"أنقرة ترعبهم".. وكالة روسية تكشف أسباب تسليح إسرائيل لأذربيجان

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت وكالة "سبوتنيك" الروسية الضوء، بشكل مستفيض، على العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل منذ البداية، وأبرز تعاملاتهما التجارية والسياسية والاقتصادية.

وذكرت النسخة الفارسية من الوكالة، في مقال للخبير الروسي فلاديمير ساجين، إن "العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل في طور التطور والنجاح من عدة اتجاهات".

سياسيا، في ديسمبر/كانون الأول 1991، كانت إسرائيل من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان بشكل رسمي، وفي 6 أبريل/نيسان 1992، استقرت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبدأت أنشطة السفارة الإسرائيلية في باكو منذ أغسطس/آب 1993.

واستدرك ساجين قائلا: "صحيح أنه حتى الآن لا توجد أي سفارة لأذربيجان في إسرائيل، ويمكن توضيح هذا بالحقيقة حيث أن باكو باعتبارها عضوا دائما في منظمة التعاون الإسلامي، فهي تتعامل بحذر في هذا الموضوع".

العلاقات التجارية

وفي مايو/أيار 2021، قال وزير الاقتصاد الأذربيجاني، ميخائيل جباروف، في الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين أذربيجان وإسرائيل: "في 2022، تنوي باكو فتح وكالة تجارية بالوضع الدبلوماسي، وكذلك أن تكون الوكيل الرسمي للتنمية السياحية في إسرائيل".

وأعرب الكاتب عن ثقته من أن "التمثيل الدبلوماسي لأذربيجان في إسرائيل سيفتتح على نطاق واسع في المستقبل القريب، وستكون باكو نموذجا بالنسبة لدول الخليج العربي التي أبرمت اتفاقية إبراهيم".

وتابع ساجين: "منذ عام 1995، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وسائر المجتمعات الدولية، تمت المباحثات بين رئيسي دولتي إسرائيل وأذربيجان، وفي 1997، سافر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أذربيجان، واستكمالا لهذه الزيارة سافر رئيس الوزراء آنذاك، شمعون بيريز عام 2009 ".

وسافر نتنياهو إلى باكو مرة أخرى في 2016، وانتقدت إيران هذه الزيارة.

تؤثر العلاقات السياسية بين باكو وإسرائيل على العلاقات التجارية والاقتصادية، فمنذ عام 1993، شركة "AZAL" الأذربيجانية تقوم برحلات طيران بين باكو وتل أبيب.

وأول مشغل للهاتف المحمول في السوق الأذربيجاني كانت شركة "Bakcel" الإسرائيلية.

وفي فبراير/شباط 2007، تم التوقيع على أول وثيقة اقتصادية بين الدولتين -اتفاقية دعم للاستثمارات- وكذلك تم إلغاء الضرائب المضاعفة في أبريل/نيسان 2017.

وفي يونيو/حزيران 2019، تم التوقيع على مذكرة تفاهم والتي بموجبها تعمل إسرائيل باعتبارها مستشار مشروع إنشاء نظام المعلومات القومي في أذربيجان.

وفي 2019، وصلت التجارة بين أذربيجان وإسرائيل إلى 1.4 مليار دولار، ولكن انخفضت عام 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا.

ووفقا لتقرير وكالة الطاقة في الولايات المتحدة، تقوم أذربيجان بتأمين 40 بالمئة من احتياجات إسرائيل من البترول، كما تستفيد إسرائيل كذلك من مشاركة الشركات الأذربيجانية في اكتشاف الغاز وتطوير حقول الغاز التي تم اكتشافها في هضبة إسرائيل البحرية.

بدورها، تستفيد أذربيجان من استغلال خبرة إسرائيل في التطور الزراعي بكثافة عالية، وتكنولوجيا المعلومات، الكيمياء، الطب، وغيرها، كما تسعى إلى تطوير الطاقة الخضراء، ولدى إسرائيل تقنيات مثيرة للاهتمام في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفق "ساجين".

