إعلام عبري: الجمهور الإسرائيلي لا يعلم مدى فشل نتنياهو أمام غزة

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على نتائج المواجهة الأخيرة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة، متحدثة عن خسائر إستراتيجية كبيرة في تل أبيب وعن خلفيات جولة القتال.

وقالت صحيفة معاريف إنه "بدون سياسة خارجية متماسكة لتعزيز الهدنة طويلة الأمد، لن يتمكن الجيش الجيد في المنطقة ولا وزارة خارجيتنا من منع الجولة القادمة وإحلال السلام والأمن لسكان إسرائيل".

الفشل الإستراتيجي

وتشير الصحيفة إلى أن الإعلام الإسرائيلي ومعظم الجمهور انشغلوا في الجولة الأخيرة، كما في أي جولة سابقة ، منتظرين انتصارا إسرائيليا في الحملة العسكرية وفي معركة الرأي العام. 

في كلا الحالتين كانت هناك نجاحات تكتيكية مؤقتة وخسائر إستراتيجية، لكن "المشكلة أن الجمهور والإعلام يجهلون الفشل الإستراتيجي للقيادة السياسية، ويبدون إعجابا مفرطا بالجيش ، ومن ناحية أخرى يوجهون مزاعم غير مبررة ضد وزارة الخارجية".

وترى الصحيفة العبرية أن منظمتي الجيش ووزارة الخارجية، تنفذان عملهما بموهبة كبيرة, حيث يظهر الجيش قدرات مذهلة في منطقة ضرب سلاح الجو لأهداف حركة المقاومة الإسلامية حماس "وفي مجال حماية مواطني الدولة عبر القبة الحديدية".

وتابعت: "نجحت وزارة الخارجية في توفير قدرات دبلوماسية مثيرة للإعجاب لتزويد الحكومة الإسرائيلية بمساحة سياسية كبيرة للمناورة والاهتمام بالشرعية الدولية للعمل  في كلتا الحالتين".

وترى أنه "لا يمكن ترجمة هذا النجاح التكتيكي إلى سياسة مستدامة بسبب عدم وجود إستراتيجية سياسية، وليس من المفترض أن يقوم الجيش ولا وزارة الخارجية بصياغة السياسة ، لكن قادتنا لا يريدون أن يسمعوا ويفشلون مرارا وتكرارا".

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه طالما أنها زاوية ضيقة "من حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب الصاروخي الذي يستهدف مواطنيها، فهناك نجاحات، لأن ذلك هدف جدير ومشروع".

 لكن من الناحية الإستراتيجية لا توجد حلول للقضية الفلسطينية التي تنتمي إليها حماس لا في المجال العسكري ولا الإعلامي.

وتقول: "نحن نستخدم جيشنا المتطور دائما كشخص يحمل مطرقة في يده ويرى كل مشكلة على أنها مسمار، ونحن نرعى الجيش ونستثمر فيه الأموال ونرسله في كل مرة إلى جولة أخرى مع حماس حيث يظهر قدراته الهائلة ولا يحل شيئا".

انتقادات لإسرائيل

وأشار "نداف تمير" مستشار الشؤون الدولية لمركز بيرس للسلام والابتكار إلى أن وسائل الإعلام تجري باستمرار مقابلات مع الضباط الحاليين والسابقين الذين يعرضون بالتفصيل قضايا تقنية تكتيكية "بصوت ذكوري ويثيرون خيال الجمهور في القدرات العسكرية".

في المقابل، يقول "نحن لا نستثمر على الإطلاق في التنظيم الدبلوماسي وفي نفس الوقت نطلق مزاعم للدبلوماسية بأن هناك انتقادا لإسرائيل في الرأي العام".

ويوضح أنه "لا توجد طريقة لشرح سياستنا، ليس الافتقار إلى العمل السياسي، ولا الاحتلال المطول بلا أفق ولا الإضعاف المتعمد للعناصر البراغماتية في المجتمع الفلسطيني".

وتابع في السياق: "لا القانون التمييزي لممتلكات الغائبين في القدس، ولا انتهاك الوضع الراهن في الحرم القدسي الذي تستغله الجمعيات على أيدي المستوطنين لإحراق المنطقة تحت إشراف الحكومة".

وهنا يبين أن "الجمهور الإسرائيلي يتعامل مع الحملة الأخيرة على أنها مثل سابقاتها من زاوية ضيقة من المواجهة المشروعة للديمقراطية ضد الإرهاب، لكن العالم الذي يرى صورا مروعة من غزة للمدنيين بمن فيهم العديد من الأطفال، ضحايا هذه الجولات يسأل: ماذا فعلت لمنع الجولة؟".

