وضع المراقب.. لماذا التزم "حزب الله" الصمت أثناء العدوان على غزة؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 10 مايو/أيار 2021، كانت الأنظار كلها موجهة نحو جنوب لبنان خوفا من احتمال دخول حزب الله في المواجهة.

عن هذا، تقول صحيفة لاكروا الفرنسية، إن "اللبنانيين حبسوا أنفاسهم في انتظار ذلك"، لا سيما أنه خلال المواجهة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة في قطاع غزة، التي انتهت بوقف إطلاق النار في 21 مايو/أيار، تم إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

لم تتسبب تلك الصواريخ في أي ضرر ملحوظ، حتى أن بعضها لم يعبر الحدود، وفق الصحيفة.

وأدى إطلاق النار، الذي لم يعلن عنه حتى الآن، إلى انتقام المدفعية الإسرائيلية، وأثار مخاوف اللبنانيين، الغارقين بالفعل في أزمة سياسية واجتماعية اقتصادية لا تنتهي أبدا.

"شهادة على التضامن" 

ويجري الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" التي تنتشر قواتها على الحدود الجنوبية تحقيقا في الأمر.

وقال الجيش في بيانات مقتضبة إنه استولى على قاذفات صواريخ وعدة قذائف.

ويلاحظ وليد شرارة، كاتب العمود في صحيفة "الأخبار" اليومية، المقربة من حزب الله، أن "عدة مجموعات قد تكون وراءها" ، مشيرا إلى أنها كانت من "صواريخ من الجيل القديم".  

ويضيف في ذات السياق أن “ما حدث في فلسطين حشد دوائر متعددة، هذه اللقطات هي شهادة على تضامن أكثر نشاطا". 

في لبنان، كل الأنظار تتجه نحو حزب الله، التنظيم الشيعي القوي الذي يمتلك ترسانة عسكرية كبيرة، لكن الحزب نفى تورطه في إطلاق النار. 

وأعرب جزء كبير من اللبنانيين عن تضامنهم مع "إخوانهم" الفلسطينيين من خلال المظاهرات على طول الخط الأزرق - الحدود المؤقتة التي أنشأتها الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل - وفي بيروت، إلا أنهم يخشون الانجرار نحو صراع جديد. 

عام 2006، دمرت حرب استمرت 33 يوما بين حزب الله وإسرائيل البلاد وتسببت في مقتل أكثر من 1200 شخص على الجانب اللبناني معظمهم مدنيون، و 160 قتيلا بين العسكريين من الجانب الإسرائيلي. 

ومنذ ذلك الحين، ساد هدوء غير مستقر على الحدود الجنوبية، اتسم بفترات توتر متفرقة وانتهاكات مستمرة لسيادة لبنان من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.

"في نفس الجبهة" 

خلال 12 يوما من النزاع، راقب حزب الله عن كثب تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين خلال مظاهرة نظمت في خضم العدوان الإسرائيلي في حارة حريك بريف بيروت الجنوبي "أنتم أيها الشعب الفلسطيني ونحن أيضا نخوض نفس المعركة وعلى نفس الجبهة، نصركم هو نصرنا ونصرنا هو نصركم". 

هل يمكن إشعال جبهة جديدة على الحدود من أجل كل ذلك؟، إنه ليس بالأمر المؤكد. 

يعلق وليد شرارة على ذلك بقوله أنه "من الواضح أن هناك تنسيقا وثيقا بين حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، لكن الفلسطينيين اليوم ليسوا في موقف يتطلب مساعدة خارجية". 

 ويضيف في سياق متصل أنه "بالنسبة لحزب الله فإن ما يريده هو عدم منح إسرائيل الفرصة لتحويل الصراع على أنه حرب ضد محور المقاومة بينما هو في الواقع قتال شعب ضد الاحتلال، كما تشهد معركة حي الشيخ جراح (في القدس)".

كما أراد الحزب الشيعي بلا شك تجنيب السكان اللبنانيين المتضررين بالفعل من الأزمات الداخلية، أية حرب جديدة.

أشاد حزب الله في 21 مايو/أيار ، بـ "الانتصار التاريخي" للفصائل الفلسطينية في غزة بعد سريان وقف إطلاق النار.

وقالت الحركة الشيعية في بيان لها أن "حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة بالنصر التاريخي (...) على العدو الصهيوني".