتاجرين بالبشر".

وهي التزامات تتطلب وفقا لرئيس الوزراء الإيطالي، مشاركة ضرورية من  الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن روما "ستواصل القيام بدورها فيما يتعلق بالموارد والتكوين، لكن نحتاج إلى تحرك حازم وسريع من الاتحاد الأوروبي ".

وختم الموقع مقاله بالتأكيد على أنه "لا يزال من السابق لأوانه تقييم جدوى لقاء الساعات الماضية، سيعود الدبيبة إلى طرابلس محملا بالدعم الإيطالي بينما يأمل دراغي من جانبه في تعاون أكثر فاعلية في مجال الهجرة".

وتابع: "وبالتالي ستبرز الأسابيع القليلة القادمة ما إذا تم الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، لذلك سيحدد استمرار وصول المهاجرين طبيعة العلاقات المستقبلية بين الطرفين".