ويتابع المستشار حديثه: "أشعر بالارتباط بجيشنا كضابط سابق وأب لأطفال  فهم قاموا بخدمة كبيرة وقدموا الكثير للشعب الإسرائيلي, قلبي أيضا يخاطب دبلوماسيي وزارة الخارجية , مطالبا إياهم بالانخراط  في دبلوماسية حقيقية وسترى نتائج أفضل جيش في المنطقة".

لكنه يرى أنه "وزارة خارجيتنا الضعيفة التي لديها دبلوماسيون ممتازون لن تكون قادرة على منع جولة أخرى، ولن تستطيع إضعاف حماس بشكل كبير أو إحلال السلام والأمن لسكان إسرائيل والمنطقة دون سياسة أجنبية غربية متماسكة لتعزيز الهدنة طويلة الأجل".

وحذر المستشار تمير من الوقوع في فخ الجهات اليمينية "التي تحاول إقناعنا بأننا محكوم علينا بالعيش على سيفنا مع الحفاظ على نظام احتلال جيلين من الإسرائيليين لملايين من الفلسطينيين".

وقال إنه "من الممكن أن نشرح هذه السياسة التي لا أساس لها والتي تضر أولا وقبل كل شيء بوجودنا كدولة ديمقراطية"، وفق تعبيره.

منع جولات القتال

في السياق، تساءل موقع "جي دي إن" العبري: لماذا تخوض إسرائيل كل سنتين إلى ثلاث سنوات تقريبا جولة قتال في غزة، هل هناك طريقة لمنع الجولة المقبلة؟

وتابع: "إذا تحدثت إسرائيل مع حماس أو ربما تخلت عن القدس بأكملها على الإطلاق".

وأشار الموقع العبري إلى أنه  كل بضع سنوات خلال أشهر الصيف تزداد التوترات جنوب البلاد ونخرج مرة أخرى لجولة أخرى ضد حماس: "إنهم يطلقون الصواريخ بشكل عشوائي على السكان المدنيين، ويرد الجيش الإسرائيلي بمهاجمة مواقع المقاومة في قطاع غزة، حتى يحصلوا على هدنة مرة أخرى لا تدوم طويلاً".

ويقول: "سقط صاروخ بالقرب من مدرسة في مدينة سديروت, فقط بحمد الله لم تقع إصابات. في هذه الحوادث كان من الممكن أن تسفر عن مقتل العشرات من الأطفال والمراهقين".

السؤال الكبير هو: ما الذي يمكن فعله لمنع الجولة القادمة من القتال ضد التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة؟

لحل المشكلة من الضروري فهم السبب، إطلاق الصواريخ والقذائف يفسره البعض على أنه انتقام إيراني حيث استغلت طهران الجهاد الإسلامي لإغلاق حسابه مع إسرائيل التي هاجمت قواعدها في جميع أنحاء سوريا، أو على الأقل إثارة جبهتها الجنوبية وبالتالي صرف انتباهها عن الشمال، وفق تقديره.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي "أفيخاي أدرعي" ربط بين ما يحدث في قطاع غزة وبين إيران.

وقال أدرعي "الجهاد الإسلامي منظمة إرهابية تمولها إيران وتغذيها أيديولوجيتها، وحتى اليوم تستخدم أساليب قتالية إيرانية. وكما قال أحد قادة حماس في غزة فالعلاقات بين المنظمتين متقاربة"، وفق تعبيره.

وشرح آخرون أن التصعيد جاء لأسباب مختلفة، من بينها تدمير الأنفاق والرد الإسرائيلي القاسي على محاولات اختراق السياج الحدودي قبل أسابيع قليلة في الاحتجاجات العنيفة على الحدود.

من ناحية أخرى، هناك اقتراح آخر من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء التوتر وإعادة احتلال قطاع غزة.

على سبيل المثال، قالت وزيرة القضاء "أييلت شاكيد" إنه يجب الاستعداد لهذا الاحتمال في محاولة للإطاحة بنظام حماس".

وتابعت أن "كل الخيارات المطروحة على الطاولة تشمل احتلال القطاع. بأعجوبة لم تكن هناك كارثة كبيرة يمكن أن تؤدي إلى (اتساع نطاق الحرب)، علينا الاستفادة من هذه المعجزة والرد بقوة".