اتفاقيات ومعاهدات

ذكر الكاتب أن "التحالف العسكري-الفني بين الدولتين له تاريخ يقرب من 20 عاما".

في 2004، انعقدت معاهدة من أجل إنتاج الأسلحة الإسرائيلية المنتجة في تركيا مع أذربيجان.

وبحسب ويكيليكس (منظمة دولية غير ربحية تنشر تقارير وسائل الإعلام الخاصة والسرية من مصادر صحفية وتسريبات إخبارية)، في سبتمبر/أيلول 2008، وقعت إسرائيل وأذربيحان معاهدة بموجبها سلمت شركة "سولتام" للجيش الأذربيجاني مدافع الهاون وذخائر خاصة، بالإضافة إلى صواريخ وأنظمة التوجيه.

كما أن الطائرات بدون طيار أصبحت في المقام الأول وسط المعدات العسكرية الإسرائيلية، تم تخصيصها لباكو.

وطوال 12 عاما، تتجهز القوات المسلحة الأذربيجانية بشكل تقريبي كامل بالمسيرات الإسرائيلية.

واستدرك الكاتب قائلا: "لقد تغيرت الأوضاع خلال عام 2020 فقط، حيث حرب إقليم قرة باغ، حصلت أذربيجان على مجموعة من طائرات (TB2 Bayraktar) من تركيا، بالإضافة إلى المروحيات متعددة الأغراض (STM Kargu) المصنوعة في تركيا".

وخلال السنوات الخمس الماضية، وضعت إسرائيل 43 بالمئة من الأسلحة الجديدة تحت تصرف أذربيجان، في حين أنها أعطت لتركيا 2.8 فقط، وقامت الشركات الإسرائيلية بتدريب خاص لأفراد الجيش الأذربيجاني، كما جمعت معلومات التجسس في باكو، بحسب ما ذكره "ساجين".

اختبار للقوى

في عام 2012، قال وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان: "بالنسبة لإسرائيل العلاقات مع أذربيجان أهم من العلاقات مع فرنسا".

كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي، غابي أشكنازي: "أذربيجان حليفة وأكبر مورد لمصادر الطاقة، وسنكمل في التوسع وتطوير العلاقات معها".

وأعرب العالم والخبير في شؤون السياسة الإسرائيلية آري جوتا: "علاقات الصداقة الجديرة بالثقة بين إسرائيل وأذربيجان نموذج مثالي بالنسبة للعديد من دول العالم، وتوضح تلك العلاقات أنها مشاركة إستراتيجية حقيقية".

ويتساءل الكاتب: "هل هذا يعني أن اتحاد أذربيجان وإسرائيل بمثابة تهديد مشترك؟"، غير أن وزير الدفاع السابق ووزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان عرض الوضع بوضوح قائلا: "أذربيجان في تقاطع 3 إمبراطوريات: إيران، الدولة العثمانية، وروسيا، وبالنسبة لنا من المهم أن يكون لنا حليفة في هذه المنطقة التي يوجد بها المسلمون، العصريون، والعلمانيون".

وتابع: "بلا شك كان قصد ليبرمان إيران، تركيا، وروسيا. في الوضع نفسه، ترتبط إسرائيل بعلاقات تجارية عادية مع موسكو فقط من الثلاث دول المذكورة، والعلاقات مع أنقرة مرعبة مثل القطار". 

وختم ساجين مقاله بالقول: "الحرب في قرة باغ نوع من التمرين الإستراتيجي واختبار للقوى، لقد دعمت إسرائيل باكو وحاولت أن تعمل لتمتلك أذربيجان إمكانات عسكرية للدفاع عن نفسها في حالة حدوث نزاع مع إيران، ويجب الاعتراف أنه خلال السنوات الأخيرة قام الإسرائيليون بتقوية مناصبهم العسكرية، الاستخباراتية والسياسية-الاقتصادية في أذربيجان".