محمد الغماري.. قائد حوثي ينقل تجربة الحرس الثوري الإيراني إلى اليمن

سام أبو المجد | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

بسبب الاستمرار في هجومه على محافظة مأرب اليمنية وتجاهله الدعوات الدولية لإيقاف الهجوم على المدينة التي تحتضن أكبر المخيمات للنازحين والفارين من الحرب، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية، القيادي الحوثي اللواء محمد الغماري، في قائمة عقوباتها.

وفي 20 مايو/أيار 2021، أوضحت وزارة الخزانة، في بيان، أن "الغماري يشكل خطرا كبيرا، لارتكابه أعمالا إرهابية تهدد سلامة المواطنين الأميركيين وسياستها الخارجية واقتصادها".

وبموجب تلك العقوبات، فإنه تم تجميد كافة الممتلكات والمصالح التابعة لـ"الغماري" في الولايات المتحدة.

قائد عقائدي

يشغل الغماري، منصب رئيس هيئة الأركان العامة في السلطة التابعة لجماعة الحوثي بصنعاء، ويعد من أبرز القيادات الحوثية، ومن يدير معركة مأرب منذ مطلع فبراير/شباط 2021.

اسمه الكامل، محمد عبد الكريم أحمد حسين الغماري، ينحدر من عزلة "ضاعن" بمديرية "وشحة" التابعة لمحافظة حجة شمال غربي اليمن، وكان من أبرز القيادات الميدانية أثناء جولات الحروب الست، وقد اعتقل عام 2008، خلال عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

شارك في عملية الانقلاب منذ 2014 وإسقاط العاصمة صنعاء عام 2015 والمدن الأخرى، حتى تم تعيينه في 2016، رئيسا لهيئة الأركان العامة ومنحه رتبة لواء من قبل "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين.

يعد الغماري من "القيادات العقائدية" في جماعة الحوثي، حيث درس بمعهد "حسين بدر الدين الحوثي" عام 2003، وسافر في 2012 إلى الضاحية الجنوبية ببيروت، وهناك تلقى عدة دورات عقائدية وعسكرية على أيدي عناصر "حزب الله" اللبناني.


بحسب موقع الخزانة الأميركية، فإن الغماري مسؤول عن تدبير هجمات الحوثيين على مأرب (وسط)، وقد تولى مؤخرا الهجوم الواسع النطاق الذي شنه الحوثيون على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية في المحافظة، وعرض حياة مليون نازح داخلي للخطر.

وأضاف الموقع: "الغماري هو رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الحوثية وأعلى قائد في هيكلية القيادة العسكرية للحوثيين، وهو مسؤول بشكل مباشر عن الإشراف على عمليات الحوثيين العسكرية التي دمرت البنية التحتية المدنية وجيران اليمن، وتحديدا السعودية والإمارات". 

ولفت إلى أن "الغماري أشرف على هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد أهداف سعودية".

وتشير التقارير إلى أنه "تلقى تدريبه العسكري في معسكرات مليشيا الحوثيين التي يديرها حزب الله وفيلق الحرس الثوري الإيراني".

ومؤخرا، خلف الغماري، شقيق زعيم الحوثيين، عبد الخالق الحوثي، وتولى القيادة العامة للهجوم على مأرب، بهدف انتزاع السيطرة على المحافظة من الحكومة المعترف بها دوليا، وفق الموقع الأميركي.

وأوضح الموقع أن "الإجراء الذي اتخذ بحق الغماري تم بموجب الأمر التنفيذي رقم 13611 الذي يهدف إلى فرض حظر على ممتلكات الأشخاص الذين يهددون السلام والأمن والاستقرار في اليمن".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وضعت السعودية، الغماري ضمن قائمة مطلوبين تضم 40 قياديا حوثيا، إذ كان في المرتبة 16، كما رصدت المملكة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن أماكن وجوده.

وفي يونيو/حزيران 2018، أشيع خبر مقتل الغماري في عملية عسكرية بمدينة الحديدة، وانتشرت مقاطع فيديو، غير أن "الخبر لم يكن صحيحا".


استنساخ التجربة

خلال الفترة من 2005 و2009، سافر الغماري إلى سوريا ثم إلى جنوب لبنان، وتلقى هناك تدريبات مكثفة على يد ضباط من حزب الله والحرس الثوري، وزار طهران عام 2009، وتلقى تدريبات عسكرية على استخدام القذائف الصاروخية والمدفعية.

وخلال تلك الدورات المكثفة والتدريبات العسكرية، تمكن الرجل من العودة إلى اليمن واستنسخ التجربة وقام بتدريب عناصر مقاتلة موالية للجماعة، فأسس أول تشكيلات انتحارية خاصة بجماعة "الحوثي"، وفتح معسكرات تدريبية متعددة خصوصا في محافظة حجة التي كان مشرفا عليها عام 2007.

وكان الغماري قد تولى قبل ذلك مهام الإشراف على مخازن التسليح ثم إدارة فرق زرع الألغام والعبوات الناسفة في الجولة الأولى من الحرب التي اندلعت بين قوات الجيش الوطني وميلشيا جماعة الحوثي في صعدة، وقتل على إثرها مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي عام 2004.

وعقب مقتل حسين الحوثي، تولى الغماري مهمة نقل ما تم تسميتهم حينها "المهاجرون"، وهم مقاتلو الجماعة الذين تم جلبهم من خارج صعدة إلى منطقة "بني معاذ" بصعدة، وقام بتدريبهم في معسكرات هناك لإعادة تشكيل الجناح العسكري للميلشيا الذي حصل له ارتباك بعد مقتل مؤسسه، بإشراف الرجل الأبرز في الجماعة يوسف المداني.

كما قام الغماري بدمج من تسميهم الجماعة "اللجان الشعبية"، وهي العناصر القبلية الموالية للجماعة، بوزارة الدفاع، بعد تلقيهم دورات بأفكار الجماعة، في تصرف يحاكي ما يقوم به "الحرس الثوري".  

نجاح الغماري في المهام المنوطة به، قربه من يوسف المداني وأخيه القيادي البارز طه، وحصل من خلالها على ثقة كبيرة تم على إثرها إشراكه في إدارة الملف الأمني والعسكري.

كما سعى عقب ذلك لتأسيس معامل لصناعة الذخائر والعبوات الناسفة والقذائف، وقام بتنسيق استقدام خبراء تصنيع المتفجرات من "الحرس الثوري" و"حزب الله"، بدعم من رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق صالح الصماد، الذي عينه عقب ذلك رئيسا لـ"هيئة الأركان" عام 2016

علاوة على ذلك، تولى الغماري مهام الدفاع بشكل مباشر وأدار وزارة الدفاع والعمليات العسكرية ونسق مع الخبراء الإيرانيين عمليات نهب ترسانة صواريخ الجيش اليمني وإعادة تطوير بعض منظوماته، كما أصبح صاحب قرار إطلاق الصواريخ الباليستية عبر تحديد الأماكن المستهدفة بتوجيه عملياتي من خبراء طهران وحزب الله في اليمن.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.